الفوائد من القواعد من شرح نظم الفرائد البهية للشيخ الحازْمي حفظه الله تعالى الدرس 1
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه أما بعد: فإنه لما تشعّب عليّ العلم و خشيت من مضلة الفهم زبرت ببناني هذه الورقات من شرح نظم الفرائد البهية في القواعد الفقهية للعلامة السيّد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل المتوفى سنة 1053 و قد شرحها الشيخ: أحمد بن عمر الحازْمي حفظه الله تعالى و لما كان العلم إذا عمّم نفع أحببت نفع المستفيد و إفادة الراغب في التفقه و جعلتها على شكل مذكرات في الدروس كلها إن شاء الله و لا يزال الشيخ حفظه الله تعالى مستمرا في شرح هذا السفر المبارك وفقه الله لإتمامه و الله أسأل و عليه ثقتي و هو المعوّل أن ينفع الكاتب و المستفيد منه كما نفع ناظمه و شارحه إنه جواد كريم و الحمد لله رب العالمين و هذا هو الدرس الأول:
الدرس الأول:
1 - القواعد الفقهية تمكّن من اكتساب الملكة الفقهية و تزيد على دراسة الفقه بالطريقة التفصيلية لأنها تعين على تخريج المسائل الحادثة و النوازل المعاصرة و من أهمّ ما يهتمّ به الطالب القواعد الخمس الكليّة.
2 - منظومة الفرائد البهيّة اختصر فيها ناظمها الأشباه و النظائر للسيوطي رحمه الله تعالى و قد لخّص الناظم الكتاب فذكر في نظمه الأبواب الثلاثة من الكتاب الأصل و هي: الباب الأول: القواعد الخمس.
الباب الثاني: القواعد المتفق عليها بين الفقهاء.
الباب الثالث: القواعد المختلف فيها.
3 - شُرِحَ النظم بعدّة شروح منها: المواهب العليّة ليوسف الأهدل و منها المواهب السنيّة لعبد الله بن سليمان الجرهزي اليمني الشافعي المتوفى سنة 1210 هـ و على هذا الشرح حاشية للفاداني.
4 - و إنما وقع الإختيار على هذا النظم و إن كان نصف ألفية لأن علم القواعد الفقهية مما لا يحتاج فيه إلى تدرّج و الله أعلم و ذلك لأن القواعد في كل المصنّفات تكون نفسها فإذا انتهيت من دراسة هذا الكتاب فاقرأ ما شئت من كتب القواعد.
5 - كتاب الأشباه و النظائر للسبكي فيه نَفَسٌ أصولي بخلاف الأشباه و النظائر للسيوطي فهو أسهل لأنه سلك فيه نَفَسَ الفقهاء.
6 - القواعد الفقهية: مركّب توصيفي فلا يفهم إلا بعد معرفة مفرداته و المركّب التوصيفي مفرداته: موصوف و صفته فالموصوف هو القواعد و الصفة هي: الفقهية بخلاف أصول الفقه فهو مركّب إضافي: مضاف و مضاف إليه على المشهور عند النحاة.
7 - تعريف القاعدة لغة: القواعد: جمع من جموع الكثرة و جموع الكثرة تبدأ من الثلاثة فما فوق على الصحيح من قولي الأصوليين و جمهور العلماء على أن أقل الجمع في الكثرة هو إحدى عشر و هنا ينبغي أن يتنبّه إلى أن الإصطلاحات حادثة عن الحدود اللغوية فلابد من معنى لغوي لوحظ في المسميات فنقل أما الحدّ اللغوي: فتدور مادة (ق ع د) حول معنى: الإستقرار و الثبات قال ابن فارس في المقاييس:" و هو أصل مطّرد منقاس لا يخلف دون زيادة و هو يضاهي الجلوس " و هل هو مرادف للجلوس؟ هذا مبنيّ على الترادف هل يسلّم به في اللغة أم لا؟ خلاف بين أهل اللغة و قد فرّق بعض أهل اللغة بين القعود و الجلوس فقال: القعود من اضطجاع و الجلوس من قيام و منه سمّي "شهر ذو القعدة " لأنه الشهر الذي كانت العرب تترك فيه الأسفار و في ذلك معنى الثبوت و الإستقرار.
و القواعد في اللغة هي: الأسس قال الزجّاج: القواعد: أساطين البناء التي تعضّده.
8 - القاعدة اصطلاحا: " قضيّة كليّة تنطبق على جزئياتها و تعرف أحكامها منها " و لنشرع في بيان هذا التعريف فنقول:
- أما القضية: فالقضية في اصطلاح المناطقة: قول يحتمل الصدق أو الكذب لذاته و مرادهم بالقول: المركّب الإسنادي التام خلافا للنحاة فهو يشمل عندهم المفرد و المركّب.
- الكلية: المراد بها القضية المحكوم على جميع أفرادها و ليس المراد بها ما كان موضوعها كليّا.
- " المنطبقة على جميع جزئياتها " هذا إيضاح لا احتراز و لو قيل أن القاعدة هي: الأمر الكلي لكان جامعا مانعا.
¥