تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - الشخشوخة: نوع من الكسور تحضر من الدقيق وتطهى في المقلاة الفخارية (الطاجين)، ثم تفتت إلى قطع حسب النوع المراد تحضيره، وهي -فيما نرى- الثريدة التي عرفها العرب قديما بأنواعها المختلفة.

والشخشوخة طعام رفيع يقدم في المناسبات الخاصة، كالمولد النبوي الشريف وعاشوراء والأعراس والحفلات الخاصة بالنجاح، كما تقدم إكراما للضيف العزيز.

وهذا المصطلح مولد، لأني لم أقف على أصل له في العربية الفصحى، إذ فتشت في كتب اللغة ومعجماتها فوجدت أن "الشخشخة: صوت السلاح ". ولكثرة استعمال هذا المصطلح ودورانه على ألسنة الناس اتسع مجاله الدلالي -كما في مصطلح الطاجين- فصار يطلق على أنواع كثيرة من الأطعمة مع الاحتفاظ بالاسم الأول، فإذا أطلق المصطلح مفردا كان المراد الشخشوخة المحضرة على شكل الرقاق (طبقات بعضها فوق بعض)، أما إذا خصص المصطلح بالوصف فإنه يعني صنوفا أخرى بحسب الوصف.

ومن أصنافها الشائعة في منطقة الأوراس وبعض مناطق الجنوب أذكر على سبيل المثال: شخشوخة الحرشاية وشخشوخة الرغدة التي يسميها سكان آريس (شخشوخى بومغلوث) وشخشوخة الحامضة وشخشوخة لمفرمسة وشخشوخة الزريقة وشخشوخة الشواط، وشخشوخة لفطير، وشخشوخة الرفيس التي تعرف في آريس باسم (الزِّراوى) وشخشوخة الرزام (أم الرزام)، وشخشوخة الظفر التي تشتهر بها مدينة قسنطينة.

ولعل هناك تسميات أخرى مستعملة في مناطق من الوطن لا نعرفها.

إن هذا التنوع في أسماء الأطعمة والثراء في المصطلح في لسان العامة له نظير في العربية الفصحى، إذ ذكرت سابقا أن الثريدة لها تسميات كثيرة حفظتها لنا كتب اللغة ومعجماتها

8 - الرب: عصارة الفواكه المطبوخة بالسكر، ويستعمل هذا النوع من الأطعمة في الجنوب، كبسكرة وسيدي عقبة. ويحضر بوضع حبات التمر في قليل من الماء على نار خفيفة حتى تتحلل التمرات، ثم يصفى الخليط ويعصر ويعاد مرة ثانية على النار حتى يعقد، ثم يحفظ الرب في مكان بارد، ويتناول في أي وقت من الأوقات.

ومصطلح الرب عربي فصيح، ذكرته كتب اللغة ومعاجمها، فقد ورد في اللسان "الرب: ما يطبخ من التمر وهو الدبس أيضا ... والرب: الطلاء الخاثر وقيل: هو دبس كل ثمرة، وهو سلاقة خثارتها بعد الاعتصار والطبخ، والجمع الربوب والرباب "

والدبس مثله، فقد ورد في اللسان أيضا "والدِّبْسُ والدِّبِسُ عسل التمر وعصارته "

هذه بعض المصطلحات الدالة على الأطعمة مما يجري على ألسنة العامة من الناس في المجتمع الجزائري ولا نزعم أننا أحطنا بها جميعا، لأن محاولة جمع هذه الألفاظ قد تمت في بعض مدن الشرق والجنوب، وأعتقد أن لغتنا المحكية في جميع أنحاء الوطن غنية بهذا النوع من المفردات، ومما تقدم يمكن أن نلاحظ جملة من الملاحظات وهي:

1. أن عاميتنا مزدانة بالألفاظ الفصيحة التي تخص حقل الأطعمة، كما في الحقول الأخرى، إذ تبين بعد جمع عدد كبير من المفردات وعرضها على كتب اللغة والمعجمات أن استعمالها يوافق الاستعمال العربي من حيث بنيتها ودلالتها، ولم يصبها انحراف إلا في الحركة أو زيادة حرف أو حذف آخر وبقيت قريبة من الأصل العربي الفصيح، وهذا الانحراف تعرفه اللغات البشرية جميعا.

2. أن كثيرا من هذه الألفاظ قد وفدت مع الفاتحين الأوائل فبقيت تجري على ألسنة الناس تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، لكن الطبقة الخاصة عزفت عنها ولم تستعملها في المكاتبات والخطابات الرسمية والشفهية، فتنوسيت وصارت حبيسة في بطون المعجمات وكتب اللغة والأدب، ميتة عند الخاصة لكنها حية عند العامة.

3. ورود بعض المصطلحات أصابها تطور عن طريق الإبدال أو القلب أو الإدغام أو الحذف أو الزيادة، كما أن الكثير منها جاء عن طريق النحت والاشتقاق والمجاز والتوليد، وكل هذه الطرق تسمح بإنتاج المصطلح.

4. أن الألفاظ والمصطلحات المولدة التي تدور على ألسنة عامة الناس في مجتمعنا تعكس جانباً حيويا من الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يحياها أفراد المجتمع، ولذلك حافظ عليها إلى جانب الألفاظ الفصيحة وضمن لها الاستمرارية والبقاء.

ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[27 - 07 - 08, 09:19 م]ـ

بمناسبة ذكر اختنا مسلمة أنها شاوية اذكر ان من بين من صادقتهم فى الجزائر صديق عزيز كان يسكن وهران ولكنه اصلا من قسطينة وسمعت لفظ شاوى منه اول مرة وعرفت انه امازيغى ولهم لهجة خاصة بهم ومما اذكره كلمات لا اعتقد ان لها صلة بالعربية مثل

متى تتيجز اى ماذا تعمل

يو سيد اى اتى او حضر

مانى هروحم اى اين ذهبت

يتوثلاى ايزى اى يتكلم معى

السلام فليكم اى سلام عليكم

فهل لهذه الكلمات اصل عربى اشك لانى علمت ان الشاويه الامازيغ ليسوا عربا

انا اتكلم من الذاكرة فان كانت معلوماتى خاطئه فأحب ان اعرف التصويب

ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 08:54 م]ـ

أحسن الله إليكم،، وبارك فيكم،،

وتخريج "بزَّاف" على أنَّ أصلها "بجزاف" حسن رائق ..

وأحب أن أسأل إخواني من أهل الجزائر: ما أقربُ المدن في تلك الأرض الطيبة أعْربُ عربية، وأبعد عن هجنة اللسان؟ .. والظاهر أنَّ أهل العاصمة -عصمها الله من الآفات- في ذيل القائمَة فيما أحسب (:

وما جلبه الأخ عدنان من كلمات شاوية مُعْرقٌ في البربرية، والشاويةُ المصرية أعرف!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير