تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن خزيمة في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ملبٍ يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله، من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا، يعني-عن يمينه وشماله-"، وينشُطُ في تلبيته مع تجدد الأحوال وتقلب الليل والنهار وكلما هبط واديا أو علا مرتفعا أو التقى برفاق أو نزل منزلاً أو تلبَّس بمحذور ناسياً، ويبقى على تلبيته حتى يدخل الحرم فيقطع التلبية حينئذ، ويرجع إليها إذا أهل بالحج في اليوم الثامن، وأما القارن والمفرد فيرجعان إلى التلبية بعد فراغهما من طواف القدوم والسعي ويستمران في ذلك حتى يرميا جمرة العقبة في اليوم العاشر.

*وإن تيسر للحاج أن يغتسل قبل دخول مكة فعل متبعا للسنة في ذلك، فإن نوى هذا الغسل مع غسل الإحرام فله أجره إن شاء الله لتقارب الوقت بين الإحرام ودخول مكة اليوم؛ خاصة فيمن يحرم من قرن المنازل أو يلملم أو ذات عرق، ثم يأتي البيت ويضطبع عندما يبدأ الطواف بالبيت فيكشف منكبه الأيمن ويلقي طرفي ردائه على منكبه الأيسر فيغطيه، ويستمر بالاضطباع حتى ينهي الطواف كاملا، ثم يغطي كتفيه، ولا يُشْرَعُ الاضطباع في شيء من مناسك الحج والعمرة إلا في هذا هذا الطواف وهو طواف العمرة للمتمتع والمعتمر أو طواف القدوم للقارن والمفرد، ويأتي الحجر الأسود عند البدء بالطواف فيقبله ويستلمه ويلتزمه إن استطاع، وإلا فإنه يستلمه بيده ويقبل يده، فإن عجز استلمه بشيء يكون في يده من عصا ونحوها ويقبل العصا، وإلا فإنه يشير إليه بيده ويكبر، وتكون إشارته بيدٍ واحدة لا بكلتا يديه كالمكبِّر للصلاة، ولا يقبِّلُ يدَه حينئذ، ومن أصابه شيء من طيب الحجر أو الركن عند استلامهما فليمسحه وليمطه عنه ما استطاع.

*ويحاذي الحجر الأسود، لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، ويقول: (الله أكبر) وثبتت زيادة التسمية مع التكبير عن ابن عمر رضي الله عنه والاقتصار على التكبير أولى لا يزيد معه شيء، ثم يطوف بالبيت سبعاً جاعلاً البيت عن يساره ويمضي عن يمينه، ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود، والرَّمَلُ: هو إسراع المشي مع مقاربة الخطا وهزِّ المنكبين من غير وثْبٍ، ويمشي في باقي الأشواط، وإن فاته الرَّمَلُ في الأشواط الثلاثة الأولى أو بعضها فإنه لا يقضيه في الأشواط المتبقية، ولا يرمل إلا في الطواف الذي يضطبع فيه وهو طواف العمرة أو القدوم، ويكون طوافه خارجَ الحِجْر لأن الحِجْر بعضُه من البيت، والأولى أن يدنو من البيت في طوافه، ولكن إن كان لا يمكنه الرَّمَلُ قريبا فيبعد حتى يتمكن من الرَّمَل، ويحرص على الطهارة للطواف، فلا يطوف إلا متطهرا وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الوضوء قبل بدئه بالطواف كما ذكرته أمُّنا عائشة رضي الله عنها، والطهارة من النجس والحدثين شرط لصحة الطواف عند أكثر أهل العلم، وليحرص كل من الرجل والمرأة على ستر العورة في الطواف، لأن ستر العورة شرط لصحة الطواف، وإن طاف حول البيت على سطح المسجد فلينتبه إلى عدم النزول إلى المسعى أثناء الطواف فإن المسعى ليس من المسجد وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الطواف بالبيت خارج المسجد الحرام غير مجزيءٍ.

*ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، ويقرأ القرآن إن أحب كل ذلك بهدوء ومن غير رفع صوت حتى لا يشوش على الطائفين، ويُقلُّ من الكلام فيما سوى ذلك فإن الطواف بالبيت صلاة،ولا يلتزم أدعية خاصة أثناء الطواف مما لم تأت به سنة نبوية، خصوصا أنها ُتعيِّنُ دعاءً لكلِّ شوط، وإنما يدعو بما فتح الله عليه، ومما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف:" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" يدعو بها بين الركن اليماني والحجر الأسود، وهذا دعاء جليل يكثر منه المسلم في كل أحواله، وفي عامة مناسك الحج والعمرة، وهو دعاء حث عليه القرآن في أثناء أداء مناسك الحج والعمرة، وكان من أكثر دعاء النبي ? في الحج وخارج الحج، ويستلم الطائف الركن اليماني في كل شوط إن استطاع، فإن لم يستطع فلا يشير إليه، وكذا لا يقبل الركن اليماني، فإذا عاد إلى الحجر الأسود فإنه يقبله ويستلمه في كل شوط إن تمكَّن، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً"، فإن عجز عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير