" وَأَنِ احكم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ الله " [المائدة: 49].
وهو نص مُحكم في جوب الحكم بما أنزل الله وتطبيق الشريعة الإسلامية على جميع المستويات: الفرد والمجتمع والدولة.
ولقد قرن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين فريضة الصلاة وفريضة الحُكم بما أنزل الله في حديث عجيب من أحاديثه الكريمة، فقال:
"لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم و آخرهن الصلاة " [أحمد، عن أبي أمامة، وصححه الألباني، انظر حديث رقم: 5075 في صحيح الجامع]
الدليل السابع:
" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " [النساء: 65]. فنفى الإيمان حتى يوجد تحكيمه وحده، وهو تحكيمه في حال حياته وتحكم مهجه فقط بعد وفاته.
الدليل الثامن:
" إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق لِتَحْكُمَ بَيْنَ الناس بِمَآ أَرَاكَ الله " [النساء: 105] وتأمل: لم يقل بما رأيت أنت.
الدليل التاسع:
" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون " [المائدة:
44].
الدليل العاشر:
" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ الله فأولئك هُمُ الظالمون " [المائدة: 45].
الدليل الحادي عشر:
" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الفاسقون " [المائدة: 47].
الدليل الثاني عشر:
"ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ " [الحجرات: 1].
أي لا تقدموًا حُكمًا على حكم الله، وأمرًا على أمر الله، أو قانونُا على قانون الله.
الدليل الثالث عشر
" فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الحجر: 92، 93]
عما كانو يعملون في مجالات الحياة جميعها، من إصلاح وإفساد، ومن استقامة وانحراف، من عدل وظلم، من حق وباطل .. في خاصتهم وعامتهم، الكبير والصغير، الحاكم والمحكوم، والقائد والمقود ..
الدليل الرابع عشر:
" قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) " [الأنعام].
وأخرى. ..
هذا، ويعج المصحف الشريف، بمئات النصوص التشريعية في مجالات الحياة المختفة كل على حدى، ومثال ذلك:
في القصاص ..
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأنْثَى بِالأنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) " [البقرة].
وفي الوصية. .
" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ " [البقرة: 180]
وفي الميراث. .
فأفرد صدر سورة النساء وآخرها في بيان أحكام المواريث بدقة متناهية لم يسبق إليه قانون بشري. .
وكان منها:
"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا" [النساء: 11].
وفي المهر. .
وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا" [النساء: 4]
وفي العلاقة بين اليتيم والولي. .
¥