أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

ويرى المؤلف «أن قضية نشأة النحو مرتبطة بالمعارف السابقة للعرب في الجاهلية وفي العصر الإسلامي، وبخاصة في مجالي القراءة والكتابة» [45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn45). وهو يرى لذلك «أن أبا الأسود حلقة في سلسلة المعرفة اللغوية ... ولكنه برز في مجالها، وزاد نشاطه في حقلها فنسبت إليه نشأة أضخم علم شغل الناس قرونا طويلة وما زال يشغلهم إلى وقتنا الحاضر» [46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn46).

الكتاب الثاني: المفصَّل في تاريخ النحو العربي (الجزء الأول: قبل سيبويه) تأليف الدكتور محمد خير الحلواني [47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn47) ، الذي يقول في مقدمته: «وقد عُنيت في هذا الجزء بالكشف عن نمو النحو في المرحلة الغامضة مرحلة أبي الأسود وتلامذته، وهي مرحلة وقف حيالها الباحثون في الشرق والغرب شاكين حائرين، ونعتوها بأنها مرحلة مظلمة في تاريخ النحو العربي لا يمكن أن يبلغها البحث العلمي» [48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn48).

ويقول مؤلف الكتاب: «والحق أن نشأة النحو ترتبط بجذور الحياة الإسلامية في ذلك الزمن، وترتد إلى ما ترتد إليه نشأة العلوم الأخرى من لغوية ودينية وفلسفية، وكان القرآن الكريم محور هذه الجذور، وهو الركيزة الأساسية فيها، وإذن فإن نشأة العربية - بمعناها الاصطلاحي - انطلقت من قراءة القرآن» [49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn49). وهو يقرر أن أبا الأسود الدؤلي نقط المصحف، ووضع أسس النحو العربي لكنه ينفي أن يكون قد ألف كتابا في النحو، بل كان يعلِّم النحو [50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_edn50).

...

إن نسبة وضع أسس النحو العربي إلى أبي الأسود الدؤلي تبدو طبيعية في ظل الظروف اللغوية التي أعقبت الفتوح الإسلامية، والتي تتمثل بانتشار اللغة العربية بين الأمم التي دخلت في الدين، وتتمثل أيضا بامتزاج العرب الخُلَّص بأهل اللغات الأخرى، ولما كانت العربية لغة القرآن ولسان الدين فإن المحافظة عليها وتيسير تعلمها كان من الأعمال التي يحرص عليها الخلفاء والولاة والعلماء، وهو أمر انتهى بتدوين قواعد اللغة العربية على يد أبي الأسود الدؤلي لأول مرة، بعد مرحلة من الملاحظات الشفهية كان المهتمون بأمر سلامة اللغة يتداولونها.

إن هناك معارف لغوية تسبق جهود أبي الأسود الدؤلي، كما يبدو من عدد من الروايات والوقائع، وإن أبا الأسود حين نقّط المصحف ووضع بعض أبواب النحو كان يستخدم تلك المعارف اللغوية ويعمل على تعميقها وتوسيعها. وهذه القضية هي ما نحاول الكشف عنه في المبحث الثاني، إن شاء الله تعالى.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref1) مراتب النحويين ص23.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref2) طبقات النحويين واللغويين ص11.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref3) من تاريخ النحو ص8، وينظر: يوهان فك: العربية ص21، وعبد الحميد السيد طلب: تاريخ النحو وأصوله 1/ 15.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref4) أخبار النحويين البصريين ص13.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref5) مراتب النحويين ص22.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref6) أبو بكر الأنباري: إيضاح الوقف 1/ 31، والسيرافي: أخبار النحويين البصريين ص19.
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875327#_ednref7) أخبار النحويين البصريين ص17، وطبقات النحويين واللغويين ص22.
¥