تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم توقف لكونه استعمل هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد ليستفتيه عن ذلك فلما أنشده إياهما قال له الشيخ قل " وما حسن كهف" فقال يا سيدي أفدتني وأفتيتني، ثم رأيت الشيخ داود الباخلي الشاذلي تعرض للمسألة في كتابه المسمى باللطيفة المرضية في شرح دعاء الشاذلية وبسطها أحسن بسط فقال ما نصه قوله يعني الشيخ أبا الحسن الشاذلي فقد ابتلى المؤمنون إلى آخره هذا اللفظ موافق للفظ التلاوة إلا في قوله فقد ابتلى المؤمنون وليقول المنافقون، والقرآن هنالك ابتلى المؤمنون وإذ يقول المنافقون ولم يرد بذلك التلاوة ولو أريد التلاوة لتعين الإتيان بلفظها إذ لا يحل لمسلم أن يزيد حرفا في القرآن ولا ينقص حرفا وكل مؤمن يعلم ذلك ويقطع به وذلك معلوم ضرورة عند المؤمنين فكيف العلماء العرافين وإذا لم يقصد التلاوة جاز للإنسان النطق باللفظ الموافق للتلاوة سواء كان جنبا أو متطهرا أو يجوز مسه مكتوبا على غير وضوء لأنه إذ ذاك ليس بقرآن وإذا كان كذلك جاز أن يزيد لفظا وينقص لفظا كغيره من الكلام قال وقد وقعت هذه المسألة خصوصا في وقت وتردد سؤال الناس منى عنها وأجبت عنها قال وهذا نص السؤال: هل يجوز ذكر كلمات بسيرة مما يذكر في القرآن العظيم ويقصد به معنى غير ما هو في القرآن كقوله لمن استأذن عليه ادخلوها بسلام آمنين أو يا يحيى خذ الكتاب بقوة أو عتب على أمر فقال كان ذلك في الكتاب مسطورا فإن مدلول اسم الإشارة في قوله غير ما هو في القرآن أو أراد أن يخبر عن حال نفسه هو فقال وما أبرئ نفسي إن النفس لإمارة بالسوء أو وقعت فتنة فثبت قوم واضطرب آخرون فقال ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة أو ضمن ذلك خطبة أو رسالة قاصدا سياق قوله غير قاصد معاني التلاوة، وإذا جاز ذلك فهل له أن يزيد في ذلك وينقص منه أو يغير نظمه بتقديم أو تأخير أو تغيير حركة إعراب ونحو ذلك. ونص الجواب - الكلام في جواب هذا السؤال مستمد من وجهين أحدهما تحقيق معاني ذلك وتبيين وجوه قواعد تنبني عليها وجوه معانيه وذلك يستدعي الكلام من علوم غامضة جليلة هي أساس العلوم ومستنار الفهوم قل من يصل بالتحقيق إليها وكثير من الناس لم يعرج عليها وما ذاك إلا لعلوها عن فهم العموم وغموض معانيها على كثير من الفهوم كعلم قواعد معرفة إعجاز القرآن وعلم أصول الدين وأصول الفقه ودقائق علوم العربية واللغة وأسرارهما وعلم البيان والبديع والمعاني وتصرف اللسان العربي وسعة ميدانه والنظر في سرعة تصريف جواد البلاغة عند إطلاق عنانه في أنحاء أنواع الكلام والتصرف في بدائع المعاني في التوصل إلى الإفهام ولكل عبد في مقدار فهمه ومبلغ علمه حال ولكل مقام مقال، ولقد بلغني عن الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام أنه سئل عن مسألة في نحو ذلك وكان بالإسكندرية فقال لا أجيب عن هذه المسألة في هذه البلدة، وما ذاك إلا لدقة الجواب عن إفهام كثير من الناس لأنه إذا لطف الكلام في دقائق العلوم استصعب ذلك على فهم من لم يكن ذا فهم ثاقب وذهن صحيح وممارسة لكثير من العلوم التي هي أدوات لإدراك غامض المعاني، ولقد ذاكرت الشيخ الإمام شيخ وقته وإمام عصره شيخنا الشيخ شمس الدين الجزري في مسألة من ذلك فقال لي حضرت مع جماعة من الفقهاء فحاولت أن أوصل إلى أذهانهم معنى هذه المسألة فلم يمكن لبعد أذهانهم عن إدراك ذلك، والأصل الآخر المعتمد عليه في بيان ذلك وهي القواطع السمعية والنقول البينة الجلية التي تقرع الأسماع ويرتفع عند وجودها النزاع وفي ذلك أعظم كفاية وأكبر حجة وأجل بيان وأوضح محجة إذ النقول الصريحة يصل إلى فهم معناها وإدراك دلالتها عموم الإفهام ويشترك في الوصول إلى العلم بها الخاص والعام وفي تقصيها والنظر لما فيها ما هو جواب عن هذا السؤال وبيان لمثل هذا الحال وذلك نوعان أحدهما ذكر ما جاء في ذلك من الأحاديث والآثار وكلام الأئمة والعلماء والخطباء والأدباء وما سطره في ذلك علماء البيان وأئمة اللسان قولا، والثاني ما ذكره العلماء أئمة الفتوى في ذلك حكما وذلك أمر في ذلك كاف وجواب في المسألة شاف أما النوع الأول فمن ذلك ما رواه مسلم عن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير