ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 07 - 02, 11:01 م]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل، أن يساهموا معنا في هذا الموضوع ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 07 - 02, 10:12 م]ـ
قال ابن سعد في الطبقات (7/ 158): أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أبا هريرة يقول: (الوضوء مما غيرت النار)، قال: فقال الحسن: لا أدعه أبدا.
قال أبو حاتم الرازي –كما في المراسيل (ص34) -: قال بعضهم عن الحسن حدثنا أبو هريرة!!! قال ابن أبي حاتم: إنكارا عليه أنه لم يسمع من أبي هريرة. اهـ
قلت: فلعل محمد بن عمرو الليثي وهم في ذكر صيغة السماع (سمعت)، والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 07 - 02, 12:53 ص]ـ
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالي في شرحه لمسند أحمد (12/ 109) (ح 7138): وأكثر هذه الروايات (قلت أبو نايف: في عدم سماع الحسن من أبي هريرة) منقول في التهذيب في ترجمة الحسن وهي عندي أقوال مرسلة علي عواهنها، يقلد فيها بعضهم بعضاً، دون نظر إلي سائر الروايات التي تثبت سماعه من أبي هريرة، ودون نظر إلي القواعد الصحيحة في الرواية:
فإن الراجح عند أهل العلم بالحديث: أن المعاصرة كافية في الحكم بالاتصال إلا أن يثبت في حديث بعينه أن الراوي لم يسمعه ممن روي عنه، أو يثبت أنه كثير التدليس.
والمتشددون - كالبخاري - يشترطون اللقي، أي أن يثبت أن الراوي لقي من حدث عنه، ولو أن يثبت ذلك في حديث واحد.
فإذا ثبت اللقي حمل سائر الروايات علي الاتصال، إلا أن يثبت أيضاً في حديث بعينه عدم سماعه.
وأن الراوي الثقة، إذا قال في روايته " حدثنا " أو " سمعت " أو نحو ذلك - كان ذلك قاطعاً في لقائه من روي عنه، وفي سماعه منه، وكان ذلك كافياً في حمل كل رواياته عنه علي السماع، دون حاجة إلي دليل آخر، إلا فيما ثبت أنه لم يسمعه. وهذا شيء بديهي، لأن الراوي إذا روي أنه سمع من شيخه مصرحاً بذلك ولم يكن قد سمع منه، لم يكن راوياً ثقة، بل كان كذاباً لا يؤتمن علي الرواية.
أما معاصرة الحسن لأبي هريرة فما أظن أن أحداً يشك فيها أو يتردد، فأبو هريرة مات سنة 57، وكانت سن الحسن إذ ذاك 36 سنة.
وأما من ادعي أن الحسن لم يلق أبا هريرة، فأني له أن يثبت ذلك!! وهو إنما يجزم بنفي مطلق، تنقضه الروايات الأخري الثابتة التي إذا جمعت ونظر فيها بعين الإنصاف، دون التكلف والتمحل، لم تدع شكاً في ذلك:
فروي ابن أبي حاتم في المراسيل (ص13) بإسناد صحيح (عن شعبة عن قتادة قال: قال الحسن: إنا والله ما أدركنا حتي مضي صدر أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم الأول. قال قتادة: إنما أخذ الحسن عن أبي هريرة، قلت له (القائل شعبة): زعم زياد الأعلم أن الحسن لم يلق أبا هريرة! قال: لا أدري).
وقتادة تابعي أيضاً، أصغر من الحسن مات بعده بسبع سنين وهو (من أعلم أصحاب الحسن) كما قال أبو زرعة. وقال أبو حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 2/135): أكثر أصحاب الحسن: قتادة، وأثبت أصحاب أنس: الزهري، ثم قتادة).
فهذا قتادة يجزم أن الحسن (إنما أخذ عن أبي هريرة) بكلمة عامة مطلقة، يفهم سامعها أن الحسن أخذ عن أبي هريرة العلم، لا أنه أخذ منه حديثاً واحداً أو أحاديث معدودة، وقتادة من أعلم الناس بالحسن، فأني تؤثر كلمة زياد بن حسان الأعلم، التي اعترض بها شعبة، بصيغة تشعر بالتمريض؟! ولذلك لم يجد قتادة جواباً إلا أن قال: (لا أدري)! لا يريد بذلك أنه يشك فيما عرف عن شيخه، إنما يشك فيما زعم زياد الأعلم، ويوحي باستنكاره، ومن فهم غير هذا فإنما يخطيء مواقع الكلام!
ثم قد جاءت روايات صحيحة، فيها تصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة، مجموعها لا يدع ارتياباً في صحة ذلك. وإن فرقها العلماء في مواضع، وحاول بعضهم أن يتأول ما وقع إليه منها، بما وقر في نفوسهم من النفي المطلق، حتي جعلوه جرحاً لبعض الرواة، كما صنع ابن حبان - فيما حكيناه عنه من قبل - في شأن (سالم الخياط).
ولكن الحافظ ابن حجر لم يستطع أمام بعض الروايات الثابتة إلا أن ينقض هذا النفي المطلق، بحديث واحد لم يجد منه مناصاً. فقال في التهذيب (2: 269 - 270) بعد ذكره ذاك الحديث: وهذا إسناد لا مطعن في أحد من رواته. وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة)
¥