تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النحو مصدر الفعل (نحا ينحو) بمعنى قصد، وصار اسما للعلم الذي يُعنى ببيان قواعد اللغة العربية. ويرى بعض الباحثين المحدثين أن هذا المصطلح تأخر ظهوره عن الوقت الذي ظهر فيه مصطلح العربية، ويرى بعضهم أن أبا الأسود ربما لم يكن يعرف اسم النحو بتاتا [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn24)، ويقدِّر آخرون أنه ظهر في عصر الطبقة التي عاش فيها تلامذته [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn25).

ومهما يكن الأمر فإن ظهور مصطلح النحو لم يتأخر كثيرا عن الحقبة التي استخدم فيها مصطلح العربية، ونجده يستخدم مرادفا له فيقال أحيانا: أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn26). أو يقال: إن الحسن وابن سيرين كانا يكرهان نقط المصحف بالنحو، وكذلك كان قتادة يكره أن ينقط المصحف بالنحو [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn27). والعبارة المشهورة القديمة هي نقط المصاحف بالعربية.

وكانت كلمة النحو تستخدم مرادفة لكلمة الإعراب، فقد ورد في لسان العرب: (النحو: إعراب الكلام العربي) [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn28). وورد فيه: (والإعراب الذي هو النحو هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ) [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn29). ثم غلب استخدام مصطلح النحو وصار علَما على المباحث المتعلقة بقواعد اللغة العربية سواء كان ذلك من ناحية المفردات أم التركيب. وقد قال ابن جني في تعريف النحو (هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره) [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn30).

ولعلماء اللغة العربية الأوائل والباحثين المحدثين كلام في تفسير تسمية هذا العلم بالنحو، فالمتقدمون يربطون بين الدلالة اللغوية والمعنى الاصطلاحي، يقول الزجاجي في سبب التسمية: إن أبا الأسود (وضع كتابا فيه جمل العربية وقال لهم: انحوا هذا النحو، أي اقصدوه، والنحو: القصد، فسُمي لذلك نحوا) [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn31). أو أن الإمام عليا t قال لأبي الأسود حين عرض عليه ما وضعه من أبواب النحو: (ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوتَ، فلذلك سُمِّي النحو) [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn32).

ويذهب الباحثون المحدثون مذهبا قريبا من ذلك حين يربطون بين التسمية ومعنى الكلمة في أصل اللغة، ويستأنسون بالروايات القديمة التي ورد فيها مثل (انح هذا النحو) أو (ما أحسن هذا النحو الذي نحوت) [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn33). وأنكر بعضهم الربط بين التسمية (هو أن المؤدبين أو المقرئين كانوا يستخدمون كلمة (نحو) ليدلوا بها على الطريقة العربية في عبارة ما، كأن يقول بعضهم لبعض: العرب تنحو في هذا كذا، أو نحو العرب في هذا كذا، أو أن يسأل سائل: كيف تنحو العرب في هذا؟ أو أن يقولوا: فلان ينحو في كلامه نحو العرب) [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn34).

ولا ينبني على هذا الاختلاف في أصل التسمية شيء بما نبحث عنه هنا حول تاريخ بدء البحث اللغوي العربي، وإذا صح ما يذهب إليه بعض الباحثين من أن مصطلح النحو ظهر بعد مصطلح العربية [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=875340#_edn35)، فإن ذلك يعني أن ظهور هذا المصطلح لا يقدم إضافة جديدة في الموضوع الذي نحن بصدده.

ثانيا: أبو الأسود الدؤلي وعلاقته بنشأة النحو العربي:

إن النشاط اللغوي الذي تتبعنا صوره في المبحث الثاني يمثل بدء الدرس الغوي العربي، ويمكن أن نلاحظ على ذلك النشاط أنه:

1 - كان شفويا في جملته، فلم يدون في كتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير