تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويؤيد الباحثون المحدثون مؤرخي النحو العربي الأوائل في ذلك، فيقول الأستاذ سعيد الأفغاني: «يعتبر اللحن الباعث الأول على تدوين اللغة وجمعها، وعلى استنباط قواعد النحو وتصنيفها، فقد كانت حوادثه المتتابعة نذير الخطر الذي هب على صوته أولو الغيرة على العربية والإسلام» [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn3).

ومع اتفاق الباحثين على سبب نشأة النحو العربي نجدهم مختلفين في تحديد البادئ بوضع أسسه، وفي تحديد طبيعة الملاحظات الأولى التي عدت اللبنة الأولى في بنيانه الشامخ، ويمكن أن نعرض وجهات نظرهم بتقسيمها على قسمين: الأول يمثل رأي العلماء الأوائل، والثاني يمثل رأي الباحثين المحدثين، وإليك ملخص ما قالوه في هذا الموضوع.

أولا: رأي العلماء الأوائل في نشأة النحو العربي:

قال السيرافي: «اختلف الناس في أوائل من رسم النحو، فقال قائلون: أبو الأسود الدؤلي. وقال آخرون: نصر بن عاصم الدؤلي، ويقال الليثي، وقال آخرون: عبد الرحمن بن هرمز. وأكثر الناس على أبي الأسود الدؤلي» [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn4).

إن ما ورد في المصادر القديمة يؤكد ما ذكره السيرافي من أن أكثر الناس يذهبون إلى أن أبا الأسود هو أول من رسم النحو. وأقدم ما اطلعت عليه من النصوص التي تنسب ذلك إليه ما رواه الحلبي عن أبي حاتم أن قتادة بن دِعامة (ت117هـ) محدث البصرة، قال: «أول من وضع النحو بعد أبي الأسود يحيى بن يعمر» [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn5). وهو قول يقرر سبْق أبي الأسود في وضع النحو. وقتادة من طبقة تلامذة أبي الأسود، وهو يعرفه ونقل عنه بعض الأخبار [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn6).

ومن الروايات القديمة التي تنسب وضع النحو إلى أبي الأسود ما نقله السيرافي والزبيدي عن عاصم بن أبي النجود (ت128هـ) قارئ أهل الكوفة المشهور، أنه قال: «أول من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي» [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn7). وكان عاصم، وهو من طبقة تلامذة الدؤلي، مشهورا بالفصاحة [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn8) ، وقال عنه تلميذه أبو بكر بن عياش: «كان عاصم نحويا فصيحا» [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn9).

وقال محمد بن سلام الجمحي (ت231هـ): «وكان لأهل البصرة في العربية قُدْمَة، وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية. وكان أول من أسس العربية وفتح بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل، وكان رجل أهل البصرة ... وإنما قال ذلك حين اضطرب كلام العرب فغُلبت السليقة، فكان سراة الناس يلحنون، فوضع باب الفاعل والمفعول والمضاف وحروف الجر والرفع والنصب والجزم ... وكان ممن أخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر ... وأخذ ذلك عنه أيضا ميمون الأقرن، وعنبسة الفيل، ونصر بن عاصم الليثي، وغيرهم» [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn10).

وهذا رأي عامة المؤرخين الأوائل للنحو العربي، مثل الحلبي [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn11) ، والزبيدي [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn12) ، وابن النديم [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn13) ، « فأما زعْم من زعَم أن أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز بن الأعرج، أو نصر بن عاصم، فليس بصحيح، لأن عبد الرحمن أخذ عن أبي الأسود، وكذلك أيضا نصر بن عاصم أخذ عن أبي الأسود» [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn14).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير