تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - كان واسعا شمل النازلين في الأمصار الإسلامية من العرب وغيرهم.

3 - كان معظم ذلك النشاط قد تم في خلافة عمر بن الخطاب t ، ويمكن أن نلاحظ هنا (أن السياسة الواسعة الأفق التي امتاز بها الخليفة الثاني ... قامت بقسط لا يستهان به في سبيل توحيد اللغة، وإنشاء لسان مشترك بين قبائل البدو جميعا، كما حفظت العربية من الاضمحلال والانحلال) [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn36).

4- كان معظم ذلك النشاط يدور حول حركات الإعراب الذي يمثل أوضح خاصية في العربية، والذي كان أول ما اختل من كلام العرب فأحوج إلى التعلم. ورواية بريدة بن الحصيب تشير إلى ذلك.

ونحن إذ نستخلص من مجموع الروايات أن نشأة النحو أو علم العربية تقترن ببدء نزول القرآن وقراءته، وأن المعرفة اللغوية المنظمة كانت تزداد كلما تقدمت السنين، فإننا نعُدُّ ما قام به أبو الأسود الدؤلي وتلامذته مرحلة جديدة في تاريخ الدراسات اللغوية العربية انتقلت فيها من مرحلة الرواية الشفهية للمادة اللغوية إلى مرحلة التدوين. ويمكن أن نلخص عمل أبي الأسود الدؤلي في أمرين:

الأول: تدوين الملاحظات التي استخلصها علماء الطبقة الأولى، وهم الصحابة y وقول المؤرخين الأوائل: إن أبا الأسود هو أول من وضع العربية، أو أول من أسس العربية، يعني في تقديري أنه أول من دوّن الملاحظات المتعلقة بقواعد اللغة.

والآخر: اختراع علامات الحركات، وهو المسمَّى نقْط أبي الأسود، الذي طبَّقه في المصاحف أولا، فالكتابة العربية كانت تفتقر إلى علامات الحركات، وما قام به في هذا المجال يُعد إنجازا كبيرا استطاع الخليل بن أحمد أن يتممه بتحويل النقاط إلى علامات الحركات المستعملة في الكتابة العربية إلى زماننا.

وكانت مظاهر اللحن التي ازدادت في عصر أبي الأسود من أهم العوامل التي دفعته إلى العناية بموضوع تدوين الملاحظات اللغوية المتعلقة بحركات الإعراب خاصة التي كانت موضع عناية العلماء وأولي الأمر في عصر الخلافة الراشدة، كما أن ما ينسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t من ملاحظات في هذا المجال يبدو طبيعيا، إذا تصورنا أن عناية الخلفاء الراشدين كانت مستمرة بهذا الموضوع، وأن الأحداث التي وقعت في آخر عصر الخلافة الراشدة قد غطت على أخبار النشاط اللغوي الذي لم ينقطع، وعاد ليواصل مسيرته الصاعدة في أول فرصة هدأت فيها الأمور.

وكان النشاط اللغوي العربي قد بدأ في الحجاز، خاصة في مدينة رسول الله r وكان الخلفاء الراشدون يوجهون ذلك النشاط، ثم انتقل مركز ذلك النشاط إلى العراق بسبب عاملين؛ الأول: اهتمام عمر بن الخطاب t بتعليم أهل العراق، فأرسل علماء الصحابة إلى الكوفة والبصرة، وكانت رسائله تَرد عليهم وتأمرهم بتعلم العربية وقراءة القرآن بالعربية الفصحى. والثاني: انتقال مركز الخلافة إلى العراق في آخر عصر الخلافة الراشدة، وظهور طبقة من العلماء من تلامذة الصحابة وعلى رأسهم أبو الأسود الدؤلي ذو المواهب المتعددة الذي وصفه ياقوت بأنه (أحد سادات التابعين، والمحدثين، والفقهاء، والشعراء، والفرسان، والأمراء، والأشراف، والدهاة، والحاضري الجواب ... ) [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn37).

وواصل تلامذة أبي الأسود عملهم في تكميل ما دوّنه أستاذهم، (وكان ممن أخذ ذلك عنه يحيى بن يَعْمَر ... وأخذ ذلك عنه أيضا ميمون الأقرن، وعنبسة الفيل، ونصر بن عاصم الليثي، وغيرهم، ثم كان من بعدهم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، فكان أول من بَعَجَ النحو، ومد القياس والعلل ... ) [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn38)، ( ثم وصل ما أصّلوه من ذلك التالون لهم، والآخذون عنهم، فكان لكل واحد منهم من الفضل بحسب ما بسط من القول، ومد من القياس، وفتق من المعاني، وأوضح من الدلائل وبيّن من العلل) [39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn39).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير