(1) سبب (وقفة النفس) بين الشيخ حمد الجاسر والشيخ محمد حامد الفقي - رحمهما الله - أن الفقي زار الجاسر في مجلة اليمامة بالرياض (في حدود سنة 1378)، وتصفَّح عدد المجلة فأنكر شيئاً مما تتعدَّد فيه الآراء، ونقله إلى المفتي! (وأنا أكتب من الذاكرة نقلاً عن مذكرات الجاسر)
(2) وطبعاً ليس الغرض نبش هذه الأمور، بل إيضاح أن هذه الحادثة الصغيرة تركت أثرها في نفس الجاسر إلى أن مات، وكان لها تأثير على نظرته إلى قضية تاريخية مهمة تتعلق بالدعوة السلفية، لأن الفقي كان طرفاً فيها!
أي إنه كان لا يخلو من تأثير العاطفة البشرية في كتابته للتاريخ.
فما بالك بحادثة الجلد!
وأي الرجال المهذَّب؟!
مع أن له رحمه الله يداً باسطة في نصرة الدعوة السلفية، ومصداقية عند أنصارها وخصومها. ومن ذلك المقال الذي سوف نستشهد به.
(3) قبل وفاته بشهرين كتب مقالات بجريدة الرياض، بعنوان (الإمام الشوكاني وموقفه من الدعوة السلفية الإصلاحية)، وهذا رابط الحلقة الأولى منها:
http://www.alukah.net/articles/1/8251.aspx
وقد نُشرت هذه الحلقة بتاريخ 29 ربيع الاول 1421.
والمقالات منشورة أيضاً في ثلاثة أعداد من مجلة الدرعية.
وموضوعها عن كتاب يمني بعنوان "ذكريات الشوكاني"، الذي تضمن (من التحامُل على الدعوة السلفية ما يرتفع قدرُ الإمام الشوكاني عنه).
وقد استغرب الجاسر خلوّ "البدر الطالع" في طبعتيه من ترجمة للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأن مرثاة الشوكاني للشيخ:
مُصَابٌ دَهَى قَلْبِي وَأَذْكَى غَلاَئِلِي * وَأَصْمَى بِسَهْمِ الافْتِجَاعِ مَقَاتِلِي
لم ترد في أصل الديوان، وإنما أثبت ناشره تسعة أبيات منها، نقلاً بالوسائط المتعددة عن الفقي.
وأفاد الجاسر بأن الفقي نشر القصيدة في مجلة الإصلاح التي كانت تصدر في مكة المكرمة (السنة الثانية، محرم 1349هـ). وعزَّز صحَّتها بالوقائع والمراسلات والأشعار الثابتة في سيرة الشوكاني.
ولعل الأدب منعه من التصريح بأن التحامل جعل القوم يطمسون ترجمة الشيخ ومرثيته من آثار الشوكاني! كما صنعوا بقصيدة الصنعاني!
(4) وهذا - كما ترى - تحقيق متين وغيرة مشكورة، إذ ذكر من تاريخ نشر القصيدة مالا يعرفه ناشر الديوان ولا أساتذة التاريخ السعودي واليمني!
وتحقيقه يشهد لصدق الشّيخ الفقي عندما نشر القصيدة في هذا التّاريخ القديم (1349)!
(5) إلا أن الجاسر - عفا اللّه عنه - لم يترك هذه الفرصة تمرّ دون الغمز من الشّيخ الفقي! فقال:
ومن المؤسف أن الشّيخ حامدًا لم يذكر لهذه القصيدة مصدرًا، ومعروف عنه أيضًا رحمه اللّه أنّه كان يسعى بمختلف الوسائل للتّزلف والتّقرب لمناصري الدّعوة السّلفية من رؤساء وعلماء، ولهذا فليس من المستبعد أن يكون نشره لهذه القصيدة من هذا القبيل
يعني مع الأسف: يجوز أن يكون الشّيخ الفقي قد افتراها للغرض المذكور! بدليل ما سيأتي!
(6) ولا شكّ أن منشأ الظنّ هو الخصومة الشخصية، وأن الجاسر - تجاوز الله عنه - أقحم نظرته إلى الفقي في هذه القضية التاريخة المهمة: علاقة الإمام الشوكاني بالدعوة السلفية، بطريقة لا تخدم الموضوع.
(7) والواقع أنه لا يوجد أي مسوّغ لسوء الظن هذا:
فلم تكن الدنيا قد أقبلت على آل سعود وآل الشيخ في عام 1349 بحيث يتقرب إليهم الفقي بمثل هذا!
ولا كانوا هم ولا هو من الخفَّة بحيث يضحك مثله علةمثلهم بالافتراء المكشوف على مثل الشوكاني!
(8) - والغريب أن الجاسر تأكد من براءة الفقي قبل أن ينشر كلامه، ومع ذلك لم يصحِّحه!
إذ يقول في نفس المقالة:
ثمّ بعد كتابة ما تقدم اطلعت في مجلّة الدّرعية في ترجمة الخطاط عبدالله بن إبراهيم الرّبيعي «أن ضمن ما نسخ قصيدة في رثاء الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب للشّوكاني، والنّسخ سنة 1326». وهذا يدلّ على أن نسبة القصيدة متقدّمة على زمن نشر الشّيخ حامد الفقي لها في مجلّة الإصلاح.
ومخطوطة الرّبيعي موجودة في جامعة الملك سعود، وقد اعتمد عليها أبو داهش في كتابه (حوليات سوق حباشة).
(9) وقد اعتمدت في جميع ما مضى على ما نشر عن الموضوع في مجلّة العرب 42/ 249 (رمضان 1427)
رحم الله الجميع!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:19 ص]ـ
نسب الشيخ محمد بن إبراهيم
بقلم الشيخ ابن قاسم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=71606&stc=1&d=1256973418
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 02:33 م]ـ
بارك الله في الأخوة جميعاً وأخص الأخ خزانة الأدب بالشكر
وأقول تميم لم تنكر على الوهبة إنتسابهم إلى حنظله ولم تجرح فيه وهذ المشهور عند شيوخ بني تميم
وهو المشهور كذلك عند نسابيها
ولدي سؤال مهم ماهو نسب الجاسر -رحمه الله- وهل قيل فيه شيء؟
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 02:33 م]ـ
بارك الله في الأخوة جميعاً وأخص الأخ خزانة الأدب بالشكر
وأقول تميم لم تنكر على الوهبة إنتسابهم إلى حنظله ولم تجرح فيه وهذ المشهور عند شيوخ بني تميم
وهو المشهور كذلك عند نسابيها
ولدي سؤال مهم ماهو نسب الجاسر -رحمه الله- وهل قيل فيه شيء؟
¥