و قال إسحاق: ينهض على صدور قدميه و يعتمد بيديه على الأرض، فإن لم يقدر أن يعتمد على يديه وصدور قدميه، جلس ثم اعتمد على يديه وقام. اهـ
قلت: و على هذا يحمل ما نقله الترمذي عنه من أنه كان يجلسها، يعني عند الحاجة.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:18 م]ـ
و من (تحريك الإصبع في التشهد)
• قوله رحمه الله (ص: 158): و " كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها "
و " كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى "
وتارة " كان يحلق بهما حلقة "
و " كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ".اهـ
قلت: في هذه الفقرة مباحث عدة:
المبحث الأول:
في هيئات التشهد؛ و هي بالإستقراء خمسة:
الهيئة الأولى:
" كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ".
هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما من رواية مسلم بن أبي مريم، رواه مالك في " الموطأ " و من طريقه الشافعي في " مسنده " و مسلم في " صحيحه.
و تابع مالكاً يحيى بن سعيد عند أبي يعلى، و خالفهما (وهيب) عند أبي عوانة فقال: " على ركبته " بدل " فخذه "، و (وهيب) قد تغير.
و رواه إسماعيل بن جعفر كلفظ مالك إلا أنه قال: " وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام في القبلة ورمى ببصره إليها أو نحوها ". أخرجه النسائي (1160)
و رواه سفيان بن عيينة عن مسلم كلفظ مالك، أخرجه عنهما معاً؛ عبد الرزاق في " مصنفه " (3048). و عن سفيان وحده ابن خزيمة (712) من طرق ثلاث، لفظهم كلفظ عبد الرزاق إلا أن (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) قال: " وعقد أصبعين وحلق الوسطى ". و لا شك في شذوذ هذه الرواية أو نكارتها. فـ (سعيد) هذا قال عنه النسائي كما في (تهذيب التهذيب 4/ 49): " ثقة. وقال مرة: لا بأس به " و هذا يعني التوقف فيما ينفرد به حتى يوجد له متابع، و هنا قد خالف من هم أحفظ و أكثر عدداً.
الهيئة الثانية:
" كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها [يلقمها]، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليه ".
هذه عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً، من رواية عبيد الله عن نافع. أخرجها مسلم (580/ 114) و أبو عوانة (2014) و الزيادة له.
و إلقام الركبة بسط الكف عليها و كأنه يمسكها، من غير قبض.
الهيئة الثالثة:
" كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبتيه اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى و عقد ثلاثة وخمسين وأشار بالسبابة ".
و هذه أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما من رواية أيوب عن نافع. أخرجها مسلم في " صحيحه " (580/ 115) و البيهقي في " سننه " (2610).
و عقد ثلاثة و خمسين صورته أن يعقد الخنصر والبنصر والوسطى ويرسل المسبحة ويضم الابهام ممدودة إلى أصل المسبحة.
الهيئة الرابعة:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بإصبعه السبابة ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته ".
و هذه الهيئة مروية عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه من طريق ابنه عامر، رواها عنه عثمان بن حكيم عند مسلم (579/ 112) و محمد بن عجلان.
و رواها عن ابن عجلان: أبو خالد الأحمر عند مسلم (579/ 113) و اللفظ له.
و يحيى بن سعيد عند أحمد (16145) و النسائي (1275) بزيادة " لا يجاوز بصره إشارته ".
و الليث بن سعد عند مسلم (579/ 113) و لم يذكر لفظه، و البيهقي (2612) بلفظ: " وضع يده على ركبته ".
و مثلها رواية مخرمة بن بكير عن عامر عند النسائي (1161) و لفظها: " يضع يديه على ركبتيه ". و ما ذكرنا من رواية ابن عجلان و عثمان بن حكيم أصح لزيادة البيان فيها، و الله تعالى أعلم.
الهيئة الخامسة:
" ووضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض خنصره والتي تليها وجمع بين إبهامه والوسطى ورفع التي تليها يدعو بها ".
¥