تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أثار هذا المصطلح قدرا كبيرا من الجدل بين العلماء المتقدمين والمعاصرين [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn1)، والذي يعنينا منه هنا هو ما يحدد دلالته في النصوص التي نقلناها في المبحث السابق. مثل قول عمر بن الخطاب t : ( تعلموا الفرائض واللحن والسنن كما تعلمون القرآن)، ومثله قول أبي بن كعب t : ( تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه). ولعلماء اللغة العربية الأوائل كلام في توضيح معنى الكلمة في هذه النصوص وفي غيرها يمكن الإفادة منه في هذا المجال.

نقل الأندرابي عن ابن مِقْسَم (محمد بن الحسن العطار البغدادي ت254هـ) أنه قال: (اللحن في كلام العرب:

1 - يكون الصواب في الإعراب. 2 - ويكون إزالته عن جهته. 3 - ويكون التعريض بمعنى لا يظهر في الكلام. 4 - ويكون التطريب والتحزين) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn2).

ونقل ابن منظور عن ابن بَرِّي (عبد الله بن بري المصري ت582هـ) أن اللحن ستة معان، هي: الخطأ في الإعراب، واللغة، والغناء، والفطنة، والتعريض، والمعنى أو الفحوي [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn3).

وينحصر تفسير العلماء المتقدمين بكلمة (اللحن) في النصوص السابقة في معنيين من المعاني المذكورة، هما: الخطأ في الإعراب، والصواب في اللغة، وقد فسّر أبو عبيد القاسم بن سلام الكلمة في قول عمر: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن، بالخطأ في الكلام. وجعل منه رواية أبي العالية: كنت أطوف مع ابن عباس، وهو يعلمني لحن الكلام، وقال: (إنما سمّاه لحنا لأنه إذا بصّره الصواب فقد بصّره اللحن) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn4).

وقال أبو بكر الأنباري: (واللحن حرف من الأضداد، يقال للخطأ لحن، وللصواب لحن) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn5) . وقال في معنى الكلمة الواردة في قول أبي بن كعب (تعلموا اللحن في القرآن)، وقول عمر: (تعلموا اللحن والفرائض ... ) فيجوز أن يكون اللحن الصواب، ويجوز أن يكون الخطأ، لأنه إذا عرَف القارئ الخطأ عرف الصواب [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn6).

وقال ابن منظور: (واللحن الذي هو اللغة كقول عمر t : تعلموا الفرائض والسنن واللحن، كما تعلمون القرآن، يريد: اللغة، وجاء في رواية: تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه، يريد: تعلموا لغة العرب بإعرابها) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn7).

وكان يزيد بن هارون الواسطي، وهو أحد أئمة الحديث (ت206هـ)، قد حدث بحديث عمر: تعلموا الفرائض والسنن واللحن، فقيل له: ما اللحن؟ فقال: النحو [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn8). وتفسير اللحن بالنحو عند المتقدمين أمر مشتهر حتى إن الرواية المنقولة عن أبي العالية قد رويت هكذا: (كنت أطوف مع ابن عباس بالبيت وهو يعلمني النحو) [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn9). قال الأزهري: (واللحن: اللغة والنحو) [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn10). وتفسير (اللحن) بالنحو أمر حدث بعد أن تكامل علم النحو واستقرت قواعده، فيما يظهر، وهو مبني على أساس أن علم النحو صار يعالج عوارض اللحن في الكلام العربي.

ولا يخرج معنى كلمة (اللحن) في النصوص القديمة المذكورة عند أحد أمرين: الخطأ في الكلام، أو الصواب فيه. وعلى أي منهما حملنا معنى الكلمة فإن ما ورد في الروايات المذكورة يدل على نشاط لغوي منظم يأمر الخلفاء بتعلمه، ويعمل العلماء عن تعليمه، فهذا عمر بن الخطاب يقول: تعلموا اللحن، وهذا عبد الله بن عباس يعلِّم لحن الكلام. وهذا النشاط، وإن كان يبدو شفويا في جملته، يمثل النشأة الأولى لعلم النحو العربي والدراسات اللغوية العربية.

2 - العربية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير