و هذه مروية عن وائل بن حجر رضي الله عنه، و مدارها على عاصم بن كليب عن أبيه. رواها عنه جماعة بألفاظ متقاربة و هي عند أحمد (18891) و أبي داود (726 و 957) و النسائي (1159) و ابن خزيمة (713 – 714) و ابن حبان (1860 – 1945) و غيرهم.
ـ[زهير بني حمدان]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:13 م]ـ
الرجاء من الأخ الكريم بعد الانتهاء من هذه الفوائد إنزالها على وورد ولك كل الشكر
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:13 م]ـ
المبحث الثاني:
في الإشارة بالإصبع؛ و تحتمل معنى التحريك و غيره؛
أما تحريك الإصبع في التشهد فمما كثر اللغط حوله حتى زعم بعضهم أنه شاذّ، و ليس الأمر كذلك؛ لأن (زائدة) حافظ ثبت متقن و زيادته زيادة بيان و ليست زيادة منافاة. و يشهد لها ما رواه الثوري في " جامعه " عن أبي إسحاق السبيعي عن أربدة التميمي قال: " سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن تحريك الرجل إصبعه في الصلاة؟ فقال: ذلك الإخلاص ".
ورواه عن الثوري: عبد الرزاق في " مصنفه " (3244) و اللفظ له، و ابن أبي شيبة من طريق وكيع (29683)، و البيهقي من وجه آخر في " سننه " (2622).
وسنده حسن.
(أربدة): وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى له أبو داود وسكت عن حديثه، وصحح له الضياء في " المختارة "، وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب " (1/ 97): " التميمي المفسر صدوق من الثالثة ".
وهو مفسر مشهور، وهو من رواة التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وحكى أبو إسحاق السبيعي عنه أنه قال: " ما سمعت بأرض فيها علم إلا أتيتها ". رواه الإمام أحمد في " العلل " (1/ 157).
و في " مصنف " عبد الرزاق (3245): عن الثوري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: " تحريك الرجل إصبعه في الصلاة مقعمة للشيطان ".
و هذا إسناد رجاله رجال الشيخين و يشهد لما قبله، لأن مجاهداً صحب ابن عباس طويلا، و كذلك ابن عمر رضي الله عنهما، و قد روى الروياني في " مسنده " (1439) و البيهقي في " سننه " (2616) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " تحريك الإصبع في الصلاة مذعرة للشيطان ". قال البيهقي رحمه الله: تفرد به الواقدي و ليس بالقوي.
و حسبك أن الإمام مالك يقول بتحريك الإصبع في التشهد و هو مَن هو في تحري عمل أهل المدينة من التابعين و تابعيهم من الأئمة و العلماء.
و في حديث ابن عمر الذي سلف ذكره في بيان الهيئة الأولى، من رواية سفيان عن مسلم بن أبي عبد الرحمن قال: " وهي مذبة الشيطان لا يسهو أحد وهو يقول هكذا ". رواه الحميدي (680) و أبو يعلى (5635) و غيرهما.
و هذا ظاهر في معنى التحريك، لأن المذبة إنما تحرك ليطرد بها الذباب.
و أما نفي التحريك فورد في حديث عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه، انفرد بروايته حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن زياد عن محمد بن عجلان به.
أخرجه أبو داود (989)، و أبو عوانة (2019)، و البيهقي (2615)
و (حجاج) ثقة ثبت إلا أنه اختلط في آخر عمره. كذا في " التقريب " (1/ 153). و قد رواه عن ابن عجلان أئمة حفاظ منهم: يحيى بن سعيد القطان و ليث بن سعد و أبو خالد الأحمر، لم يذكر أحد منهم تلك الزيادة.
و رواه عن عامر: مخرمة بن بكير و عثمان بن حكيم، ولم يذكرا تلك الزيادة.
و (ابن عجلان) صدوق لا يحتمل تفرده.
و في " مصنف " ابن أبي شيبة (29695): حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام بن عروة " أن أباه كان يشير بإصبعه في الدعاء ولا يحركها ".
و هذا يشهد لما قبله و يقويه، و يغلب على الظن أن عروة أخذ ذلك عن أبيه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.
و في قوله " يشير ... و لا يحركها " بيان أن (الإشارة) إذا أُطلقت قد تحمل معنى التحريك، و إلا لما احتاج إلى نفيه.
و على كلّ، فإن التحريك و عدمه سواء، و المصلي مخير بين هذه الهيئة أو تلك، مع ترجيح التحريك لقوة حجته.
قال ابن عبد البر رحمه الله في " الإستذكار " (1/ 478): اختلفوا في تحريك أصبعه السبابة فمنهم من رأى تحريكها و منهم من لم يره. و كل ذلك مروي في الآثار الصحاح المسندة عن النبي - عليه السلام – و جميعه مباح و الحمد لله.اهـ
المبحث الثالث:
في وضع اليد اليمنى: و لها حالتان؛ إما البسط مع جعل باطنها إلى الأرض و ظاهرها إلى وجهه. و هذا يشهد له حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية عبيد الله عن نافع، الذي ذُكر في الهيئة الثانية. و يكون التحريك في هذه الحال من أعلى إلى أسفل.
و إما البسط مع نصب جانبها قبالة وجهه، أي يجعل جانبها الأيسر من فوق، و هو الذي جرى به العمل عند السادة المالكية. و يُستَأنس لهذه الحال بالأحاديث التي فيها التفصيل بعقد الأصابع، إذ لا يتأتى رؤية ذلك عادة و الكف مبسوطة ظهراً على بطن. و يكون التحريك في هذه الحال يميناً و شمالاً.
¥