تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صيغ السماع والتلقي وأهميتها لدى أهل التحقيق]

ـ[المقرئ.]ــــــــ[07 - 07 - 04, 04:38 م]ـ

إخواني أهل الحديث:

لا يخفى على باحث مدى الجهد الذي يعاني منه أهل التحقيق والتدقيق وماهو الوقت المبذول في استقصاء المعلومات الصحيحة

ومن بين هذه المصاعب البحث في صيغ التحديث وإثبات الصيغة الصحيحة التي عبر بها الراوي فكثيرا ما يرد على خاطرك شك في صحة هذه الصيغة فأنت بين هاجسين:

الأول: إثبات صحة المطبوع من حيث تتبع النسخ أو من خلال تتبع من نقل إسناد هذا المسند من كتابه ونحو ذلك

الثاني: إثبات خطأ الراوي عن شيخه فبعض الرواة ينقل عن شيخه الصيغة على خلاف ما تحمله إما وهما أو تدليسا أو نحو ذلك

ومن أوضح دلالات الخطأ ما يلي:

1 - أن تكون المصادر الكثيرة كلها تروي بالعنعنة إلا مصدر واحد يروي بالتحديث فلابد من إيجاد علامة استفهام

2 - أن يكون الراوي ممن نقل عنه أنه لم يسمع من شيخه فهنا لا بد من التوقف والتروي

3 - أن يكون أحد الأئمة نص على أن هذا الحديث لم يسمعه فلان من شيخه فهنا لا بد من إعادة البحث وإطالة السبر

ولعلي أضرب بعض الأمثلة والتي وقع في أخطائها أئمة كبار وليس هذا بمنقصة لهم ولكن من باب الفائدة لأنه كما يقال المثال يوضح المقال

حديث رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر "

رواه أحمد والترمذي وغيرهما من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع به

الحديث مشهور ومعروف والحكم عليه معلوم

وبيت القصيد منه هو أن جميع المصادر روى فيها ابن إسحاق عن شيخه عاصم بالعتعنة ولم يصرح بالسماع من عاصم

لكن جاء في مطبوع المسند:

ثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق قال أنبأنا ابن عجلان عن عاصم به

فصرح ابن إسحاق بالتحديث فزالت علة قوية للحديث

لكن عند البحث ومراجعة المصادر وإطالة النظر في الكتب نجد أن خللا وقع في المطبوع

والصواب فيه: ثنا يزيد بن هارون قال ثنا محمد بن إسحاق وابن عجلان يعني كلاهما عن عاصم به

أو ثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق قال وأخبرنا ابن عجلان عن عاصم به

وقد احتمل ابن عبد الهاديي وجهين في تفسير هذا السند

وعلى كل يظهر بذلك أن ابن إسحاق لم يصرح بالسماع من عاصم وهي محل البحث

فانظر كيف يؤدي التساهل بهذا الأمر لأن كثيرا من الشيوخ لم يعلوا هذا

الإسناد إلا بالعنعنة فلما وجدوا هذع الإسناد ظنوا أنها زالت العلة وهو كذلك لو صح المطبوع

وإليكم مثال آخر وهو من نفائس البحوث:

رواية سليمان بن موسى عن جابر

وهذه السلسلة فيها أحاديث منها حديث جابر في النهي عن الكتابة على القبر وغيرها

قال ابن معين: سليمان عن جابر مرسل

وقال البخاري سليمان: لم يدرك أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكذا قال المزي وابن حجر: سليمان عن جابر مرسل

وكثير من أهل العلم جعلوا رواية سليمان عن جابر مرسلة

لكن جاء في مطبوع المسند ما يلي:

حدثنا عبد الرزاق أخبرنل ابن جريج قال سليمان بن موسى أخبرنا جابر

وقال أيضا:

حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرنا سليمان بن موسى قال أخبرنا جابر

فعند الحكم على هذه الأحاديث لا بد أن تكون على دراية بهذا الأصل ثم انظر ماذا ترى

والأمثلة كثيرة ولكن هذا من باب التنبيه ولعل الإخوة المشايخ يزيدوننا فوائد

المقرئ

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 07 - 04, 05:41 م]ـ

وهذا نقل عن الشيخ ناصر الفهد - حفظه الله - من كتابه (منهج المتقدمين في التدليس):

الفصل الثالث

رواية المدلس والعنعنة

لما كان للصيغة التي تكون بين المدلس وشيخه دور هام (عند المعاصرين خصوصاً) في الحكم على روايات المدلسين أحببت أن أذكر في هذا الفصل تحريراً لمسألة مهمة وهي:

هل العنعنة التي تذكر في الروايات من تصرف الراوي أو تصرف من دونه من الرواة كتلاميذه أو تلاميذهم؟؟!!.

الذي يتضح من أقوال الأئمة المتقدمين هو أن العنعنة ليست من قول المدلس أو الراوي بل هي ممن دونه.

والحديث في إثبات هذا يكون على مقامين:

(المقام الأول)

هي معرفة صيغة المدلس أو الراوي عند روايته ما لم يسمعه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير