قال أبو الفضل وهذا حديث لا أصل له عندنا من حديث شعبة وإنما يعرف من حديث سعيد بن أبي عروبة). انتهى.
قال أبو مسعود الدمشقي في كتاب الأجوبة (ص/286، رقم/19): قال أبو الحسن: وأخرج أيضاً عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأجراس. وقال: ليس هذا عند شعبة، إنما هو سعيد، كتبه بخطه، وبيَّض بين سعد والنبي.
قال أبو مسعود: وهذا حديث لم يخرجه مسلم أصلاً بحال، وقد أخرج هذا الباب في كتاب " اللباس " فأخرج حديث سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس).
وأخرج في عقبه حديث العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم " الجرس من مزامير الشيطان ".
وأخرج في عقبة حديث أبي بشير الأنصاري رضي الله تعالى عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا تُبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت).
هذا جميع ما في الباب. ولم يخرج حديث قتادة، عن زرارة بحال لا في هذا الموضع، ولا في غيره من الكتاب.
قال أبو مسعود: وهذا حديث اختلف فيه على قتادة:
فرواه محمد بن بكر، وخالد بن الحارث، وغندر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد، عن عائشة.
وتابع الجماعة سعيد بن بكير، عن قتادة في إسناده مثله.
ورواه الأنصاري، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، أنبا أبو عمرو بن حمدان، أنبا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا سعيد، عن قتادة [عن زرارة]، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: (لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس).
ورواه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة تابع فيه الأنصاري، عن سعيد، ووقفه العقدي، عن هشام، وأسنده عبد الصمد، عن هشام). انتهى.
وقد تعقبه علي بن المفضل في كتابه (الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين) (ص/443) -حيث نقل عن الحافظ السلفي بيانا لما ذكره الدارقطني سابقا من نسبته لصحيح مسلم-: (قال الشيخ أمده الله بتوفيقه: قال لنا الحافظ السِلفي: يحتمل أن هذا الحديث يعني حديث غندر عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن النبي صلى الله عليه وسلم كان في كتاب مسلم فأسقطه مثل ما فعل في غيره، وإلى هذا أشار الدارقطني.
والعذر عنه أن يقال ((سعيد)) قد يتصحف ((لشعبة)) من حيث الكتابة، خصوصا وقد اشتركا في قتادة، وروى غندر عنهما جميعا، ولعله كان في كتاب مسلم القديم الذي كتبه عن شيخه مُشْكلا غير مشكول، فذهب عليه حالة نقله إلى تخريجه، إذا الغالب على غندر الرواية عن شعبة، فحين نظر-رحمه الله- إلى الاختلاف الذي فيه على قتادة أسقطه من ((صحيحه)) ثم لم ينعم النظر فيه مرة أخرى، كما فعل في غيره من الأحاديث المنقحة، فبقي مشكولا على حاله، والحق مع الدارقطني، إذ حكى ما رأى، والله أعلم.
قال الشيخ أيده الله: انتهى كلام السِلفي، ولا نظن بالدارقطني بعد أن قال هكذا كتبه ((بخطه)) يعني مسلما إلا وقد وقف عليه كذلك، وتحقق أنه خطه، اللهم إلا أن يكون رآه في النسخة القديمة التي أسقط منها ما أسقط، ولم يتأمل الجديدة التي ليس هو الآن فيها، كما ذكره أبو مسعود، فلا يصح النقد عليه فيما تنبه فأسقطه، والله أعلم.
وقد تقدم قول الخطيب أبي بكر أن أبا مسعود لم يحدث إلا بشيء يسير). انتهى.
4) (رقم/29) قال: ووجدت فيه عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد العمري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أبتلى عبدي المؤمن فإن لم يشكني إلى عواده= أطلقته من أسار علته، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم ليأتنف العمل).
قال أبو الفضل: وهذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد المقبري عن أبيه، وعبدالله بن سعيد شديد الضعف؛ قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أحدا أضعف من عبدالله بن سعيد المقبري، ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وهو حديث يشبه أحاديث عبدالله بن سعيد).
¥