تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سبب ترك الراوي عند المحدثين، ومعنى الباطل عندهم، من فوائد الشيخ محمد عمرو]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 12 - 04, 05:43 م]ـ

قال الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ في تعليقه على رسالة (إماطة الجهل) ص 31 ـ 32:

ولقائل أن يقول: وجود متروكين في الإسناد ليس بكافٍ في الحكم على المتن بالبطلان، ناهيك عن الضعفاء.

فأقول ـ مستعيناً بالله عز وجل ـ: معلوم أن سبب ترك الراوي عند العلماء قد يكون أحد أمرين:

* إما ثبوت التهمة على الراوي، كما في هذا الحديث.

* وإما لفحش غلطه وفرط غفلته، كأبان بن أبي عياش، وصالح بن بشير المري، ومحمد بن عبيد الله العرزمى، وموسى بن عبيدة الربذى، وأضرابهم من أهل الفضل والعبادة في الغالب. وفي حالتنا هذه، فقد حكم الحافظ أبو الحسن الدارقطنى رحمه الله في عثمان هذا – في غير موضع بأنه ((متروك)) وصرح – مرةً – بأنه ((يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات)). فلا منافاة أصلاً بين العبارتين.

هذا، والأصل في (الحديث الباطل)) أن يرويه الكذاب الذي ثبتت عليه تهمة وضع الحديث إسناداً أو متناً أو هما جميعا، ولكن الحكم على المتن بالوضع لا يتبع الإسناد بصوره مطرَّده فقد يكون في الإسناد مجاهيل أو متروكون أو حتى ضعفاء، ولكن المتن محال أو مخالف للمعلوم من الشريعة بالضرورة أو مخالف مخالفة صريحة لظاهر الكتاب والسنة الصحيحة، أو فيه ركاكة وتهافت أو مجازفة أو مبالغة في الثواب أو العقاب أو أمارة من سائر الأمارات الكثيرة التي بينها العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابة النفيس ((المنار المنيف)).

وأحياناً يحكم على حديث الثقة بالبطلان، بمعنى الخطأ في الإسناد والمتن جميعاً أو في أحدهما كما فعل أبو حاتم الرازي مع (حامد بن يحي البلخي) – وهو من أعلم الناس بابن عيينة – في حديث أخطأ عليه في إسناده، وزاد في متنه واستعجم ذلك بعض الكبار. وهو في ((علل الحديث)) (2668) لابنه عبدالرحمن، وسوف أبينه في حينه بإذن الله وكما فعل مع الربيع بن يحيى الأشناني – وهو عنده ثقة ثبت وتكلم في غيره -، فقال في حديث رواه عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً في الجمع بين الصلاتين: ((غير أنه باطل عندي، هذا خطأ لم أدخله في التصنيف، أراد أبا الزبير عن جابر أو: أبا الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، والخطأ من الربيع)) كم في ((العلل)) أيظاً ((313)).

ولذلك نظائر في كلام غيره من الائمة كأحمد وابن معين وغيرهما، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولاقوة إلابالله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير