تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد جرى تتبع مصطلح الاقتباس في كتب البلاغيين المطبوعة، وما تيسر لي من مخطوطها، وبخاصة ما كان منها مشتملاً على رأي مهم أو قول ناضج وما كتب عن الاقتباس بخصوصه، من مخطوط أو مطبوع، كما تتبع البحث هذا امصطلح في كتب أخر؛ ككتب علوم القرآن وإعجازه، وكتب الفقه والآداب الشرعية وفي شروح الحديث النبوي، وإن كان ثم صعوبة فتكمن في أن الفقهاء لا يتحدثون عن الاقتباس في باب معين، وتحت عنوان معروف، بل يبحثونه بحسب المناسبة العارضة، فتجد بعضهم يتناول الاقتباس في مقدمة الكتاب، وآخر يبحثه في باب الصلاة، وثالثاً يعرض له في الاعتكاف، ومنهم من يتناوله في كتاب الجهاد، وهكذا، مما يستوجب قراءة واسعة في مصنفاتهم للظفر بكلامهم فيه.

وقد جاء هذا الكتاب مشتملاً على الفروع التالية:

- الاقتباس تعريف ومصطلح.

- أضرب الاقتباس.

- تاريخ الاقتباس.

- الاقتباس وموقعه البلاغي.

- أحكام الاقتباس.

- إرسال المثل من القرآن والسنة.

الفرق بين إرسال المثل من القرآن والسنة وبين الاقتباس.

وأجد من حق الله علي أن أشكره سبحانه على ما وفق من كتابة هذا الكتاب، وهدى إلى الحق فيه. ثم أشكر لسماحة شيخنا الكبير أبي عبدالله عبدالرحمن بن ناصر البراك ما منحني من وقته إذ قرأت عليه ما سطّرت ورجّحت في تعريف الاقتباس، وما قلت في أحكامه الشرعية، فأفاض علي من تجيهه وعلمه المحرر، وما هذه بأولى أياديه:

له أيادٍ إليَّ سابقة ٌ ** أُعَدّ منها ولاأُعَدِّدُها (10)

أحسن الله إلى شيخنا وأثابه، وفسح في مدته على التقوى والعافية، وأمتعنا به.

وليكن آخر القول مني في هذه المقدمة شذرة ممتعة من كلام الحافظ أبي سليمان حَمْد بن محمد الخطابي (ت 388 هـ) انتزعتها من مقدمة كتابه غريب الحديث، يقول رحمه الله:

" فأما سائر ما تكلمنا عليه مما استدركناه بمبلغلاأفهامنا وأخذناه عن أمثالنا، فإنا أحقاء بألّا نزكّيه، وألا نؤكدالثقة به، وكل من عثر منه على حرف أو معنى يجب تغييره فنحن نناشده الله في إصلاحه، وأداء حق النصيحة فيه، فإن الإنسان ضعيف لا يسلم من الخطأ إلا أن يعصم الله بتوفيقه، ونحن نسأل الله ذلك، ونرغب إليه في دركه، إنه جواد وهوب " (11).

أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب كاتبه وقارئه، ويمنحه القبول، إنه سبحانه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر

20 جماى الآخرة 1425 هـ


(1) أصل هذا الكتاب بحث محكم منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد (42) ربيع آلاخر، 1424 هـ.

(2) بتحقيق د. ابتسام الصفار ود. مجاهد مصطفى بهجت، وصدر عن دار الوفاء بمصر سنة (1412 هـ).

(3) في رفع الباس (1/ 259، ضمن الحاوي للفتاوى)، وذكره السيوطي أيضاً في ترجمة الحجازي في كتابه " المنجم في المعجم " (64) باسم " قلائد النحور من جواهر البحور " وأشار السيوطي في " المنجم " إلى أنه في اقتباسات القرآن. ويذكر برو كلمان أن هذا الكتاب يضم عدة أبيات تعليمية يسهل التعرف منها على البحور الشعرية المختلفة، ويبدأ بآيات قرآنية ذات وزن عروضي، ثم أشار بروكلمان إلى أنه قد طبع ضمن مجموعة. ينظر: " تاريخ الأدب العربي " (القسم السادس 1/ 52). قلت: ويبدو لي أنها الأبيات التي نقلها أحمد الهاشمي في " ميزان الذهب في صناعة شعر العرب " (105 - 108) ونسبها إلى الشهاب.

(4) منه نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم (97 مجاميع) ولدي مصورة منها.

(5) ضمن كتابه الحاوي للفتاوي (1/ 259 - 284).

(6) في دار الكتب المصرية برقم (130 مجاميع م) ولدي مصورة منه. وذكر صاحب هدية العارفين (6/ 242) أن ابن أبي اللطف توفي سنة (960هـ) ولكن جاء في المخطوط أن مصنفه فرغ من تسويده سنة (992 هـ)، وانظر أيضاً: معجم المؤلفين (11/ 165).

(7) أيضاح المكنون (4/ 583).

(8) ذكره في كتابه المسلك السهل (87) وقال محققه: " لم يحصل لنا علم بمصيره ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير