تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:16 ص]ـ

والخُلف إن يكن فخذ بالأسهل .............................. في النحو لا في غيره في الأفضل

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:18 ص]ـ

الفتاوي النحوية:

لقد تطور أمر المناكفات فاتخذ شكل فتاوي نحوية لزداد الأمر تعقيدًا ومن أمثال ذلك ما تقول السادة النحويون أحسن الله توفيقهم في قول العرب يا أيّها الرجُل هل ضمة الرجل ضمة إعراب وهل الألف واللام فيه للتعريف؟

فكان جواب المكني بأبي نزار:

الضمة ضمة بناء وليست ضمة إعراب، لأنّ ضمة الإعراب لابدّ من عامل يوجبها إذ لا عامل هنا يوجب هذه الضمة والألف واللام ليست هنا للتعريف ... والصحيح أنها دخلت بدلاً من ياء، وأيّ وإن كان منادى فنداؤه لفظيٌّ، والمنادى على الحقيقة هو الرجل، وجاءت إجابة الشيخ أبي منصور موهوب ابن أحمد: "ضمة اللام ضمة إعراب ولا يجوز أن تكون ضمة بناء ومن قال ذلك فقد غفل عن الصواب وذلك أن الواقع عليه النداء أي المبني على الضم لوقوعه موقع الحرف والرجل وإن كان مقصودًا بالنداء فهو صفة أي محال أن يبنى أيضًا لأنه مرفوع رفعًا صحيحًا، ولهذا أجاز فيه أبو عثمان النصب على الموضع كما يجوز في يا زيد الظريف .. والألف واللام فيه للتعريف.

قال بن الشجري: الجواب والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب أن ضمة اللام ضمة إعراب لأن ضمة المنادى المفرد (المعرفة) لها باطراد منزلة بين المنزلتين فليست كضمة حيث لأن ضمة حيث غير مطردة وذلك لعدم اطراد العلة التي أوجبتها ولا كضمة زيد نحو خرج زيد لأن هذه حدثت بعامل لفظي (وذكر هنا كلامًا كثيرًا استغرق صفحة كاملة في التعليل والاسترسال) إلى أن يقول والألف واللام هنا لتعريف الحضرة كالتعريف في قولك جاء هذا الرجل (12).

هذا ولم تقف المناكفات وإنما أمتدت إلى الأدباء والشعراء وغيرهم فتصدى أولئك للنحاة وعلمهم فنالوا منهم على طرائق مختلفة. وهذه نماذج من ذلك فيما بينهم كأصحاب صناعة وفيما بينهم وبين الشعراء والأدباء وغيرهم.

فمما جاء في ذلك ما وراء صاحب نزهة الألباب أن أعرابيًا وقف على حلقة أبي زيد فظنه جاء يسأل عن شيء في النحو، فقال له: سل يا أعرابي حاجتك فأنشد على البديهة:

لسن للنحو جئتكم = لا ولا فيه أرغب

أنا مالي ولامرئ = أبد الدهر يضرب

خل زيدًا لشأنه = أينما شجاه يذهب

واستمع قول عاشق = قد شجاه التطرب

همه الدهر طفلة = فهو فيها يشبب (13)

1

2

3

4

5 لسن للنحو ii جئتكم لا ولا فيه ii أرغب

أنا مالي ii ولامرئ أبد الدهر يضرب

خل زيدًا ii لشأنه أينما شجاه ii يذهب

واستمع قول ii عاشق قد شجاه ii التطرب

همه الدهر ii طفلة فهو فيها يشبب (13)

هذا والذي يبدو أن لهذا الاعرابي معرفة بأمثلة النحاة ومحيطهم الذي يضرب فيه زيد عمرًا وبالعنت الحادث خلال مداخلاتهم كما قال الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير:

ولقيت من عنت الزيود مشقة = وبكيت من عمرو ومن إعرابه

1 ولقيت من عنت الزيود ii مشقة وبكيت من عمرو ومن إعرابه

وقال رؤبة بن العجاج ليونس بن حبيب (14):

حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأذوقها لك؟ أما ترى الشيب قد بلغ في رأسك ولحيتك؟

وكان أبو حاتم السجستاني وهو على علم باللغة إذا التقى هو والمازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل خوفًا أن يسأله المازني في النحو (15).

وهذه المرتبة من العلم في هذا النحو امتاز بها المازني لأنه كان علمًا في الأعراب وإن كان من بين اولئك العلماء من برع في الجميع كالرياشي الذي يفزع إليه أهل البصرة إذا اختلفوا في شيء وقالوا فيه ما قال الرياشي انقيادًا لفضله وروايته.

هذا ومن بين ما تناول النحاة في بعض شعره فغضب منهم عمار الكلبي وسجل ذلك في أبيات قال فيها:

ماذا لقيت من المستعربين ومن = قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا

إن قلت قافية بكرًا يكون بها = بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا

قالوا لحنت وهذا ليس منتصبًا = وذاك خفض وهذا ليس يرتفع

وحرضوا بين عبد الله من حمق = وبين زيد فطال الضرب والوجع

كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم = وبين قوم على اعرابهم طبعوا (16)

1

2

3

4

5 ماذا لقيت من المستعربين ii ومن قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا

إن قلت قافية بكرًا يكون ii بها بيت خلاف الذي قاسوه أو ii ذرعوا

قالوا لحنت وهذا ليس ii منتصبًا وذاك خفض وهذا ليس ii يرتفع

وحرضوا بين عبد الله من ii حمق وبين زيد فطال الضرب ii والوجع

كم بين قوم قد احتالوا ii لمنطقهم وبين قوم على اعرابهم طبعوا (16)

ومما جاء في هجاء النحاة قول يريد بن الحكم الثقفي:

اذا اجتمعوا على ألف وواو = وياء هاج بينهم جدال

1 اذا اجتمعوا على ألف وواو وياء هاج بينهم ii جدال

وقال عبد الله الحضرمي للفرزدق بعد أن أنشد قوله:

وغض زمان يا بن مروان لم يدع = من المال إلا مسحتًا أو مجلف

1 وغض زمان يا بن مروان لم يدع من المال إلا مسحتًا أو ii مجلف

لم رفعت مجلف قال الفرزدق:

بما يسوؤك وينوءك لنا أن نقول وعليكم أن تتأولوا. ثم هجاه بعد ذلك حين عرف الرجل بما سعى في تخطئته والتقليل من شأنه إذا ظهر جانب الصواب فقال:

فلو كان عبد الله مولى هجوته = لوكن عبد الله مولى مواليا (17)

1 فلو كان عبد الله مولى ii هجوته لوكن عبد الله مولى مواليا (17)

وجاء في الخصائص. قال أبو عبيدة معمر بن المثني للمازني ما أكذب النحويين! وهذا يعني استنكاره لبعض المسائل النحوية والرجل يريد فهمًا آخر لا يعني رفضه للنحو من حيث هو وقال ما أكذب النحويين: يقولون إن هاء التأنيث لا تدخل على ألف التأنيث وهم يقولون علقاة فقيل لأبي عثمان المازني لِمَ لَمْ تفسر له؟ فقال لم أفسر له لأنه كان أغلظ من أن يفهم مثل هذا، يريد الفرق بين ألف الإلحاق وهي هنا للإلحاق وبين ألف التأنيث (18).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير