تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذ تولى سعدون بن محمد آل شبيب مشيخة المنتفق شاباً، وأخذها من ابن عمه منيخر بن ناصر الصقر آل شبيب سنة 1150هـ (1737م)، واتخذ سعدون من (كتيبان) شرقي البصرة مقراً لحكمه (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn6)6) , وهو من أوائل من طمح في تكوين مُلك عربي تحت زعامته (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn7)7) وقد جلب له هذا الطموح العداء المبكر مع الدولة العثمانية والتي جرّت له كثير من المتاعب والحروب ولعلي اختم هذا التعريف الموجز لهذا البطل بوصفٍ للرحالة (نيبور) والذي زار الأجزاء الجنوبية من أرض السواد بعد ثلاثة وعشرين عاماً من المعركة الحاسمة في حياة سعدون بن محمد آل شبيب, والتي جرت في البادية على مقربة من السماوة مع العثمانيين: ( ... أن العرب ما يزالون يتغنون بالشجاعة التي أبداها شيخهم سعدون. كيف دافع عن نفسه بالرمح بادئ ذي بدء ثم بسيفه، وبعدها بالدبوس، وأخيراً بالركاب، فزمام فرسه، ولكنها جميعاً لم تجد نفعاً، وكان سليمان باشا – والي بغداد- قد تلقى أمراً بإعادة سعدون أسيراً إلى بغداد، وكان الغالب يريد من المغلوب إبداء بعض الاحترامات له، ولكن العربي المغترّ الذي ولد حرّاً لم يشأ أن يتفهم هذا الأمر، فبعد أن عدّد أسماء كثير من أجداده سأل الكهية* ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn8) الذي يجهل حتى والده (كان الكهية كرجياً بالأصل بيع أسيراً في شبابه) كيف يسوّغ له طلب هذا الذل من عربي أصيل؟!!، وقد أغضب هذا الأمر سليمان الكهية إلى حد جعله يأمر بقطع رأسه فوراً). (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn9)8)

وبعد هذه المعركة انتهت حياة سعدون بن محمد آل شبيب، والتي يذكرها محمد بن يوسف المؤرخ النجدي المعاصر لسعدون أنها وقعت سنة 1154هـ إذ يقول ما نصه: (وفي سنة أربعة وخمسين بعد المئة والألف ذبحوا الروم المنتفق، وسبوهم يوم ذبحة سعدون ولد محمد آل مانع) (9) 8

ومنذ ذلك الوقت أصبح يطلق أسم (آل سعدون) عرفاً واصطلاحاً على جميع سلالة الشريف شبيب بن حسن الحسيني الهاشمي، وهم بيوتات رئيسة عددها خمسة عشر بيتاً (كل بيت تفرع منه أفخاذ عدة) تحمل مسمى آل سعدون (شيوخ المنتفق).

وبعد هذا البيان الواضح في نسب آل سعدون (شيوخ المنتفق) وقرب التسمي به يتضح لكل مطلع على جوانب من تاريخ المنطقة أن المقاربة المفتعلة من الكاتب – هداه الله - بين أسرة سعدون السياسب وبين آل سعدون (الأسرة الهاشمية) لا تتكىء على دليل ولا تنطلق من منطق واضح يقارن بين وجود المسمى وتاريخيته حيث أن مسمى سعدون السياسب وجد قبل تاريخ 1150هـ وهو التاريخ الذي تسعفنا به المراجع لتولى سعدون بن محمد لمشيخة المنتفق, وكذلك وجود مسمى سعدون السياسب قبل القرن الثالث عشر الهجري، والذي كان تاريخاً لظهور واشتهار أسم آل سعدون (شيوخ المنتفق) أبان مشيخة حمود بن ثامر بن سعدون , ومن تفحص المصادر النجدية (10) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn10) أستبان له هذا الأمر بكل وضوح لا لبس فيه، وأستغرب أكثر من ثقة الكاتب الفجة بإيراد اسم احد جدود سعدون السياسب، والذي قدم الى الأحساء (سعدون بن عبدالله السعدون الجد الثاني لعبدالله باشا!!!) لتثبيت العلاقة النسبية أكثر، ولانعلم من أسرة آل سعدون (شيوخ المنتفق) من تسمى بسعدون بن عبدالله السعدون، سوى (الشيخ سعدون باشا بن منصور آل سعدون).

فتجد أيها القارئ الحصيف أن الكاتب حشر معلومته عن الجد الثاني لسعدون السياسب حشرا، دون أدنى أمانة أو ذكر لمصدر وإنما من قبيل تقلد بعض شيوخ آل سعدون (شيوخ المنتفق) للباشوية، فآثر الأقتران بهم، عندما أعيته الحيلة، وقلة ذات اليد.

المحور الثاني: علاقة أسرة آل سعدون (شيوخ المنتفق) بإقليم الأحساء

ولزيادة الإيضاح ولتأكيد بطلان وتهافت كلام الكاتب – هداه الله - آثرت أن اتكلم عن بعض الفصول التاريخية لعلاقة آل سعدون (شيوخ المنتفق) بإقليم الأحساء وشيوخه وقبائله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير