تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - إذا كانوا جماعة وقفوا خلفه، (فإن وقفوا عن يمينه أو عن جانبيه صح، وإن وقفوا قدامه أو عن يساره لم تصح) وقد تقدم الكلام على هذا قريباً. فإن كانوا نساءً صلت إمامتهن في الصف وسطهن، (وكذلك إمام العُراة يقوم وسطهم) لأنه أستر له.

قال: (وإن اجتمع رجال وصبيان وخناثى ونساء قُدِّم الرجال ثم الصبيان ثم الخناثى ثم النساء) باتفاق العلماء.

قال: (ومن كبّر قبل سلام الإمام فقد أدرك الجماعة) لإدراكه جزءاً من الصلاة، واختار ابن تيمية رحمه الله تعالى أنها لا تُدرَك إلا بإدراك ركعة، وهو الأسعد بالدليل.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:15 م]ـ

(صلاة المريض)

شرع المصنف في الكلام على أهل الأعذار الذين يباح لهم التخلف عن الجمعة و الجماعة.

وبدأ بالمريض الذي يزيد القيام في مرضه، والأظهر: أن ذلك يشمل كل من يشق عليه القيام بسبب المرض، فالحكم في ذلك:

1 - أن يصلي قائماً، فإن لم يستطع:

2 - يصلي قاعداً، فإن لم يستطع:

3 - يصلي على جنب، فإن لم يستطع:

4 - يصلي مستلقياً على ظهره، رجلاه للقبلة ويرفع رأسه.

هذا ما يتعلق بالقيام، ويدل عليه حديث عمران بن الحصين t، وهو حديث متفق عليه.

أما إن عجز عن الركوع والسجود فإنه يومئ بهما، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.

قال المصنف: (وعليه قضاء ما فاته من الصلوات في إغمائه) وقد سبق الكلام على هذا.

وذلك إلحاقاً للمغمى عليه بالنائم؛ لأن المغمى عليه إذا أوقظ استيقظ، والإغماء وزوال العقل طارئ عليه كالنائم.

مسألة: يجوز للمريض الجمع بين الظهرين وبين العشاءين إن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها. فإن زال العذر بعد أدائه الصلاة الأولى منهما، فهل يصلي الثانية مجموعة معها، أم يؤخرها إلى وقتها؟ اشترطوا على المذهب: استمرار العذر حتى يشرع في الثانية من الصلاتين كما ذكر المصنف.

مسألة: من شروط الجمع: ألا يطول الفصل بين الصلاتين المجموعتين و حددوا ذلك بقدر الوضوء، ولعل الصواب: عدم اشتراط ذلك، والله أعلم.

ثم ذكر من باب المناسبة أن الجمع جائز أيضاً للمسافر الذي يباح له القصر.

ويباح الجمع أيضاً في المطر بين العشاءين خاصة دون الظهرين على المذهب، وخصوا العشاءين بذلك لأنهما في وقت الظلمة عادة، فيصاب الناس بالزَّلَق ويتأذون بالطين والوحل.

*فالخلاصة:أن الجمع يباح في الأحوال التالية:-

1 - للمريض الذي يشق عليه فعل كل صلاة في وقتها.

2 - للمسافر الذي يباح له القصر، وبالأخص إن احتاج إليه وجَدَّ في السير.

3 - حال المطر الذي يبل الثياب وتكون معه مشقة، بين العشاءين خاصة.

ونقل غيرُ واحدٍ الإجماعَ على أن الجمع لا يجوز لغير عذر.

*تنبيه مهم: لا يسقط فعل الصلاة أبداً ما دام العقل ثابتاً، ونجد بعض المرضى يتساهلون في ترك الصلاة راجين أن يقضوها بعد الشفاء، و في هذا خطر عظيم، بل عليهم أداؤها في أوقاتها على ما ذكر فيما سبق، وبالله تعالى التوفيق.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:02 ص]ـ

باب (صلاة المسافر)

ومشروعيتها ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى:} وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا {.

وسأل عمر t رسولَ الله r : ما بالنا نقصر وقد أَمِنّا، فقال: (صدقة تصدق الله سبحانه بها عليكم فاقبلوا صدقته). وفعله r الدائم في السفر دال على ذلك.

وانعقد الإجماع على مشروعيتها بحمد الله تعالى.

ولا زلنا في باب من أبواب: صلاة أهل الأعذار، إذ يباح للمسافر القصر، والجمع، والفطر في رمضان، وأداء النافلة على الراحلة حيثما اتجهت؛ لأن السفر قطعة من العذاب يمنع المرء نومه وقراره في الغالب الأعم.

مسألة1: حدد جمهور الفقهاء المسافة التي يجوز القصر واستباحة رخص السفر بتجاوزها، وهي كما ذكر المصنف: (16 فرسخاً)، والفرسخ يساوي: (3 أميال)، فيكون المجموع: (48 ميلاً)، وهي قرابة: (81 كيلو متر). ومال شيخ الإسلام إلى عدم اعتبار تحديد لمسافة القصر، إذ لم يثبت فيه نص ولا إجماع؛ فكل ما يطلق عليه اسم السفر فهو عنده سفر يقصر فيه ويترخص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير