تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه وسلم، وإنما يكون مفطرا ليتقوى على الدعاء في عرفة و أعمال هذا اليوم، وبوقوفه هذا يكون قد أدرك الحج، فإن فاته الوقوف قبل المغرب فإنه يقف ولو للحظات من غروب شمس اليوم التاسع إلى طلوع فجر يوم النحر.

* فإذا غربت الشمس بدأ الحاج بالإفاضة من عرفات، متوجها إلى مزدلفة، وعليه السكينة من غير مزاحمة وإيذاء، فإذا وصل إلى مزدلفة بادر إلى الأذان وأداء صلاة المغرب و العشاء جمعا وقصرا للعشاء بأذان وإقامتين في وقت العشاء، ولا يشتغل قبل صلاته بجمع حصى الجمار وغير ذلك، وإن خشي الحاج أن يتأخر وصوله إلى مزدلفة إلى ما بعد نصف الليل فإنه يبادر ويصلي صلاة المغرب والعشاء في طريقه قبل انتصاف الليل ولو عدم الماء فإنه يتيمم، ثم يصلي الوتر ثم ينام في مزدلفة حتى يصبح، وأما ضعفة النساء والصبيان ومن يرافقهم من أهلهم أو ممن هم في الحافلة معهم ويخشى العنت بنزوله من الحافلة ومفارقة الحملة، فإنهم يأتون المشعر الحرام للدعاء والتهليل والتحميد من الليل إن أرادوا التعجل من مزدلفة بليل، فإن لهم الخروج من مزدلفة عند غيبوبة القمر، أي بعد مضي ثلثي الليل تقريبا ويتوجهون إلى منى ويرمون جمرة العقبة بمجرد وصولهم ويواصلون أعمال يوم النحر من حلق وطواف وسعي.

* وأما الأقوياء فالأولى بهم أن يبيتوا بمزدلفة حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فإنهم يصلون الفجر بمجرد طلوع الفجر، ثم يتوجهون إلى المشعر الحرام، وُبني عليه اليوم مسجد مزدلفة، فيستقبل القبلة ويدعو الله ويحمده ويكبره ويهلله، فإن لم يتيسر له إتيان المشعر الحرام، جلس من مزدلفة في أي مكان يتيسر له ودعا وذكر الله فجَمْعٌ -أي مزدلفة- كلها موقف، ولا يزال كذلك حتى يُسْفِرَ جداً.

* ثم يبدأ بالتوجه من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس مخالفة للمشركين، ويشتغل أثناء سيره بالتلبية ويلقط سبع حصيات صغار بحجم الأنملة أو أصغر لرمي جمرة العقبة، ولا يغسلها ولا يشتغل حينئذ بجمع الحصى لأيام الرمي كلها فليس هذا من السنة، فإذا جاء جمرة العقبة، جاءها من جنب واستقبل الجمرة وجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه، ورماها بسبع حصيات متتاليات يكبر مع كل حصاة، ويجزئ الرمي بوقوع الحصى في الحوض ولو لم تصب الشاخص، وكذا يجزئه الرمي لو وقعت الحصاة في المرمى ثم طارت منه، و يقطع التلبية إذا بدأ بالرمي ويشتغل بالتكبير، ووقت رمي الجمرة الكبرى في اليوم العاشر من ليلة يوم النحر بعد الدفع من مزدلفة إلى طلوع فجر اليوم الحادي عشر.

* ثم يتوجه إلى المنحر، فينحر ما كان معه من الهدي من إبل أو بقر أو غنم، وعليه أن يراعي سلامتها من العيوب وبلوغها السن المحدد في الأضاحي، ويحرص على الأكل منها، ويجتهد في توزيعها على الفقراء أيضا، وإن علم أنه سيعجز عن نحرها وتوزيعها على الوجه الأكمل فإنه يوكِّل من يقوم بذلك وتتولاها شركات أمينة توصل هذه الهدايا إلى المستحقين على الوجه الأكمل، ويكون النحر بمنى، فإن نحر بمكة فلا بأس، فمنى كلها منحر وكل فجاج مكة طريق ومنحر.

* ثم يحلق رأسه أو يقصره، والحلق حينئذٍ أفضل باتفاق العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة، ويبتديء بجانب رأسه الأيمن، وليس على النساء حلق إنما على النساء تقصير، فتجمع المرأة شعرها وتقصره قدر أنملة، وحينئذ يتحلل الحاج سواء كان قارنا أو مفردا أو متمتعا التحلل الأول وهو ما يسمى بالتحلل الأصغر، ويحل له كل شيء إلا النساء.

* ثم يتوجه إلى مكة للطواف، وهو طواف الإفاضة ويسمى طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج، ويطوف على الصفة التي تقدم ذكرها في طواف العمرة، غير أنه لا يضطبع في طوافه هذا ولا يرمل، ويصلى خلف المقام كما تقدم.

* ثم يأتي المسعى فيسعى بين الصفا والمروة على الصفة المتقدمة في سعي العمرة، وهذا السعي ركن على المتمتع، أما القارن والمفرد، فإن سعيا عند قدوم مكة مع طواف القدوم، فلا يسعيان مرة أخرى في يوم النحر، ويكونان مؤديان لركن السعي، وبعد طوافه هذا وسعيه يتحلل التحلل الأكبر، ويحل للمحرم كل شيء حتى النساء.

* ويشرب من زمزم ويرتوي منه كما تقدم، ويحمل معه منه إن شاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير