تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال في رسالة تشفع إلى الخليفة وحباه من عمر الزمان بعقد ألف ومن خلقه بعقيدة الألف وجعل عقبه كلمة باقية إذا أصبحت الأعقاب كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف- إلى أن قال هو يرجو أن لا يكون في رجائه هذا من الخائبين وأن يقال له أقبل ولا تخف إنك من الآمنين وليس هنا إلا عفو أمير المؤمنين الذي لا يحتاج إلى سفير وفيه يصح ويعفو عن كثير. وقال في رسالة أخرى عن الملك الظاهر غازي إلى الخليفة الناصر ولما بلغ الخادم محضرة قال أني نذرت للرحمن صوما وعد يومه بالدهر كله وإن كان في الأيام يوما. وقال في رسالة أخرى فعبقت الأسماع بهذا الخبر الأريج واهتزت له الآمال وربت وأنبتت من كل زوج بهيج. وقال في رسالة أخرى فأصبحت يدي حمالة الحطب وأصبح خاطري أبا جهل بعد أن كان أبا لهب. وقال في رسالة أخرى ومحاهم الخطب ولم يكن الخطب بمريب وكان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب. وقال في رسالة أخرى فظن في سورة قوة الاحتماء وقال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء. وقال في أخرى وعند ذلك عمد العبد إلى ما أميت به من عدل فجعله حباء منشورا وقدم إلى ما عمل بها من عمل فجعله هباء منثورا- إلى أن قال تبعتهم على ذلك وكابد أسباب منها آيات محكمات هن أم الكتاب- إلى أن قال ويرجو العبد أن تكون ولايته هذه ولاية بر والطاف وأن يرزق الله الناس أعواما سمانا يأكلن ما تقدم من العجاف وأن يكون ممن أصاب الله به قوما إذا هم يستبشرون وأن يجعل عامه هو العام الذي فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ولقد وجد من ألطاف الله مرة بعد أخرى ما يقال معه أن في ذلك لذكرى فما يريه من آية إلا هي أكبر من أختها مقاما وكذلك يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما.

وقال البيضاوي في أول تفسيره الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا- إلى أن قال ثم بين الناس ما نزل إليهم حسبما عن لهم من مصالحهم ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب تذكيرا- إلى أن قال ومهد لهم قواعد الأحكام وأوضاعها من نصوص الآيات وألماعها ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا فمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فهو في الدارين حميد وسعيد ومن لم يرفع إليه رأسه وأطفأ نبراسه يعش ذميما ويصلى سعيرا.

وقال ابن المنير في الانتصاف في مسألة رد فيها على الزمخشري ما نصه: ولو نظر بعين الإنصاف إلى جهالة القدرية وضلالها لانبعث إلى حدائق السنة وظلالها ولتزحزح عن مزالق البدعة ومزالها ولكن كره الله إنبعاثهم ليعلم أي الفريقين أحق بالأمن والدخول في العلم.

وقال ابن دقيق العيد في خطبة كتابه الإلمام: ولم يكن ذلك مانعا لي من وصل ماضيه بالمستقبل ولا موجبا لأن أقطع ما أمر الله به أن يوصل.

وقال ابن الساعاتي من أئمة الحنفية في شرح كتابه مجمع البحرين فكانت حالة عجزت البلغاء عن نعتها ونطقت بها ألسن طالت مدة صمتها وما ينعم الله بنعمة إلا وهي أكبر من أختها.

وقال الشيخ جمال الدين الأسنوي في خطبه المهمات: وإذا تأمل المنصف هذا التصنيف وأمعن النظر في هذا التأليف حكم أنه لنظم الكتابين كالقوافي وأن هذا الثالث هو ثالث الأثافي وربما تأمله بعض أبناء الوقت ممن أدركه الخزي والمقت واتخذ إلهه هواه وشيطانه مولاه وألبسه الله رداء الحسد وسربال الشقاوة وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فنظر إليه بطرف خفي وصم عن إدراك ما فيه وعمى كما وقع في الكتاب الأول الموضوع لبعض هذه الأنواع المسمى بالجواهر فلم يكن ذلك مانعا أن اشفع بالثاني الأول ولا قاطعا ما أمر الله به أن يوصل.

(فصل) ومن أكثر الناس استعمالا لذلك الصوفية وقد يسمى ضرب مثل وقد يسمى إشارة بحسب اختلاف المورد، وكتبهم مشحونة بذلك ومحاوراتهم ومخاطباتهم حتى ذكروا أن منهم من أقام برهة لا يتكلم ولا يخاطب أحدا إلا من القرآن، وممن حكى عنه استعمال ذلك في محاوراته الجنيد والسرى ومعروف الكرخي والشبلي، حضر شيخ من الصوفية سماعا فحصل لبعض المريدين وجد فأراد أن يقوم فقال له الشيخ الذي يراك حين تقوم فسكن عن القيام، ودخل آخر على جماعة وهم سكوت فقال ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون، ودخل رجل على بعض الأولياء فاستحقره في عينه فقال: سرا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فاطلع الولي على ذلك بطريق الكشف فقال له يا فلان أقرأ ما بعدها. وفي لطائف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير