تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن لم يذكر فيه شيء فهو أحسن حالاً ممن وصفه بالجهالة.

ولهذا تجد العلماء يقولون عن الراوي الذي ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً: (سكت عنه ابن أبي حاتم أو ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئاً).

وليس المقصود هنا هو هل يحتج بمثل هذا الراوي أو لا، وإنما المقصود هو وجود فرق بين من جهله وبين من سكت عنه ولم يذكر فيه شيء وأن الثاني أحسن حالاً من الأول.

على أننا لو قلنا بأنهم مجهولون عنده كما تقول، فبم تريد أن تستدل على ذلك؟!

أتريد أن حكمه بالجهالة يقدم على حكم غيره (بالتوثيق أو التجريح)!

أم تريد أن تستدل على أنه رأى حديث هذا الراوي فلم يوثقه، فدل ذلك على تساهل غيره (من أئمة الحديث الكبار) لَمّا وثقه، وقد بينت لك خطأ الفهمين بما يغني عن إعادته.

وأما فهمك لقول أبي حاتم (ولم نحك عن قوم تكلموا في ذلك لقلة معرفتهم به) أنه يرفض بكلامه هذا توثيق من يوثق المجاهيل! ففهم عجيب! واستدلال به أعجب!

فابن أبي حاتم رحمه الله يبين في كلامه أنه لا يحكي الجرح والتعديل عمن ليس هو من أهله، وهذا واضح من قوله (لقلة معرفتهم به)، فليس يؤخذ الجرح والتعديل عن كل أحد، بل لا بد من توفر شروط معينة لمن يتصدى لذلك، وقد بينها أهل العلم.

فكيف فهمت _ حفظك الله _ من قول ابن أبي حاتم السابق أنه لا يعتد بمن يوثق المجاهيل؟!

ثم ما رأيك في أبيه (وهو المتشدد في باب الجرح والتعديل) قد صحح أحاديث جمع من الرواة المجهولين في نفس كتاب ابنه!!

وأفيدك في هذه المسألة خصوصاً أني قد جمعت أسماء كل من ذكر عنهم ابن أبي حاتم جرحاً أو تعديلاً، وأفردتهم ببحث خاص، وبلغ عددهم (344) رجلاً.

ومن العجيب أن ممن نقل عنهم الجرح أو التعديل واستدل بكلامهم رجال ضعفاء!

بل نقل عن رجال لم أجد فيهم جرحاً ولا تعديلاً!!

وإذا أردت أمثلة على ذلك فهي قريبة بحمد الله.

وأخيراً قولك (أما تفريقك بين توثيق ابن حبان وتوثيق العجلي فعجيب .. )

ولا أدري من أين فهمت أني أفرق بينهما، وأنا قد قلت صراحة بعدم التفريق!

فأعد النظرة مرة أخرى رعاك الله.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 03, 03:40 ص]ـ

أخي الفاضل ابن معين وفقه الله

لا أقول أن القول بالجهالة مقدم على الجرح أو التعديل، كما أني لا أقول العكس كذلك. ولاحظ معي هذه القضية. فالذي يطلق على الراوي لفظ الجهالة، فغالباً لا يكون عن جهل به، خاصة إذا كان الراوي من طبقة التابعين. فهذا تجد في القرن الثالث الهجري أن حديثه قد تم جمعه بلا شك. والذين أطلق عنهم ألفاظ الجهالة يكون حديثهم قليلاً، فلا يصعب جمعه.

فقول المحدّث عن رجل أنه مجهول، لا يعني بالضرورة أنه لم يطلع على حديثه، إلا إن كان معاصراً له وكان في غير بلده. فيكون الحكم عليه بالجهالة المقصود منه أن معاير المحدّث للتوثيق لا تنطبق على هذا الراوي. وكل ذلك راجع لغلبة الظن بلا شك، مثل أي قول آخر في الرجال.

ومثال ذلك ما ذكره ابن عدي في ترجمة أحد الرواة، من أن ابن معين سُئل عنه فقال لا أعرفه. ثم نقل توثيق غيره لهذا الراوي. ومع ذلك رجح حكم ابن معين بالجهالة! ولعلي آتيك بالاسم هذا الرجل إن شاء الله.

وفي النفس شيء من منهج ابن المديني وأبي حاتم الرازي، خاصة أن الثاني قد أطلق الجهالة على بعض أعراب الصحابة، فلعله يقصد أن سيرة ذلك الصحابي مجهولة.

ورغم ذلك فمن المنطقي أن يكون ما نص عليه أنه مجهول، فيه جهالة أكثر ممن سكت عنه.

لكن النتيجة التي أريد أن أصل إليها من الأمثلة التي أوردتها في هذا الموضوع، أن من كان قليل الحديث، وما أتى به تعديل أو جرح إلا من محدث أو اثنين، فنحن غير ملزمين بهذا الحكم. بل لنا أن نستقرئ حديث هذا الراوي، فإن كان مستقيماً وثقناه، وإن كان منكراً ضعفناه. فهذا ما أريد أن أصل إليه. ويهمني أن أعلم رأيك أخي الفاضل في هذه النقطة.

بقي ما تفضلت به من أن ابن أبي حاتم احتج في الجرح والتعديل برجال ضعفاء. وهذا غريب، ليس لأنه تفرد بذلك (فقد شاركه قوم بهذا)، لكن بسبب أنه اشترط على نفسه أن لا يفعل. فهل هؤلاء الذين احتج عنهم، ضعفاء عنده؟ فإن كان، أفلا يرجح هذا أنه قصد توثيق المجهول؟ ولم أهمل أحياناً أقوالاً تجدها في التهذيب مثلاً ولا تجدها عنده؟ هل بسبب نقص اطلاعه؟

أما بالنسبة لابن حبان، فكتابه اسمه الثقات. فمن المفهوم أنه يقصد التوثيق بذكر الراوي. ولا حاجة للنص على كل راو على أنه ثقة لأن هذا هو غرض الكتاب. ولو تأملت لوجدته لم ينص إلا على عدد قليل. وقد سكت عن كثير من الثقات الأثبات.

والمسألة بحاجة لمزيد من البحث. وسأنتظر إن شاء الله موضوعك فيه، وكذلك موضوع الشيخ ابن وهب الذي وعد به.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 03, 03:44 ص]ـ

الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله

قول الشيخ قاسم سعد أشكل عليّ.

إذ أن ظاهر أوله أن النسائي أميل للتشدد لأنه "في الجرح أشد منه في التعديل". ثم ينقض الشيخ ذلك بقوله عنه: "أقرب إلى الاعتدال في التوثيق والتعديل من التشدد". وكأنه كلام "دبلوماسي" يرضي الطرفين!

فلو عندكم ما توجهون به قوله، نكون لكم من الشاكرين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير