تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام الدكتورالمليباري حول توثيق الراوي القليل الحديث]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 07 - 04, 05:28 ص]ـ

كلام العلامة المليباري حول توثيق الراوي القليل الحديث

كلام الشيخ -حفظه الله- هو إجابة لسؤال لي إليه. وأنا متردد في ذكر سؤالي هنا، لأنه مكتوب لشخص عالم مختص، ولو أني عرضته (بحروفه) على شخص غير مختص، فأظنه سيسيء فهمه، وسيظن مرادي مختلف عما أريد أن أسأل عنه، والله المستعان.

ثم رأيت أن لا أذكره وأن أرجو الإخوة أن يكون التعليق على جواب الشيخ وليس على سؤالي المختزل

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 07 - 04, 05:31 ص]ـ

قال الشيخ وفقه الله لكل خير:

ج: أقول: جزاك الله تعالى خير الجزاء، وبارك في جهدك، وعلمك، وسدد خطاك، ومداخلاتك قوية تدل على كثرة الاطلاع والتتبع والتحليل.

مسألة الجرح والتعديل مسألة شائكة جداً، وفي كثير من الأحيان لا يصفو كدر الإشكال فيها، لذا يتوقف استيعابها على ممارسة طويلة لنصوص النقاد فيها، لأن مناهجهم – وإن كانت كما شرحتَ في السؤال – مؤسسة على المعرفة والخبرة، فكلامهم في الجرح والتعديل منضبط بقواعدهما، لكن الخلل والغموض والإشكال يأتي دائما من تفسيرنا لمصطلحاتهم، وسوء فهمنا لمقصودهم بها.

الذي ينبغي فهمه في ضوء ما ذكرتَ في السؤال هو ما يأتي:

أ – طريقتهم في الجرح والتعديل تعتمد أساسا على سبر أحاديث الراوي ونقدها تصحيحا وتضعيفا، ولا يمكن ذلك إلا إذا كان الراوي مشهورا بالرواية وكثير الأحاديث. وأما إذا كان مجهولا أو قليل الرواية فعند النقاد لتعاملهم مع أحاديثه منهج سليم يتمثل في نظرهم في مدى صحة ذلك الحديث الذي رواه؛ فإن كان منكرا مخالفا لما رواه الناس أو لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنة، أو غريبا لا أصل له في روايات غيره، وليس فيها ما يشهد له من حديث مروي أو عمل سابق في عهد الصحابة فيرد ذلك، وإن كان ما رواه مطابقا لما رواه غيره أو له شاهد من مرويات الآخرين ولم يتفرد به عن المشاهير فيصحح. بل من علماء الجرح والتعديل من يوثقه بناء على ذلك، أو يقويه، لكن معرفة عدالته متوقفة. ولا يعني من توثيق من وثقه أنه عدل، كلا، وإنما معناه فقط: أن ما رواه من الحديث صحيح، لا أكثر ولا أقل.

ب – إن طريقة المحدثين في معرفة عدالة الراوي تكون على ما يأتي:

# إذا كان الراوي معاصرا لهم ومعايشا معهم فإن عدالته تعرف من خلال هذا التعامل المباشر، وهذا ليس مما تتوقف معرفته على المحدثين فقط بل كل من تعامل معه يستطيع معرفة ذلك حسب قدر تعامله.

# وأما إذا كان غير معاصر أو معاصرا لكن لم يعايشه المحدث، فإن عدالته تعرف من خلال شهرته، مع سكوت الناس عن الإخبار بما يفسقه أو بما تختل به عدالته. فإن سكوتهم هذا في حقه أكبر دليل على أنه كان مرضيا لدى معاصريه، إذ شهرته مما يدعو الناس لنقل ما يلفت انتباهم. وكلما يكون الراوي مشهورا يكون أدعى إلى نقل ما وقع منه إذا كان لافت النظر.

فبناء على هذه الحقيقة، إذا وثّق أحد النقاد راويا مجهولا لم يعرفه المحدثون لقلة ما كان يروي فإن معناه أنه روى حديثا صحيحا غير مخالف ولا منكر.

وأما حال الضبط فيعرفه المحدث - سواء أ كان معاصرا أم غير معاصر - من خلال سبر مروياته وعرضها على أحاديث غيره من الرواة الثقات؛ فبقدر موافقته لها أو مخالفته أو غرابته يوثق ويجرح.

وأما المجهول فلا مجال لمعرفة حاله العام في جانب الضبط ولا في جانب العدالة، وإنما يوثقه من يوثق أو يجرحه بناء على ما رواه من حديث.

ج - ثم إن منهج العلماء في استخدام مصطلح (ثقة) معروف وأنه يتفاوت بين ناقد وآخر، أو بين حين وآخر بالنسبة إلى ناقد واحد؛ لذا فإن تفسير هذا المصطلح لا يكون مستقيما إلا إذا راعينا فيه ذلك التفاوت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير