تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخليفة عن الملك الأفضل حين حوصرت دمشق. أورد صدره: وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، وأنشأ كتابا إلى الخليفة عن الملك الرحيم وكانت طائفة من مماليكه أرادوا الفتك به فظفر بهم أورد صدره: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله. وأنشأ الكمال عبد الرزاق الأصبهاني مقامة في القوس أورد صدرها: ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا. وكتب الشيخ علي بن وفا رسالة إلى بعض أصحابه أورد صدرها: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. وألف الحافظ الذهبي كتابا في رتن الذي ادعى الصحبة بعد الستمائة سماه كسر وثن رتن أورد صدره: سبحانك هذا بهتان عظيم. وأنشأ بعض الفضلاء. كتاب بشارة بفتح بلاد النوبة والسودان لما غزيت أورد صدره: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل. وأنشأ فخر الدين بن الدهان كتابا إلى القاضي الفاضل يسأله الصلح لأمير المواصلة مع السلطان صلاح الدين بن أيوب افتتحه بقوله قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.

وأعظم من هؤلاء كلهم وأفضل وأفخم واكمل أمام العلماء والبلغاء إمامنا الإمام الشافعي رضي الله عنه فإنه سلك مسلك البراعة وأتى بواجب هذه الصناعة فصدر كتاب الرسالة بهذه الآية (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) وبنى عليها الخطبة ولم يصدرها بقوله قال الله تعالى بل وصلها وذلك لأن الخطبة من نوع الإنشاء فان واجبها وصل الآية بالبسملة من غير أن يقال قال الله ونحوه ثم لما عقد البواب وأورد الآيات فيها للاحتجاج صدرها بقوله قال الله تعالى فأعطى كل مقام حقه ووفى كل موضع قسطه وكيف لا وهو أمام الفصاحة والبلاغة والبراعة والذي يقتدي به أكابر هذه الصناعة. فإن قلت هل لذلك من نكتة يستحسنها أهل الذوق أو دليل من الحديث النبوي يطرب إليه أهل الشوق قلت نعم أما النكتة فشيئان أحدهما أنهم أرادوا أن يجعلوا الآية مقام خطبة المقامة أو الرسالة أو نحوها بجامع أنها ذكر والخطبة ذكر كما جعل البخاري حديث إنما الأعمال بالنيات مقام خطبة الكتاب فافتتح به، والثاني أنه لما كانت البسملة من القرآن والآية من القرآن ناسب أن لا يفصل بينهما بشيء بل تكون ملصقة بها ألا ترى أن القارئ إذا أراد أن يقرأ من أثناء سورة فإنه يستحب له أن يبسمل ويقرأ عقبها من الموضع الذي أراده ولم يقل أحد من الأمة أنه إذا بسمل يقول قال الله ثم يشرع في القراءة إنما يفعل ذلك من أراد إيراد آية للاحتجاج ونحوه وأما من أراد محض القراءة فلا يفعل ذلك بحال ولو فعله عد بدعة وخلافا لما عليه الأئمة سلفا وخلقا ولما نص عليه أئمة القراءات في كتبهم ولما ثبت في الأحاديث الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد قط عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ولا من سائر الأمة أنهم كانوا إذا أرادوا أن يقرأوا من أثناء سورة يقولون عقب البسملة قال الله تعالى في مفتتح قراءتهم كانوا يقرؤون الآية موصولة بالبسملة من غير أن يقولوا قال الله إذا أرادوا إيراد آية للاحتجاج على حكم أو نحوه يقولون قال الله تعالى كذا من غير أن يبسملوا، هذا ما تقرر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وهلم جرا وعليه عمل الإمام الشافعي فإنه لما أراد افتتاح الخطبة بسمل ووصل البسملة بالآية من غير أن يقول قال الله ولما أراد الاحتجاج في الأبواب بالآيات قال قال الله وذكر الآية من غير بسملة، وعلى ذلك عمل علماء الأمة وبلغائها كافة.

وأما الدليل فعام وهو ما أشرنا إليه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة وخاص وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كتب كتابا إلى اليمين فصدره بعد البسملة بآية كالخطبة والعنوان وبراعة الاستهلاك للكتاب ووصلها بالبسملة من غير أن يقول قال الله تعالى ونحوه وبذلك اقتدى الأئمة والبلغاء في مكاتباتهم ورسائلهم وخطبهم وإنشا آتهم، قال البيهقي في دلائل النبوة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد ابن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فكتب له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير