تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالجرح، وتبين له أنه مطرح الحديث. والرجل الثالث: هو خالد بن غلاق، وقد روى عنه أثنان خلافاً لما ذكر النسائي، وتبين له أنه من أهل العدالة ليس إلا. والرجل الأخير: هو خالد بن الفزر الذي لم يرو عنه غير الحسن بن صالح بن حي، لكن مشى أمره بعض الأئمة، وفي مقدمتهم أبو حاتم، لذا فإن جهالة العين مرتفعة عنه، والعدالة ثابتة له.

وأما الذين قال فيهم النسائي: "لا أعرفه" ونحو هذه العبارة فهم أربعة في القسم المدروس، أولهم مجهول العين إن لم يكن إبراهيم بن سعد الزهري الثقة المشهور. والثاني لين الحديث، ولعل النسائي أشار بقوله فيه إلى جهالة حاله عنده، لا جهالة عينه لرواية جماعة عنه. وأما الثالث فإنه من المجروحين لنكارة في حديثه إضافة إلى كونه لم يرو عنه إلا واحد، وهو مجهول العين عند النسائي. وأما الأخير فهو مجهول العين باتفاق. والذين قال فيهم النسائي تلك العبارة في غير القسم المخصص للدراسة أربعة أيضاً أحدهم مجهول الحال عند النسائي، والباقون مجهولو العين عنده فيما يبدو.

والذين قال فيه فيهم أبو عبد الرحمن: "ليس بالمشهور" هم اثنان في القسم المدروس، وكلاهما مجهول العين عنده كما يظهر، وقد اخترت في الأول التوثيق والتعديل لثناء بعض الأئمة عليه. وكل من أفراد النسائي فيهم عبارة: "ليس بالمشهور" أو: "ليس بمشهور" أو " "ليس بذاك المشهور" في غير القسم المخصص للدراسة هم ممن لم يرو عنهم إلا واحد، فكأنهم عنده مجهولو العين، وقد ذكرهم ابن حبان في كتاب الثقات، ولا يغتر بذلك كما سبق، لكن توثيق أبي زرعة لأحدهم يحتم العدول إليه، لأن من عرف حجة على من لم يعرف.

ولا تفوتني الإشارة هنا إلى أن النسائي قال في رجلين: "مشهور الحديث" أحدهما في القسم المخصص للدراسة، وهو حفص بن حسان الذي ذدرته في قسم التعديل، والآخر هو يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري. فالأول تفرد بالرواية عنه جعفر بن سليمان الضيعي، ويعرف بحديث واحد صحيح المتن رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة، والمشهور عن عمرة بدل عروة. فكأن أبا عبد الرحمن أراد بتلك اللفظة الإشارة إلى صحة حديثه في القطع من غير تعرض إلى ذاك الاختلاف، ولا إلى شهرة حفص في نفسه. وأما الآخر فقد روى عنه أسامة بن زيد الليثي، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم كما ذكر المزي في تهذيب الكمال ().

وقال أبو زرعة – كما في تهذيب التهذيب () -: "لم يرو عنه إلا أسامة بن زيد". ورواية أسامة عنه ثابتة في صحيح مسلم، وأما الأخرى فغير مشهورة، وأظن أن النسائي لا يعرف من الرواة عنه سوى أسامة بن زيد، وقوله: "مشهور الحديث" يعني به الإشارة إلى صحة أصل حديثه عن أنس بن مالك الذي أخرجه مسلم في غير الأصول من صحيحه ()، وإن لم يرو عنه إلا واحد. ويبدو لي أن النسائي استعمل كلمة: "مشهور الحديث" فيمن أتى بمتن جيد ممن قل حديثه ولم يرو عنه إلى واحد. والله أعلم.

وقد اقتصر النسائي على عبارة: "مجهول" في رجل واحد من القسم المقرر، وهو مجهول العين كما ذكر، وغالب الذين أطلق فيهم تلك العبارة في غير القسم المخص هم ممن لم يرو عنهم إلا واحد.

وقال النسائي في رجل واحد وهو إسماعيل بن عبد الله الأزدي: "مجهول لا نعرفه". ويبدو أنه لم يتبين له رواية غير عبد الرزاق بن همام عنه.

وقال في رجل واحد أيضاً وهو زائدة بن أبي الرقاد: "لا أدري ما هو مجهول". فكأنه أراد بهذا جهالة حاله لا عينه لرواية جماعة عنه. ولعله وقف على أمره بعد فقال فيه مرة: "منكر الحديث": "ليس بثقة".

وأما قول النسائي: "لا أدري ما هو" فقد استعمله في رجلين فقط، أحدهما في القسم المخصص للدراسة، وهو إسحاق بن إسماعيل المذحجي الذي قاله فيه أبو عبد الرحمن في موضع: "صالح" وفي موضع آخر: "كتبت عنه ولم أقف عليه". ويبدو أنه لم يكن يخبر حاله ثم خبرها بعد، وهذا الرجل يكاد يكون من طبقة النسائي، وأما الآخر فمن طبقة شيوخه. ولعله أراد بذاك القول فيهما الإشارة إلى جهالة حالهما عنده، لا جهالة عينهما، لكونه نُسب إلى الرواية عنهما، مع تعدد تلاميذهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير