تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقع اختلاف بين المؤرخين في مكان وزمان وفاة السخاوي رحمه الله، وأكثر المترجمين على أنه توفي في المدينة المنورة، ودفن بالبقيع بجانب قبر الإمام مالك وعن يساره. وذلك سنة اثنتين وتسعمائة، في يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر شعبان. والله أعلم.

بدأ السخاوي التأليف في وقت مبكر، قبل الخمسين وثمانمائة، وكان سنه قريباً من التاسعة عشرة. وقرظ له شيخه ابن حجر أول ماكتبه، وكان تخريجاً. وذكر السخاوي في الضوء الساطع أسماء (198) تصنيفاً، بينما ذكر في إرشاد الغاوي (210) مصنفات، وذكر الأسدي في ذيل طبقات الشافعية: أن مؤلفات السخاوي تبلغ المائتين، أما الذي وقفت عليه فقد بلغت (259) مؤلفاً، فلله الحمد والمنة (). وقد تنوعت مؤلفاته وشملت كثيراً من العلوم، منها علوم الحديث، وشروحه، والتخاريج، ومنها كتب عن شيوخه ومروياته، ومنها في التاريخ والتراجم، والفتاوى والأجوبة.

ومن كتب التاريخ والتراجم التي صنفها السخاوي: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة. وقد طبع عدة طبعات: الأولى بعناية أسعد درابزوني الحسني (1376هـ) على نفقة الشربتلي في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، قدم له طه حسين، وترجم للسخاوي محمد فقي. والطبعة الثانية أكمل من الأولى. ثم طبع الكتاب في مجلدين سنة (1414هـ) بدون محقق، عن دار الكتب العلمية في بيروت ().

جعل السخاوي كتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة تراجم لأهل المدينة النبوية ومن قطنها من الغرباء ولو سنة واحدة، من القرن الأول إلى وقت السخاوي. وهو من آخر مصنفات السخاوي، حيث ذكر فيه تواريخ متعلقة بسنة (902هـ)، ورتب هذه التراجم على حروف المعجم ...

يقول السخاوي: توجهت لبيان أحوال أهل طيبة المشار إليها، والمخصوصة بالمزيد من الفضائل المنبه عليها، وألحقت فيهم من تخلف عن طريقهم، ولم يتعرف على ما أنعم الله به عليه، ولا تبعهم في توفيقهم، بل لم أقتصر على هؤلاء، حيث ذكرت من قطنها من الغرباء ولو سنة، بشرط أن يكون درَّس فيها أو حدَّث أو أفتى بالطريقة المرضية والسنة الواضحة الحسنة ...

ورجاء أن يكون كتابي بذلك مشتملاً على الخصوص والعموم، وأن يصير كالبدر في التمام والبحر في الطموم، وكذا اتبعت التقي الفاسي الحافظ لما غيره له ناسي، في ذكر جماعة من الأمراء والملوك ممن نص فيهم على إمرة الحرمين، ولو لم يكن له بواحد منها سلوك، لكن بدون استيعاب، لانتشارها في الذكر والخطاب والإطالة بهم للكتاب، بل ذكرت جمعاً ممن وصف بمفتي الحرمين أو قاضيهما أو شيخهما مع مايطرق به من الاحتمال. وأتيت بما اشتمل عليه هذا الكتاب، على حروف المعجم، تسهيلاً للكشف للاستفادة منه والانتخاب، مراعياً في ذلك الترتيب في الآباء والأجداد، وبقية الأنساب، ثم أردف الأسماء بالكنى وبالأنساب ونحوها، ممايقرب المراجعة لمن به اعتنى، وأثبتنا كل هذا، بعد الابتداء بسيرة نبوية مختصرة، نافعة مفيدة معتبرة، ثم أردفها بإشارة مختصرة جداً تشتمل على ما اشتمل عليه المسجد الشريف الفائق في الفخر، إحصاءً وعدداً من الحجرة والروضة الشريفتين، والكسوة والسواري والأبواب والمنابر ونحوها مما تيسرت الإحاطة به سماعاً ومشاهدة أو بهما لدفع المشتبه، والتعرض لذرعه، وما زيد من أروقته ووسعه، إلى غيرها من أحكام حرمته وتعظيم جهاته والتحذير من عدمه، وأماكن مما يزار من المساجد والآبار ()، وغير ذلك مما وقع عليه الاختيار، سيما من عرف من أهل البقيع، وما بجوانبه من المدارس والربط والمطاهر وأماكن المرضى، ومن باشره من الأئمة والخطباء والقضاة والنظار والمحتسبين والرؤساء بدون اشتباه، والفراشين والخدام ().

وقد استفاد السخاوي من أكثر من أربعة وسبعين مصدراً، واعتمد على النقل في غالب مادة الكتاب، ولكن أغلب مادته ـ خاصة في الرواة ـ أخذها من الميزان ولسانه والتهذيب والثقات لابن حبان، والصحابة من الإصا بة ـ وهو الغالب ـــ، والاستيعاب.

وهو في التراجم يذكر اسم الرجل ونسبه، وولادته، ونبذة موجزة عن حياته وطلبه وشيوخه وتلاميذه وكلام العلماء فيه ـ إن كان من الرواة ـ وقد يتكلم فيه من عند نفسه، وقد تكلم في كتابه هذا على أكثر من سبعين رجلاً، ثم يذكر الأقوال في وفاة الرجل، وإن كان الرجل من الملوك ونحوهم نبه على بعض أعماله ومآثره ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير