تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والغريب في الأمر كلّه أنه إذا أطلق "أبو حامد الغزالي" عند الشافعية انصرف إلى الغزالي القديم

هي مجازفة لو أملك حذفها لحذفتها، بارك الله في أخي أبا فراس على التنبيه

صادف أن وجدت أبا حامد آخر، اسمه: محي الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الشافعي الطوسي، واشتهر بابن الإمام الغزالي، ذكره ابن العماد (شذرات الذّهب 7/ 196) قال: قدم من بلاده إلى حلب في شهر رمضان من هذه السنة [825هـ] بعد أن كان دخل الشام قديما وسمع من مسنِد الوقت ابن أميلة، وحدث عنه في هذه القدمة، قال في ذيل تاريخ حلب: رأى أتباعه يذكرون عنه علما كثيرا وزهداً وورعا، وأخبر عنه بعض الطلبة أنه حج مرارا منها واحدة ماشيا على قدم التجريد، وكان معظَّما في بلاده، وأخذ عنه إبراهيم بن علي الزمزمي المكي، وتوفي بحلب في العشر الأخير من شهر رمضان وكانت جنازته مشهودة. انتهى والله أعلم. اهـ

والغزالي الصغير أو الابن هذا اجتمع في سلسلة نسبه اسم محمد متواليًا عشر مرات، ولم أرها لغيره.

أما أخو الإمام - الذي خلفه في التدريس بالنظّامية - فهو أبو الفتح أحمد بن محمد بن محمد الغزالي الواعظ الملقب بمجد الدين، توفي سنة 520هـ / (وفيات الأعيان لابن خلّكان 1/ 97).

فينقسم الأمر بعد التمحيص إلى:

- خمسة غزّالين، جميعهم في نسب واحد سوى المعاصر؛

- ثلاثة منهم يكنى أبا حامد وهم: الكبير، والإمام، والابن؛

- واثنان اسمهما أحمد بن محمد وهما: الكبير، وأخو الإمام؛

- واثنان منهما اسمهما محمد بن محمد وهما: الإمام، والابن.

وقد راجعتُ - طلبا لصحة تلك المجازفة - تهذيب الأسماء واللغات، ومقدمة المجموع، وتحرير ألفاظ التنبيه كلها للنووي، وتحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي، وحاشيتاه لعبد الحميد الشَّرواني وللعبادي، والفتح المبين في حل مصطلحات الفقهاء والأصوليين للحفناوي، وسلم المتعلم المحتاج إلى معرفة رموز المنهاج لأحمد مَيْقَري، والابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج لابن سُميط الحضرمي، ومقدمة الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، وحياة الشافعي لأبي زهرة، وجملة ما فيها مما له تعلّق:

- أن مدار الفقه الشافعي خمسة كتب: مختصر المزني، المهذب والتنبيه للشيرازي، الوجيز والوسيط للغزالي.

- ثم صارت أقوال المذهب إلى الشيخين النووي والرافعي.

- أن أبا حامد إذا أطلق انصرف إلى أحد اثنين: المَرْوَرُّذي أو الإسْفَراييني فحسب.

- أن أصحاب القفَّال المِرْوَزي كأبي محمد الجويني (والد إمام الحرمين) والقاضي حسين وطبقتُهم يعرفون بالخُراسانيين أو المراوِزة (ومنهم الغزالي الكبير)، مقابل العراقيين أصحاب أبا حامد الإسفراييني كالماوردي وأبي الطيب الطبري.

- المتقدمين من الأصحاب هم ما قبل الأربعمائة.

يمكن القول كخلاصة: إن الغزالي الكبير كان من الفقهاء المخرّجين على المذهب - شأنه شأن أصحاب القفّال المروزي (ت 417هـ) - وقد كان شيخه المحدّث الفقيه أبو طاهر الزِّيادي (317/ 410هـ) جليلَ القدر (من تلامذته أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر البيهقي الحافظ) وهذه الطبقة هي أول المتأخّرين؛ لكن لم تعرف أقواله في المذهب الشافعي لعله لعدم تمييزه عن الإمام الغزالي إلا بعد تنبيه السبكي، كيف وقد ذهل عنه الذهبي وتقي الدين السبكي ولم يشر إليه النووي وهم من هم! وإذا ذكروه فمن جملة فقهاء خراسان أو الفقهاء المراوزة أهل التفريع والمناظرة والجدل، مقابل العراقيين أهل الحفظ والنقل.

ولا يستبعد عدم ذكرهم للغزالي الكبير في التراجم رغم علو كعبه، فقد ذكر السبكي في مقدمة طبقاته الكبرى (1/ 217) أن الشيخ ابن الصلاح شرع في تأليف كتاب في طبقات الشافعية جامعٌ، ما بعده مَطلبٌ لمتعنّت، ولا أمل لمتمنٍّ، ولكن المنيّة حالت بينه وبين مقصوده والكتاب مسودّة، فأخذه النّووي واختصره وزاد أسامي قليلة جدا ومات أيضا وكتابه مسودّة، فبيّضه أبو الحجاج المزي؛ "ومن العجيب أن الثلاثة أغفلوا حتى ذكر المُزَني وابن سُريج والإصطَخري والشيخ أبي علي السِّنجي والقاضي الحسين وإمام الحرمين وابن الصباغ وجماعة من المشهورين".

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 05 - 09, 06:43 م]ـ

الأخفش:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير