تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قوله: "لا علم لي به" فإنه أطلقه في خطاب بن القاسم وحده، وهو معروف العين رواية جماعة عنه، ومعروف الحال، لكن النسائي لم يخبر حاله، ومن عرف حجة على من لم يعرف. وتبين لي أن الرجل ثقة صحيح الحديث في الجملة.

وأما قوله: "ليس لي به علم وقد كتبت عنه " فإنه استعمله في إبراهيم بن مرزوق الأموي وحده، وقال فيه مرة أخرى: "لا بأس به"، ومرة: "صالح". فلعل القول الأول كان في بادئ الأمر، ثم عرفه بعد فأثنى عليه، وتبين لي أن الرجل ثقة صحيح الحديث قبل العمى، وله أوهام بعده تنزل حديثه إلى مرتبة الحسن فيما لم ستنكر عليه. وقد قال النسائي في محمد بن الحسين بن القاسم: "ليس لي به علم". وأراد أيضاً جهالة حالة عنده لأنه روى عنه.

وخلاصة القول: إن من اقتصر النسائي على ذكرهم فيمن لم يرو عنه إلا واحد؛ ومن أفراد فيهم إحدى العبارات التالية: "ليس بالمشهور" و: "ليسب مشهور" و: "ليس بذاك المشهور"؛ وعامة من أطلق فيهم عبارة: "مجهول"؛ وغالب الذين قال فيهم: "لا أعرفه"، هم مجهولو العين عنده. ويبدو أنه يستعمل العبارات التالية: " لا أدري ما هو " و: "لا علم له به" و: "ليس لي به علم" في مجهولي الحال.

وليست رواية الرجل الواحد عن رجل مستلزمة لجهالة عينه عند النسائي، لأنه لا يتحرج عن توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا تبينت له ثقته من خلال سير حديثه. والله أعلم.

(1) الكفاية في علم الرواية 149.

(2) المصدر السابق 150.

(3) الغاية في شرح الهداية في علم الرواية 50أ.

(1) نُخبة الفكر في مصطلح أهل والآثار وشرحها 24.

(2) ميزان الاعتدال 4/ 583.

(1) المصدر السابق 1/ 211.

(2) ميزان الاعتدال 4/ 558.

(3) تهذيب التهذيب 1/ 89.

(4) فتح المغيث 1/ 297.

(5) أعني في القسم المخصص للدراسة والمقارنة.

(6) قال في إسماعيل بن عبد الله الأزدي وحده.

(7) قاله في حُصين بن منصور الأسدي. وقد قاله أيضاً في جماعة قليلة نم غير القسم المقرر للدراسة كقبيصة بن الهلب الطائي، ووهب بن جابر الخيواني كما في تهذيب الكمال 1120، 1478.

(1) قاله في إسحاق بن عبد الواحد القرشي، وأيفع، والحارث بن مالك. وقال في إبراهيم: "لا أعرف سعيداً ولا إبراهيم". وقد قال في جماعة قليلة من غير القسم المدروس: "لا أعرفه" واستعمل في غير ما واحد عبارة: "ليس بمعروف" كسهم بن المعتمر كما في السنن الكبرى 256.

(2) قاله في حسان بن الضمري، وزميل بن عباس. وقاله أيضاً في جماعة من غير القسم المخصص للدراسة، وقد قال في واحد منهم وهو عبد الملك بن نافع الشيباني كما في السنن الكبرى 133، والجتبى 8/ 334: "ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه". وقال في غير ما واحد: "ليس بذاك المشهور" منهم يعلن بن مملك كما في السنن الكبرى 36. وقال في عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري وكما في مطبوعة السنن الكبرى 4/ 320: "ليس بهذه الشهرة ".

(3) قاله في زائدة بن أبي الرقاد وحده.

(4) قاله في خالد بن غلاق، وخالد بن الفزر، وقال نحو ذلك في بجير بن أبي بجير، وحميد بن مالك.

(5) قاله في إسحاق بن إسماعيل المذحجي. وقد قاله أيضاً في غير القسم المدروس في محمد بن سعيد بن حماد الأنصاري الحراني كما في المعجم المشتمل 241. وقال في الصلت بن قويد كما في ميزان الاعتدال 2/ 319: "لا أدري كيف هو، حديثه منكر".

(6) قاله في خطاب بن القاسم الحراني. وقال أيضاً في ترجمة عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله كما في السنن الكبرى 191 وهو في القسم غير المدروس.

(7) قاله في إبراهيم بن مرزوق الأموي. واقتصر على العبارة الأولى: "ليس لي به علم " في محمد بن الحسين بن القاسم البصري كما في لسان الميزان 5/ 146 وهو في القسم غير المدروس.

(8) قاله في إسحاق بن إسماعيل المذحجي وحده.

(1) 1552.

(1) 11/ 391.

(2) كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك 3/ 1614.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 11 - 03, 10:25 م]ـ

الفصل الثاني

منهج النسائي في الجرح والتليين

تنوعت أقوال أبي عبد الرحمن في تجريح الرواة وتليينهم، واختلفت مراتبهم لتراعي اختلاف درجاتهم، وهذه ألفاظه (1) في ذالك منظمة، مبتدئاً بالملينين، ثم الضعفاء، ثم من دونهم، وهكذا قصباً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير