تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - القلية: ما يعد من اللحوم والأكباد والرئة والحمص وبعض التوابل والبهارات، وأكثر المناسبات التي يعد فيها هذا النوع من الأطعمة هي عيد الأضحى المبارك، وإقامة الأعراس، وقد عمم المصطلح حديثا فأصبح يطلق على ما يقلى من فلفل وبطاطا وطماطم وأجر وغير ذلك. ونسمع الناس يرددون في بيوتهم عبارة غداؤنا اليوم قلية (مقلة).

وهذا اللفظ عربي فصيح استعمله العرب قديما بنفس الاستعمال الجاري على ألسنة العامة اليوم. يقول الإسكافي في (مبادئ اللغة): "القلية من قلوت الشئ، وقلوته إذا شويته مع ندوة"

وجاء في اللسان "والقلية من الطعام والجمع قلايا، والقلية: مرقة تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها، والقلاّء: الذي حرفته ذلك "

3 - البسيسة: نوع من الحلوى من دقيق القمح والحمص المقليين والسمن أو الزيت والعسل، وأهل تلمسان ينطقونه (لمبسس) بسكون الميم، أما البسيسة فلغة أهل الشرق الجزائري كقسنطينة وضواحيها. وفي الأوراس تعرف هذه الحلوى باسم (الزرير)، وتقدم في الغالب عندهم للمرأة النفساء، ومنه أيضا: بسيسة الشعير المعروفة باسم (المرمز)، والكسرة لمبسسة.

أما الطعام الذي يقدم للمرأة النفساء في العربية فيسمى الخرسة.

ومصطلح (البسيسة) عربي خالص. يقول أبو عبيد القاسم بن سلام في (الغريب المصنف): "البسيسة كل شئ خلطته بغيره مثل السويق بالأقط ثم تبل بالسمن أو بالرب"

وفي (المخصص) لابن سيده "البسيسة الدقيق أو السويق يلت بالسمن أو بالزبد ثم يؤكل ولا يطبخ وهو أشد من اللت بللا "

ويلاحظ أن هذا المصطلح التراثي قد استعمل بصيغتين (مفعل وفعيلة) وهما صيغتان فصيحتان، ومما جاء على وزنهما من المصطلحات في كلام العامة: المحمر والمجمر والمخلع والمقطعة والمزيت والمحنشة والمحمص والمشوك، والثريدة والعصيدة والهريسة والتشيشة والحريرة والوليمة، وغير هذا كثير.

والملاحظ أن هذه الألفاظ حافظت على بنائها الفصيح ولم يصبها إلا انحراف طفيف في تغير الحركة كإسكان أولها، لأن العامة تنشد الخفة في النطق، كما أن بعض هذه المصطلحات ولد حديثا لحاجة مستعمل اللغة إلى هذا المصطلح أو ذاك.

4 - الجاري: حساء يتخذ من دشيش القمح عندما يكون فريكا، أي قبل أن ينضج، ويخلط مع اللحم والطماطم وبعض البهارات.

ويشيع استعماله في الشرق الجزائري إذ لا يخلو بيت في شهر رمضان من حساء الجاري.

وعن فصاحته يقول الدكتور عبد المالك مرتاض: "إننا نرى أن هذا الإطلاق عربي فصيح لا غميزة فيه والاسم يدل على المسمى من حيث الاشتقاق اللغوي ". ورغم أن مصطلح (الجاري) عربي البناء، فهو من الألفاظ المولدة التي مكن لها الاستعمال الاستمرارية، لأن "المصطلح الذي يلقى القبول والاستعمال من قبل الجمهور هو الذي يحظى بالبقاء والاستمرار". والجاري أنواع، منه جاري دويدة، وجاري لسان العصفور، وجاري مرمز، كما هو الحال في المشرق العربي ولكنهم يستعملون مصطلح الحساء، وهو عربي فصيح أيضا.

5 - الفريك: وهو القمح الذي يعد منه الجاري قبل أن ينضج، عربي فصيح يطرد في ألسنة العامة ولا سيما أهل البوادي والأرياف ممن يعملون في الزراعة، فهم يأكلونه حبا أو دشيشة.

أما عن أصله الفصيح فيؤكده النص التالي الوارد في اللسان "وأَفْرَكَ الحبك حان له أن يفرك، والفريك طعام يفرك ثم يُلَتّ بسمن أو غيره.

6 - الطاجين: آلة من آلات الطبيخ، وهو المقلى الذي تطيب فيه أنواع الكسور، كالحرشاية والمطلوع والشخشوخة وغيرها، كما تقلى فيه الحبوب كالقمح والشعير والحمص ويسميه بعض الناس (الفراح)، وهو نوعان: نوع يصنع من الحديد وهو حديث، ونوع آخر يصنع من الفخار.

ومصطلح الطاجين دخيل في العربية من اللغة الفارسية , وفد إلى الجزائر مع الفاتحين الأوائل وبقي مستعملا في ألسنة الناس حتى يومنا هذا، ولكن العامة لم تكتف بالاستعمال الأصلي بل وسعوا مجاله الدلالي فاصبح يطلق على أصناف من الأطعمة الرفيعة التي تقدم في المناسبات الخاصة والأفراح.

ومن هذه الأصناف: طاجين العنب وطاجين الزيتون وطاجين التفاح وطاجين الشواء وطاجين الإجاص وطاجين العين وطاجين الخوخ وطاجين السفرجل وطاجين شباح الصفرا، وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير