تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا المعنى ذكره ابن عدي فيما يزيد على ثلاثين موضعاً من " الكامل ".

وهو نص من إمام عارف ناقد، أن إدخال الراوي في " التاريخ الكبير " لا يعني بمجرده جرحاً ولا تعديلاً.

لكن لكون البخاري قلما ترك بيان الجرح لمن هو مجروح، فلو قال قائل: من سكت عنهم البخاري فغير مجروحين عنده، وإنما هم عدول، واحتمل في القليل منهم أن لا يكونوا من المشهورين، فيلحقون بالمستورين، لكان هذا قولاً وجيهاً.

نعم، لا يصح أن يطلق بتوثيق من سكت عنه البخاري بمجرد ذلك.

وقال كذلك ((1/ 183)

المسألة الثالثة:

يقول البخاري في " تاريخه " في كثير من التراجم:

(فلان .. سمع فلاناً)، فهل هذا إثبات منه لسماعه؟ أم

حكاية لما وقع في الإسناد من طريق ذلك الراوي قال:

(سمعت فلاناً) وما في معناه؟

قال البخاري في (ثعلبة بن يزيد الحماني): " سمع علياً، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، يعد في الكوفيين، فيه نظر ".

فقال ابن عدي: " أما سماعه من علي، ففيه نظر، كما قال البخاري ".

قلت: فهو يفسر قول البخاري أنه أراد بقوله: " فيه نظر " سماعه من علي، وهذا يعني أن البخاري لا يثبت سماعه من علي، إنما أراد بقوله: " سمع علياً " مجرد حكاية ما وقع في الإسناد.

فهذا القول إن لم يظهر جلياً أن البخاري قصد به إنشاء العبارة في تثبيت السماع من جهة نفسه، فإنه لا يصح الاستدلال به على أنه قول للبخاري، إنما العمدة حينئذ لتصحيح السماع على ثبوت الإسناد الذي حكيت فيه تلك الصيغة.

وأما مثل قول البخاري في ترجمته (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود): " سمع أباه، قاله عبد الملك بن عمير "، فبين أن ذكر سماعه من أبيه جاء في رواية عبد الملك عنه.

وكثيراً ما يقول البخاري مثل هذا: (فلان .. سمع فلاناً .. قاله فلان).

فهذا لو حكاه إنسان أنه قول للبخاري يكون قد أخطأ عليه.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 07 - 04, 11:29 ص]ـ

وقال الشيخ خليل بن محمد العربي حفظه الله

حول منهج الإمام البخاري في تاريخه الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فهذه بعض الفوائد التي علقتها من كلام أئمتنا – رضي الله عنهم – حول منهج الإمام محمد بن إسماعيل البخاري – رحمه الله تعالى – في كتابه: {{التاريخ الكبير}}، وقد صنعت لكل فائدة عنوانًا خاصًا بها كي يظهر المراد منها، ويسهل الانتفاع بها إن شاء الله تعالى، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

1 - بيان مراد الإمام البخاري لمن يترجم له في تاريخه:

قال ابن عدي في كتابه الكامل (2/ 378) معلقًا على ترجمة الإمام البخاري في تاريخه (3/ 52) لحمزة بن نجيح أبي عمار حيث قال البخاري ((سمع الحسن قوله، قال موسى بن إسماعيل: كان معتزليًا)).

قال ابن عدي: ((وهذا ذكره البخاري حرف مقطوع. وقد بينت مراد البخاري أن يذكر كل راوي، وليس مراده أنه ضعيف أو غير ضعيف، وإنما يريد كثرة الأسامي ليذكر كل من رُوى عنه شيئًا كثيرًا أو قليلاً، وإن كان حرفًا)).

قلت: وهذا النص من ابن عدي هام جدًا، وفيه الرد على من قال: إن سكوت الإمام البخاري على الراوي المترجم له في تاريخه الكبير يعد توثيقًا له.

2 - معنى قول البخاري في تاريخه: ((تعرف وتنكر)):

قال ابن عدي في الكامل (5/ 309) عند ذكر قول البخاري في عبد الملك بن قدامة: ((تعرف وتنكر)): ((ولعبد الملك أشياء ليست بالمحفوظة كما قال البخاري)).

3 - معنى قول البخاري في تاريخه: ((سكتوا عنه)):

قال البخاري في إبراهيم بن يزيد القرشي لما ترجم له في الكبير (1/ 336): ((سكتوا عنه)).

قال الدولابي: ((يعني: تركوه)). أنظر الكامل لابن عدي (1/ 227)، وتهذيب الكمال (2/ 243).

4 - بيان أن البخاري يترجم أولاً للصحابة، ثم يذكر من بعدهم على حروف المعجم:

قال العلامة اليماني في تعليقه على التاريخ الكبير (4/ 87): ((وقد علم من ترتيب المؤلف أنه في الأسماء التي يرتبها على الحروف يقدم أسماء الصحابة مع صرف النظر عن ترتيب الحروف الآباء، ثم يبدأ بتراجم الحروف، فيذكر تراجم من بعد الصحابة، وقد تقدم ذلك في بابي سليمان وسعد، فتدبر)).

قلت: ومما يستفاد من ذلك أنه لو كان هناك راويًا مختلفًا في صحبته، ثم وجدنا البخاري ذكره في تاريخه مع الصحابة، استدللنا على ذلك بأن البخاري يرى صحبة هذا الراوي.

وقال الإمام المزي في تهذيبه (15/ 11) في ترجمة عبد الله بن سراقة: ((وقال البخاري في حرف السين من أباء من اسمه عبد الله بعد إفراده ذكر الصحابة في باب على حدة)).

5 - بيان أن البخاري قد يذكر الراوي في تاريخه في عداد الصحابة، والتي لم تثبت صحبته على احتمال كونه صحابيًا:

قال الإمام البخاري في تاريخه لما ترجم ليزيد بن نعامة الضبي (8/ 314): ((يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم)).

وكان قد ذكره في عداد الصحابة، فهذا يقتضي من صنيعه أن له صحبة عنده.

إلا أن البخاري لما سأله الترمذي في علله الكبير (2/ 832) عن حديث يزيد بن نعامة؟ فقال: ((هو حديث مرسل)).

وفسرها الترمذي بقوله: ((كأنه لم يجعل يزيد بن نعامة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

فقال العلامة اليماني في تعليقه على هذا الموضع من التاريخ الكبير: ((فكأنه – يعني: البخاري – إنما ذكره هنا للاحتمال)).

6 - بيان أن البخاري صنف تاريخه على الطبقات:

قال ابن أبي حاتم في كتابه العلل (1/ 344): ((أدخل محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب الطبقات من التاريخ في باب: من كان يسمى رباح، من الطبقة الأولى من التاريخ: رباح بن الربيع الأسيدي، عن أخي حنظلة الكاتب التميمي، وروى عنه المرقع بن صيفي)).

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير