تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[09 - 06 - 02, 08:44 م]ـ

(الحلقة الثانية)

قلت: بعد عرضنا لترجمته يتبين التالي:

1 ـ أنه من علماء الحديث الرحالين.

2 ـ أنه قضى زمنًا ليس باليسير في الترحال .. والسماع.

3 ـ أنه لقيا كبار عصره من المحثين في البلدان التي رحل إليها.

4 ـ تأثره ببعض شيوخه كالعقيلي.

5 ـ أنه صنف في علم الرجال والجرح والعديل .. وهو علم لا يقدم عليه إلا من له معرفة واسعة .. وحفظ وفهم .. وإلا زلت به القدم.

6 ـ جميع من تكلم فيه مجاهيل .. سوى القاضي ابن مفرج .. والمالقي .. وهذا إنما هو تبع لما نقله سابقوه.

7 ـ أن كلام القاضي ابن مفرج .. عمدة في دفع ما اتهم به من كذب وتشبيه ونحوه.

8 ـ أن ما ذكر فيه من جرح غير مفسر.

وما أوردته (أخي الفاضل) من كلام حوله قد رمي بمثله .. بل وأشد منه محدثين كثر .. ولم يقبل فيهم قول قائل .. لشهرتهم وإمامتهم .. وكمال معرفتهم.

ولو أننا قبلنا كل ما قيل في الرواة .. لم يسلم معنا أحد (فقل من سلم من الكلام) .. وقلما يسلم أحد من حاسد ومبغض .. خاصة إذا برز في بلده .. وتفوق على أقرانه .. وهذا الرجل خرج من الأندلس .. وهو بلد بعيد .. لا يخرج منه إلا من كان طلب الحديث والرحلة فيه شغله الشاغل .. ولم يخرج من ذلك البلد ويرحل إلا أفراد معدودين .. حتى أنك تعجب من بعض كبارهم .. الذين لم يؤدوا فريضة الإسلام .. لبعد الشقة. وقلة ذات اليد .. وعدم الأمن.

وقد لقي كبار المحدثين .. والأئمة أهل المعرفة والإتقان .. أهل الحديث بحق .. فأين كلامهم فيه!! ..

وظهر من ترجمته أنه من الأئمة الرحالين .. طوف كثيرًا من أصقاع الأرض .. وهذا لا يكون إلا في زمن مديد ليس بالسير.

وهو لا يعد من الرواة الذين يستكثرون بغير علم .. بل هو من أهل المعرفة والفهم ..

وهو بحق من الأئمة الذين لم تصلنا أخبارهم كما ينبغي .. (وإنما يعرفون من خلال آثارهم) ..

وما ذكر فيه من جرح ينحصر في ثلاثة أمور:

الأمر الأول: تكذيبه.

قال ابن الفرضي: ((سمعت من ينسبه إلى الكذب.

وسألت محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عنه فقال لي: لم يكُن كذابًا، ولكن كان ضعيف العقل)).

وهذا لم يحفظ لنا قائله .. وإحالة على مجاهيل .. فمنهم .. وما قيمتهم في وزن العلماء؟.

فقل لي بربك: هل يؤخذ بها النوع من الجرح؟!.

لا أظن أحدًا يأخذ به.

هاهو القاضي ابن مفرج الذي امتدحته (وهو أهل لما ذكرت فيه) .. دفع عنه هذه الفريه والتهمة .. (مع كلامه فيه) .. فدلَّ على علمه وإنصافه.

ولكن هل نستطيع أن نبرئه من حسد الأقران .. فلا يدانيه في بلده .. إلا مسلمة .. بل هو أعلى منه إسنادًا .. وأقدم منه رحلة .. وأقعد منه بعلم الرجال وأعرف.

فهل نقبل قوله فيه .. وهو ممن كان يدخل على المستنصر بالله .. وألف له عدة دواوين .. وولي له القضاء.

فهل مثل هذا من مذهب المحدثين؟!! نعم قد يُحتج علينا بأن المُستنصر كان ممن عرف بحسن السيرة .. والعناية بالعلم .. وتقريب أهله .. لكن انظر تعقبه لمسلمة فيما يأتي.

ونقول: هو سلطان .. مهما كان .. قد يدارا ويُداهن .. فكيف لو علمت أنه ممن وقع في مسلمة؟!!.

عندها غنِّ معي (غير ملوم):

إذا كان رب البيت للدف ضاربًا .... ... ...

وأنت ترى في هذا الزمان .. (وكل زمن) .. إذا غضب السلطان على أحد .. (وجدت من سارع في هواه) .. لينال .. ما ينال. (نسأل الله العافية).

يا أخي الفاضل (قد لاح لك بهذا) .. أن الرجل محسود .. ثم الكذب فيما ذا؟!! .. أين ما استنكر عليه؟! .. أين ما حفظ عليه من ذلك؟! ..

هذا كلام ألقى على عواهنه .. ولا تفسير له إلا ما ذكرنا (من الحسد) ..

وكتب محبكم يحيى العدل (إعادة) في 28/ 3/1423هـ

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[12 - 06 - 02, 12:25 ص]ـ

(الحلقة الثالثة)

الأمر الثاني: قول ابن مفرج: ((كان ضعيف العقل)).

هذا أيضًا كلام غير منضبط .. وجرح غير مفسر .. لا أعتدُّ به جرحًا فيمن دون مسلمة .. فما بالك في مثل مسلمة!! .. في كمال الفهم والمعرفة.

نعم هو عند البعض فيه إخلال بالمروءة .. وخوارم المروءة أمرها غير منضبط .. فما يكون خرمًا عند البعض .. قد لا يكون عند غيرهم كذلك.

ومن جرح بمثل هذا .. فجرحه غير مجمع عليه .. ومن ثم فلا أثر له على الرواية ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير