تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رُتَبُ الحِفْظِ عِنْدَ المُحَدّثِينَ - فأين يا ترى تصنف نفسك؟

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 10 - 03, 04:17 م]ـ

وأصلها مقال نشر بمجلة دعوة الحق لأحد الحفاظ بطنجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

نقل المناوي في أوائل شرح الشمائل، عن المطرزي قال: "لأهل الحديث مراتب: أولها: الطالب، وهو المبتدي.

ثم المحدث، وهو من تحمل روايته واعتنى بدرايته.

ثم الحافظ، وهو من حفظ مائة ألف حديث متناً وإسناداً.

ثم الحجة، وهو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث.

ثم الحاكم، وهو من أحاط بجميع الأحاديث المروية" اهـ.

وأهل الحديث لا يعرفون هذه المراتب، ولا يعترفون بها، لأنها تخالف ما اصطلحوا عليه.

فالطالب هو المبتدئ في كل علم، وليس خاصاً بأهل الحديث.

وفي حديث رواه الطبراني بإسناد ضعيف، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((منهومان لا يشبع طالبهما: طالب علم وطالب الدنيا)).

والحجة من مراتب التعديل، لا الحفظ، وهي فوق الثقة، كما نص عليه الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ، وستأتي عبارته بحول الله.

أما الحاكم، فلا علاقة له بالحفظ ولا التعديل، وإنما هو لقب عائلي لبعض الحفاظ والمحدثين، منهم: أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحافظ، صاحب كتاب الكُنَى وغيره من المؤلفات، توفي سنة 378 هـ، قال الذهبي: وهذا هو الحاكم الكبير.

ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي النيسابوري الحافظ، صاحب كتاب المستدرك وغيره، ويعرف بابن البيع، توفي سنة 405 هـ، وهو تلميذ الحاكم الكبير.

ومنهم: أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحافظ، يعرف بابن الحذاء وبالحسكاني، أخذ عن الحاكم صاحب المستدرك، وتوفي بعد سبعين وأربعمائة.

ومنهم: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الأسترآباذي المحدث، حدث سنة 432 هـ، ترجم له التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، ولم يذكر تاريخ وفاته.

والعجيب أن المتأخرين تمالؤوا على نقل كلام المطرزي، تقليداً دون تمحيص.

والواقع أن مراتب الحفظ عند أهل الحديث على الوجه الآتي:

مسند، ثم محدث، ثم مفيد، ثم حافظ، ثم أمير المؤمنين في الحديث.

فالمسنِد -بكسر النون- من يعنى بالإسناد من حيث اتصاله أو انقطاعه أو تسلسله بصفة معينة، وإن لم يكن له خبرة بالمتون.

وكان شيخنا العلامة الحسيني الطهطاوي الحنفي مسند هذا العصر بدون منازع، له كتاب "المسعى الحميد إلى بيان وتحرير الأسانيد"، حرر الكلام فيه على الأسانيد الموجودة في نحو أربعمائة ثبت، ونبه على أوهام كثيرة، وقعت في فهرس الفهارس، وكان لا يعرف في المتون كثيراً ولا قليلاً." اهـ.

"والمحدِّث من سمع الكتب الستة والموطأ وسنن الدارمي والدارقطني والبيهقي ومستدرك الحاكم ومسند أحمد، وسمع إلى جانب هذه الكتب ألف جزء حديثي، وحفظ جملة مستكثرة من المتون.

ويكفي عن الحفظ في هذا الوقت أن يراجع الجامع الصغير مرات، حتى تعلق أحاديثه بذهنه، بحيث يستحضر حديثاً منها إذا احتاج إليه، ويشتمل الجامع الصغير على نحو عشرة آلاف حديث، فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.

والمفيد رتبة استحدثت في القرن الثالث الهجري.

قال الحافظ الخطيب: حدثني محمد بن عبد الله، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، قال: موسى بن هارون سماني المفيد.

قال الذهبي: فهذه العبارة أول ما استعملت لقباً، في هذا الوقت، قبل الثلاثمائة [1]، والحافظ أعلى من المفيد، في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة اهـ.

وممن لقب بالمفيد سوى أبي بكر المذكور:

أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي المؤرخ، روى عن الطبراني وغيره، توفي سنة 382 هـ، اتهمه الخطيب بوضع حديث في فضل أهل الحديث.

قلتُ: لفظ الحديث المشار إليه: (إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر، فيأمر الله جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث، فيقول الله عز وجل: ادخلوا الجنة على ما كان منكم، طالما كنتم تصلون علي في دار الدنيا)، رواه الخطيب في التاريخ من طريق محمد بن يوسف الرقي: حدثنا الطبراني، ثنا الدبري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس رفعه به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير