[كيف البخاري يروي عن عمرو بن عبيد؟! أرجو الفائدة]
ـ[أحمدالفايدي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 04:21 ص]ـ
في كتاب الفتن من صحيح البخاري في باب (إذا التقى المسلمان بسيفيهما) قال-رحمه الله-:حدثنا عبد الله بن عبدالوهاب حدثنا حماد عن رجل لم يسمّه عن الحسن .............
ذكر ابن حجر-رحمه الله-:قوله (عن رجل لم يسمّه) هو عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة، وكان سيء الضبط، هكذا جزم المزي في التهذيب، بأنه المبهم في هذا الموضع، وجوّز غير كمغلطاي أن يكون هو هشام بن حسّان، وفيه بُعد. (الحسن) وهو البصري ....................
هذا ماذكره ابن حجر-رحمه الله-أنه عمرو بن عبيد، فكيف يروي البخاري-رحمه الله عنه، وهومن المعتزلة، وأيضاً سيء الضبط؟!
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
أخوكم/ الفايدي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 06 - 04, 05:09 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري
(قوله حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب هو الحجبي حدثنا حماد هو بن زيد عن رجل لم يسمه هو عمرو بن عبيد رأس الاعتزال وإنما ساق الحديث من طريقه ليبين غلطه فيه) انتهى.
فائدة
قال أبو بكر كافي في كتابه (منهج الإمام البخاري في التصحيح والتضعيف)
المطلب الرابع
موقف البخاري من أحاديث أهل البدع والأهواء
من المسائل التي لها تعلق بشرط العدالة. وهي شرط أساسي في صحة الحديث – الرواة الذين طعن في عدالتهم بسبب البدع والأهواء، وذلك لأن القدح في الراوي يكون بعشرة أشياء. خمسة تتعلق بالعدالة وخمسة تتعلق بالضبط، فقد بينها الحافظ فقال: " ثم الطعن إما أن يكون لكذب الراوي، أو تهمته بذلك، أو فحس غلطه، أو غفلته، أو فسقه، أو وهمه، (ص 98) أو مخالفته، أو جهالته، أو بدعته، أو سوء حفظه " (1) وهذه العشرة اختصها الحافظ بنفسه في خمسة فقال: "أسباب الجرح مختلفة، ومدارها على خمسة أشياء: البدعة، أو المخالفة، أو الغلط، أو جهالة الحال، أو دعوى الانقطاع في السند " (2).
وقبل تحديد موقف البخاري من أحاديث أهل البدع والأهواء، ينبغي التعريف بالبدعة لغة واصطلاحاً، وبيان أقسامها، ثم تحديد موقف الأئمة من روايات المبتدعة. ثم أعرج على موقف الإمام البخاري في ذلك مقروناً بالأمثلة التطبيقية من خلال الجامع الصحيح.
تعريف البدعة:
لغة: أبدع الشيء: اخترعه لا على مثال، والله بديع السموات والأرض أي (مبدعهما) (البديع) المُبتدع، وشيء (بدع) بالكسر أي مُبتدع ومنه قوله تعالى: ? قل ما كنت بدعاً من الرسل? (3) والبدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال، وبدعة تبديعاً: نسبة إلى البدعة (4).
(1) ابن حجر العسقلاني: نخبة الفكر مع شرحه نزهة النظر – شركة الشهاب الجزائر، ص40.
(2) ابن حجر العسقلاني: هدي الساري – ط دار الريان – القاهرة، ص381.
(3) سورة الأحقاف، الآية: 9.
(4) محمد بن أبي بكر الرازي: مختار الصحاح – ت مصطفى البغا – دار الهدى للطباعة والنشر ص36.
أما في الاصطلاح: فقد اختلفت أنظار العلماء، وتنوعت تعاريفهم، فمنهم من توسع في مدلولها، ومنهم من ضيق. ومن هنا يمكن حصر التعاريف الاصطلاحية للبدعة في اتجاهين ().
1 – الاتجاه الأول: وهو التوسع في مدلول البدعة لتشمل كل أمر لم (ص 99) يكن في عهده صلى الله عليه وسلم، ولم يأت شيء في القرآن والسنة يدل عليه، سواء أكان دينياً أم دنيوياً، محموداً كان أم مذموماً، وهو مطابق تماماً للتعريف اللغوي ويمثل هذا الاتجاه جماعة من الأئمة منهم: الإمام الشافعي، وابن حزم، والعز بن عبد السلام، والقرافي وغيرهم.
2 – الاتجاه الثاني: وهو التضيق في مدلول البدعة لتنحصر في الجديد (المحدث) المخالف للسنة، ومنهم من ضيق أكثر فقال: البدعة كل محدث مخالف للسنة ينسب إلى الدين ويتعبد به ويمثل هذا الاتجاه جماعة من العلماء منهم: ابن رجب الحنبلي، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، والزركشي وغيرهم، وأما من اعتبر قيد المخالفة للسنة والتدين بهذا المحدث، فعلى رأس هؤلاء الإمام الشاطبي. وقد ناقش في كتابه " الاعتصام " أصحاب الرأي الأول مناقشة علمية، وأبطل تقسيمهم للبدع إلى محمود ومذموم، وعرف البدعة بقوله: " البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية. يقصد بالسلوك عليها، المبالغة في التعبد لله تعالى " ().
¥