[الفوائد الحديثية المنتقاة من كتاب الصارم المنكي للإمام ابن عبد الهادي]
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذه فوائد حديثية قيمة استخرجتها من كتاب: ((الصارم المنكي)) للإمام العلامة المحدث ابن عبد الهادي – رحمه الله تعالى – أحببت أن أهديها لإخواني الكرام أهل الحديث عسى أن تكون فيها فائدة لهم، فتصيبني منهم – أو من أحدهم - دعوة صالحة.
وقد صنعت عنوانًا لكل فائدة كي تبين المقصود منها، وكان الاعتماد على النسخة المطبوعة بمؤسسة الريان والتي قدم لها العلامة المحدث الشيخ: مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله تعالى -.
والله أسأل أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه وسامعه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
(1) يجب على من استدل بحديث مرفوع أن يبين صحته من ضعفه:
قال الإمام ابن عبد الهادي ص (42):
{{وقد علم أن المستدل بالحديث عليه أن يبين صحته، ويبين دلالته على مطلوبه}}.
وقال أيضًا ص (241):
{{والمحتج بالحديث عليه أن يبين صحة إسناده}}.
(2) من مصنفات الدولابي – صاحب الكني -:
قال الإمام ابن عبد الهادي ص (64):
{{وقال أبو بشر الدولابي في كتاب الضعفاء والمتروكين: حفص بن سليمان متروك الحديث}}.
(3) وصف ابن عبد الهادي لمنهج ابن حبان في الثقات وانتقاده له:
قال ص (103 - 105):
{{وقد علم أن ابن حبان ذكر في هذا الكتاب الذي جمعه في الثقات عددًا كثيرًا وخلقًا عظيمًا من المجهولين الذين لايعرف هو ولا غيره أحوالهم، وقد صرح ابن حبان بذلك في غير موضع من الكتاب، فقال في الطبقة الثالثة: سهل يروي عن شداد بن الهاد، وروى عنه أبو يعقوب ولست أعرفه، ولا أدري من أبوه. أ.هـ.
هكذا ذكر هذا الرجل في في كتاب الثقات، ونص على أنه لا يعرفه.
وقال أيضًا: حنظله شيخ يروى المراسيل لا أدري من هو، روى ابن المبارك عن إبراهيم بن حنظلة، عن أبيه. أ.هـ.
وهكذا ذكره ولم يزد.
وقال أيضًا: الحسن أبو عبدالله شيخ يروي المراسيل، روى عنه أيوب النجار، ولا أدري من هو ولا ابن من هو. أ.هـ.
وقال أيضًا: جميل شيخ يروي عن أبي المليح بن أسامة، روى عنه عبدالله بن عون، ولا أدري من هو ولا ابن من هو. أ.هـ.
وقد ذكر ابن حبان في هذا الكتاب خلقًا كثيرًا من هذا النمط، وطريقته فيه: أنه يذكر من لم يعرفه بجرح، وإن كان مجهولا لم يعرف حاله، وينبغي أن يتنبه لهذا ويعرف أن توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق، على أن ابن حبان قد اشترط في الاحتجاج بخبر من يذكره في هذا الكتاب شروطًا ليست موجودة في هذا الخبر الذي رواه هارون – يعني: حديث من زارني متعمدًا كان في جواري يوم القيامة – قال في أثناء كلامه: والعدل من لم يعرف منه الجرح، إذ الجرح ضد التعديل، فمن لم يعرف بجرح فهو عدل حتى يتبين ضده، إذ لم يكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم، وإنما كلفوا الحكم بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم. أ. هـ.
وهذه طريقة ابن حبان في التفرقة بين العدل وغيره، وقد وافقه عليها بعضهم، وخالفهم الأكثرون، وليس المقصود هنا تحرير الكلام على هذا، وإنما التنبيه على اصطلاح ابن حبان وطريقته، قال: فكل من أذكر في الكتاب فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره إذا تعرى خبره عن خصال خمس، فإذا وجد خبر منكر عن واحد ممن ذكرته في كتابي هذا فإن ذلك الخبر لا ينفك من إحدى خمس خصال:
إما أن يكون فوق الشيخ الذي ذكرته اسمه في كتابي هذا في الإسناد رجل ضعيف لا يحتج بخبره، أو يكون دونه رجل واه لا يحتج بخبره.
أو يكون منقطعًا لا تقوم بمثله الحجة.
أو يكون في الإسناد رجل مدلس لم يبين سماعه في الخبر من الذي سمعه منه. أ. هـ.}}.
ثم قال ابن عبد الهادي:
{{قد ذكر في كتاب الثقات خلقًا كثيرًا، ثم أعاد ذكرهم في المجروحين وبين ضعفهم، وذلك من تناقضه وغفلته، أو من تغير اجتهاده، وقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح عنه أنه غلط الغلط الفاحش في تصرفه.}}.
(4) انتقاد ابن عبد الهادي لابن عدي:
قال ص (192):
¥