فقد رمز المزّي في ترجمة عطية بن قيس بالرمز (خت) وقال (تهذيب الكمال 3961، 20/ 156): ((استشهد له البخاريّ بحديث واحد)). اهـ وهي ذاتُ العبارة التي استخدمها المزّي مع عدد من الرواة، منهم: مرجى بن رجاء، وزكريا بن خالد، وعيسى بن موسى غنجار، وحمد بن نجيح. ورمز له ابن حجر أيضاً بالرمز (خت) وقال في ترجمته (تهذيب التهذيب 419، 7/ 203): ((البخاريّ في التعاليق)). اهـ
ومِمَّا يدلّ على أنّ المزيّ لا يرى الحديث موصولاً، أنه في ترجمة أبي عامر الأشعري لم يضع حتى رمز تعليق البخاري! بل اكتفى برمز الترمذي (ت)، ثم قال في آخر الترجمة (تهذيب الكمال 7463، 34/ 12): ((وأخرج البخاري تعليقاً وأبو داود من حديث عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخمر والحرير" الحديث. وقد كتبناه في ترجمة عطية بن قيس)). اهـ وكذا فعل المزي في ترجمة أبي مالك الأشعري فلم يضع رمز تعليق البخاري أيضاً! ثم ثال في آخر الترجمة (تهذيب الكمال 7598، 34/ 245): ((استشهد البخاري بحديث عبد الرحمن بن غنم عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري)). اهـ
ففيه أنّ المزّي لم يُثبت حديث المعازف لا عن أبي عامر الأشعري ولا أبي مالك الأشعري، فلم يضع رمز تعليق البخاريّ لا هنا ولا هنا! ونصّ صراحةً على أنّ البخاري إنما "استشهد" بالحديث لا أنه احتجّ به. وهذا صريحٌ في أنّ حديث المعازف عند المزّي ليس على شرط البخاريّ.
وكون هذا الحديث ساقه البخاريّ مساق الاستشهاد لا الاحتجاج متسقٌ مع قول ابن حجر في الفتح (5/ 3) بعد أن تكلّم في إخراج البخاريّ لأبان بن يزيد العطار استشهاداً: ((ونظيرُه عنده حماد بن سلمة، فإنه لا يخرج له إلا استشهاداً. ووقع عنده في الرقاق: "قال لنا أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة". وهذه الصيغة - وهي "قال لنا" - يستعملها البخاريّ، على ما استُقرئ مِن كتابه، في الاستشهادات غالباً، وربما استعملها في الموقوفات)). اهـ قلتُ: والبخاريّ لم يَذكر في حديث المعازف إلا "قال" فقط وليس "قال لنا"، وفي هذا دلالة على أنها للاستئناس لا للاحتجاج، لا سيما وهو لم يصل الإسناد في موضع آخر من صحيحه.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:16 ص]ـ
ماشاء الله
لماذا تقوم بتلوين الكلمات هكذا:) أحسن الله إليك وبارك فى عمرك وزادك علما
===========
مبدأيا اخى الحبيب " أتقول أن الحديث ضعيف؟ " أم أنه ليس على شرط البخارى فقط؟ أو ان البخارى علقه؟
ثم أكمل كلامى بإذن الله
==========
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:35 م]ـ
ورواية مالك بن أبي مريم: لا ينبغي أن يعقد الباحث مقارنة بينها وبين رواية عطية! لأن مالكًا شيخًا مجهول الحال، غائب الأحوال!؟ بارك الله فيك ..
الذي عقد المقارنة ابتداءً هو الإمام البخاريّ نفسه، إذ قال في تاريخه: ((وإنما يُعرف هذا عن أبي مالك الأشعري)) ثم ساق حديث مالك بن أبي مريم بلا شكّ في اسم الصحابيّ. وإلى هذا جنحَ ابنُ حجر حين قال في الفتح (10/ 53): ((ومنها ما لا يورده في مكان آخر مِن الصحيح، مثل حديث الباب فهذا مِمّا كان أشكل أمره عليّ. والذي يظهر لي الآن أنه لقصورٍ في سياقه، وهو هنا ترددّ هشام في اسم الصحابي. وسيأتي مِن كلامه ما يشير إلى ذلك، حيث يقول: إن المحفوظ أنه عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، وساقه في التاريخ من رواية مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم كذلك)). اهـ
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:58 م]ـ
ماشاء الله
لماذا تقوم بتلوين الكلمات هكذا:) أحسن الله إليك وبارك فى عمرك وزادك علما
أعزّك الله ورفع درجاتك ومَتّعك بالنظر إلى وجهه الكريم ..
وإنّني لأستعين بتلوين الكلمات في إبراز ما أجده مهماً، زيادةً في الإفصاحِ عمّا أدلِّل عليه. وكذا تلوين النقول وأقوال العلماء التي أقتبسها وفصلها عن كلامي حتى لا يقع اللبس.
مبدأيا اخى الحبيب " أتقول أن الحديث ضعيف؟ " أم أنه ليس على شرط البخارى فقط؟ أو ان البخارى علقه؟
ثم أكمل كلامى بإذن الله
¥