تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النسائي ابن أبي أويس – (يعني إسماعيل) فقال: ذكر محمد بن موسى – وهو أحد الأئمة، وكان أبو عبد الرحمن يخصه بما لم يخص به ولده، فذكر عن أبي عبد الرحمن أنه قال: حكى لي سلمة بن شبيب عنه. قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن: قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية، حتى قال: قال لي سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. قال البرقاني: قلت للدار قطني: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ قال: الوزير، كتبتها من كتابه، وقرأته عليه – يعني ابن حنزابة-" (). وقال الحاكم في سؤالاته للدار قطني: "قلت لأبي الحسن: احتج أبو عبد الرحمن النسائي بسهيل بن أبي صالح؟ فقال: إي والله، حدثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل قال: سمعت أبا بكر محمد بن موسى بن المأمون الهاشمي يقول: سمعت رجلاً يسأل أبا عبد الرحمن: ما عندك في سُهيل بن أبي صالح؟ فقال له أبو عبد الرحمن: سهيل بن أبي صالح خير من فليح بن سليمان، وسهيل بن أبي صالح خير من إسماعيل بن أبي أويس، وسهيل خير من حبيب المعلم، وسهيل أحب إلينا من عمرو بن أبي عمرو. وذكر حكاية في إسماعيل بن أبي أويس بغيضة لا ينبغي أن تذكر فإنها بغيضة" ().

ومما يلحق بهذا أيضاً ما ذكره الباجي قال: "سئل النسائي عن حماد بن سلمة؟ فقال: لا بأس به. وقد كان قبل ذلك قال فيه: ثقة. قال القاسم بن مسعدة: فكلمته فيه، فقال: ومن يجترئ يتكلم فيه، لم يكن عند القطان هناك، ولكن روى عنه أحاديث داري بها أهل البصرة. ثم جعل يذكر النسائي الأحاديث التي انفرد بها في التشبيه، كأنه ذهب مخافة أن يقول الناس: إنه تكلم في حماد من طريقها".

وبخصوص مسائل البدعة، والاختلاط، والتدليس فقد تقدم الحديث عنها من وجهة نظر النسائي عند الكلام على منهجه في التوثيق والتعديل.

وأرى لزاماً علي في هذا المقام أن أنبه إلى شدة النسائي في الجرح والتليين () فأقول: يظهر تشدده في إطلاقه عبارة: "ليس بالقوي" وشبهها على جماعة كبيرة من الصدوقين والمقبولين، ما أنه أطلق كثيراً بعض عبارات الجرح الأخرى في رجال هم أخف ضعفاً أو أرفع رتبة مما حكم عليهم به، وفي مقدمة هؤلاء الإمام الثبت أحمد بن صالح المصري الذي قال فيه مرة: "ليس بثقة" ومرة: "ليس بثقة ولا مأمون". ومنهم الحسين بن داود المصيصي المعروف بسنيد، وسالم بن أبي حفصة الكوفي، وسالم بن عبد الله الخياط، وسدير بن حكيم الصيرفي وقد اقتصر في كل واحد من هؤلاء الأربعة على عبارة: "ليس بثقة". وتبين لي أن الأول صدوق حسن الحديث لكن لا يحتج به فيما رواه عن حجاج بن محمد الأعور عن أبي جريح عن شيوخه إذا لم يصرح بالاتصال بين ابن جريج وشيوخه لأجل تدليس التسوية الذي كان يحمل حجاجاً عليه. وأما الثاني فإنه إن لم يكن صدوقاً حسن الحديث في الجملة فحمله الصدق يكتب حديثه للاعتبار وهذا الأخير أولى به وأجدر إذا روعي أمر إهانة أهل البدع. وأما الثالث فهو صدوق له أوهام صالح الحديث في الجملة يحتج به على حذر، ويحتمل أن يكون ممن يكتب حديثه للاعتبار ولا يحتج به. وأما الأخير فإنه صدوق حسن الحديث في الجملة. ومنهم أيضاً أشعث بن عبد الرحمن اليامي الذي قال فيه مرة: "ليس بثقة ومرة: "ليس بثقة ولا يكتب حديثه". وحكمت عليه بقولي: محله الصدق يكتب حديثه للاختبار. ومنهم إسحاق بن محمد الفروي الذي قال فيه مرة: "ليس بثقة ومرة: "ليس بثقة ضعيف ومرة: "متروك". وهو لين الحديث يكتب عنه لاعتبار، وقد يكون في أدنى مراتب التعديل، ولو مُيز حديثه قبل ذهاب بصره عما بعده لاقتصر الضعف على القسم الآخر ويكون الأول صحيحاً أو حسناً. ومنهم أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الذي قال فيه: "كذاب". وتبين لي أنه حسن الحديث في أقل أحواله قبل التغير، غير مقبولة فيما بعده، وحديثه بعد التغير منه ما هو لين ومنه الضعيف ومنه الباطل. ومنهم جسر بن الحسن، وجعفر بن الحارث النخعي، وحزور المعروف بصاحب المحجن، وسعي بن سلمة بن أبي الحسان، وقد اقتصر في كل واحد منهم على عبارة: "ضعيف" لكن تمام لفظه في الأخير: "شيخ ضعيف". وتبين لي أن الأول صدوق حسن الحديث أو محله الصدق يكتب حديثه للاختبار فما وافق الثقات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير