قلت: يظهر ان مستند القائلين ان بقي بن مخلد لايروي الا عن ثقة، ومنهم الحافظ ابن حجر هو هذا الكلام الذي قاله ابن حزم او مانقله عن بقي نفسه مغلطاي إذ قال في (إكمال تهذيب الكمال): «وفي تاريخ قرطبة: قال بقي: كل من رويت عنه فهو ثقة» (5).
وصرح بكون بقي لا يروي الا عن ثقة عنده الحافظ ابن حجر في عدة مواضع من تهذيب التهذيب منها تراجم أحمد بن جواس الحنفي وأحمد بن سعد بن أبي مريم وأيوب بن محمد بن أيوب الهاشمي وعبد الله بن عمر بن عبد الرحمن وعصمة بن الفضل النميري، وكذلك العلامة المعلمي اليماني في التنكيل (ص305 و 697).
ولكن روى بقي عن جماعة من التالفين الساقطين منهم جبارة بن المغلس الحماني ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطي.
(((بكير بن عبد الله بن الأشج)))
قال ابن حجر في ترجمته من التهذيب: «وقال أحمد بن صالح المصري إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل عنه فهو الثقة الذي لا شك فيه».
وقال المعلمي في التنكيل (2/ 123): «وعثمان بن الوليد ذكره ابن حبان فب الثقات وذاك لا يخرجه عن جهالة الحال لما عرف من قاعدة ابن حبان، لكن إن صحت رواية بكير بن الأشج عنه فإنها تقويه» ثم ذكر كلمة أحمد بن صالح ثم قال: «وهذه العبارة تحتمل وجهين:
الأول: أن يكون المراد بقوله (فلا تسأل عنه) أي عن ذلك المروي أي لا تلتمس لبكير متابعاً فإنه أي بكيراً الثقة الذي لا شك فيه ولا يحتاج إلى متابع.
الوجه الثاني: أن يكون المراد فلا تسأل عن ذلك الرجل فإنه الثقة، يعني أن بكيراً لا يروي الا عن ثقة فلا شك فيه، والله أعلم».
(((حريز بن عثمان)))
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (2/ 238 و172) و (4/ 137 و 309) و (6/ 284) وفي اللسان (2/ 438): «وقال الآجري عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات».
وقال ابن عدي في الكامل (2/ 453): «وحريز يحدث عن أهل الشام، عن الثقات منهم».
وقال الذهبي في الميزان (4/ 10843) في ترجمة ابن هانئ عن أبي أمامة: «لا يعرف، لكن شيوخ حريز وثقوا».
وذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/ 879) بضعة كليات في اطلاقها عنده نظر، منها قول أبي داود في مشايخ حريز بن عثمان (كلهم ثقات)، وقول أبي حاتم في مشايخ سليمان بن حرب (كلهم ثقات)».
وقال ابن المديني في عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أحد رجال أبي داود وابن ماجه: «مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان» (6).
وظاهر هذا أن ابن المديني لا يوثق شيوخ حريز بروايته عنهم.
(((الحسن بن سفيان)))
رأيته موصوفاً بأنه لا يروي إلا عن ثقة في كتاب لبعض المعاصرين؛ وأنا أستبعد صحة هذه الدعوى في حقه.
(((الحسن بن يسار البصري)))
قال العلائي في جامع التحصيل (ص90): «وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنه قال: إذا روى الحسن ومحمد – يعني ابن سيرين – عن رجل وسمياه فهو ثقة».
قال العلائي: «فيحتمل هذا أنهما كانا لا يرويان إلا عن ثقة عندهما سواء كان مسنداً أو مرسلاً، ويحتمل أن ذلك فيمن ذكراه بإسمه، فأما من أرسلا عنه فجاز أن يكون كذلك وأن يكون ضعيفاً، وهذا هو الأظهر وفيه جمع بين الأقوال كلها».
ويعني بالأقوال قول يحيى هذا وأقوال العلماء الذين ضعفوا مراسيل الحسن وذموها وكان العلائي قد سردها قبل كلمة يحيى بن معين، وهي قول ابن سيرين في الحسن وأبي العالية: (كانا يصدقان كل من حدثهما)، وقول أحمد بن حنبل –ووافقه جماعة من النقاد -: (ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد)، وقول أبي زرعة: (كل حديث قال فيه الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلاً إلا أربعة أحاديث).
وانظر ترجمة الشعبي الآتية في موضعها من هذا المبحث وقارن بين الروايتين عن ابن معين هذه والتي هناك.
(((سعيد بن المسيب)))
قال ابن حجر في ترجمة سعيد بن المسيب من تهذيب التهذيب (4/ 87): «وروى ابن منده في (الوصية) من طريق يزيد بن أبي مالك قال كنت عند سعيد بن المسيب فحدثني بحديث فقلت له: من حدثك يا أبا محمد بهذا؟ فقال: يا أخا أهل الشام خذ ولا تسأل فإنا لا نأخذ الا عن الثقات».
¥