تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى الغريب عند المحدثين]

ـ[أبو عبدالرحمن الشامي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 04:33 م]ـ

قال لي أحد الإخوة أنه وبعد الاستقراء تبين له أن معنى الغريب عند المحدثين (منكر) فكل ما قال فيه المحدثون غريب فهم يعنون أنه منكر ما لم يقيدوا ذلك بغريب صحيح أو حسن كما يفعل الترمذي في جامعه واستشهد بذلك بما رواه الخطيب في الكفاية ص142 ((أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال ثنا محمد بن عثمان بن سعيد قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت احمد بن حنبل يقول إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأ من المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم يقولون هذا لا شيء فاعلم أنه حديث صحيح))

قلت له لكن محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال عنه السيوطي كما في طبقات المفسرين ص95 ((ضعفه جماعة قال البرقاني كل حديث النقاش منكر وقال طلحة بن محمد بن جعفر كان يكذب في الحديث وقال الخطيب في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة وقال الذهبي متروك ليس بثقة على جلالته ونبله وقال هبة الله اللالكائي تفسير النقاش إشفاء الصدور ليس شفاء الصدور))

فقال وإن لم يثبت السند إلى الإمام أحمد فإني وبعد الاستقراء تبين لي صحة ما قاله الإمام أحمد

فما رأي الإخوة وما توجيههم لمعنى الغريب عند المحدثين

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 04, 10:49 م]ـ

بارك الله فيكم على طرحكم لهذه المسألة للمدارسة

ومن باب الفائدة أذكر بعض أقوال أهل العلم

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي

* فصل في الحديث الغريب وأنواع الحديث *

من حيث تفرد الراوي فيه

وأما الحديث الغريب: فهو ضد المشهور.

وقد كان السلف يمدحون المشهور من الحديث ويذمون الغريب منه في الجملة:

ومنه قول ابن المبارك: ((العلم هو الذي يجنيك من ههنا ومن ههنا)) يعني المشهور. خرجه البيهقي من طريق الترمذي عن أحمد ابن عبدة عن أبي وهب عنه.

وخرج أيضاً من طريق الزهري عن علي بن حسين قال: ((ليس من العلم ما لا يعرف، إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن)).

وبإسناده عن مالك قال: ((شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس)).

وروى محمد بن جابر عن الأعمش عن إبراهيم قال: ((كانوا يكرهون غريب الحديث، وغريب الكلام)).

وعن أبي يوسف قال: ((من طلب غرائب الحديث كُذب)).

وقال أبو نعيم: ((كان عندنا رجل يصلي كل يوم خمسمائى ركعة، سقط حديثه من الغرائب)).

وقال عمرو بن خالد سمعت زهير بن معاوية يقول لعيسى ابن يونس: ((ينبغي للرجل أن يتوقى رواية غريب الحديث فإني أعرف رجلاً كان يصلي في اليوم نتي ركعة ما أفسده عن الناس إلا رواية غريب الحديث)).

وذكر مسلم في مقدمة كتابه من طريق حماد بن زيد أن أيوب قال لرجل: ((لزمت عمراً؟ قا ل: نعم، إنه يجيئنا بأشياء غرائب!! قال: يقول له أيوب: إنما نفر أن نفرق من تلك الغرائب)).

وقال لرجل لخالد بن الحارث: ((أخرج لي حديث الأشعث لعلي أجد فيه شيئاً غريباً)). فقال: ((لو كان فيه شئ غريب لمحوته)).

ونقل علي بن عثمان النفيلي عن أحمد قال: ((شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها)).

وقال المروذي سمعت أحمد يقول: ((تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم؟!))

ونقل محمد بن سهل بن عسكر عن أحمد قال: ((إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا الحديث غريب أو فائدة، فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث، أو خطأ من المحدث، أو ليس له إسناد، وإن كان قد روى شعبة، وسفيان. وإذا سمعتم يقولون: لا شئ فاعلم أنه حديث صحيح)).

وقال أحمد بن يحيى سمعت أحمد غير مرة يقول: ((لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء)).

قال أبو بكر الخطيب: ((أكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب عليهم كتب الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من رواية المجروحين والضعفاء، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتباً، والثابت مصدوفاً عنه مطرحاً، وذلك لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة المحدثين، والأعلام من أٍلافنا الماضين)).

وهذا الذي ذكره الخطيب حق،ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب والسنة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، أو أفراد الدار قطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير.

ومن جملة الغرائب المنكرة الأحاديث الشاذة المطرحة

وهي نوعان:

ما هو شاذ الإسناد: وسيذكر الترمذي فيما بعد بعض أمثلته.

وما هو شاذ المتن: كالأحاديث التي صحت الأحاديث بخلافها، أو أجمعت أئمة العلماء على القول بغيرها.

وهذا كما قاله أحمد – في حديث أسماء بنت عميس: ((تسلبي ثلاثاً ثم اصنعي ما بدا لك)) -: ((إنه من الشاذ المطرح)). مع أنه قد قال به شذوذ من العلماء: إن المتوفى عنها زوجها لا إحداد عليها بالكلية، كما سبق ذكره في موضعه.

وكذلك حديث طاووس عن ابن عباس في الطلاث الثلاث، وقد تقدم في كتاب الطلاق كلام أحمد وغيره من الأئمة فيه وأنه شاذ مطرّح.

قال إبراهيم بن أبي عبلة: ((من حمل شاذ العلماء حمل شراًَ كثيراً)). وقال معاوية بن قرة: ((إياك والشاذ من العلم)).

وقال شعبة: ((لا يجينك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ)).

قال صالح بن محمد الحافظ: ((الشاذ الحديث المنكر الذي لا يُعرف)). وقد تقدم قول ابن مهدي: ((لا يكون إماماً في العلم من يحدث بالشاذ من العلم)).

وقد اعتُرض على الترمذي رحمه الله:

بأنه في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد غالباً؟ وليس ذلك بعيب، فإنه رحمه الله يبين ما فيها من العلل، ثم يبين الصحيح من الإسناد، وكان قصده رحمه الله ذكر العلل، ولهذا تجد النسائي إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هوغلط، ثم يذكر بعد ذلك الصواب المخالف له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير