[المداهنة المحرمة وغير المحرمة]
ـ[المقصد]ــــــــ[05 - 05 - 03, 04:29 م]ـ
اعلم ان معنىالمداهنة معاملة الناس بما يحبون من القول ومنه قوله تعالى (ودوا لو تدهن فيدهنون) اى هم يودون لو اثنيت على احوالهم وعباداتهم ويقولون لك مثل ذلك فهذه مداهنة حرام. وكذلك كل من يشكر ظالما على ظلمه او مبتدعا على بدعته او مبطلا على ابطاله وباطله فهى مداهنه حرام لان ذلك وسيلة لتكثير ذلك الظلم والباطل من اهله. وروى عن ابى موسى الاشعرى انه كان يقول انا لنكشر فى وجوه اقوام وانا قلوبنا لتلعنهم يريد الظلمه والفسقه الذين يتقى شرهم ويبتسم فى وحوههم ويشكرون بالكلمات الحقة فهذا قد يكون مباحا وقد يكون واجبا ان كان يتوصل به القائل لدفع ظلم محرم او محرمات لا تندفع الا بذلك القول ويكون الحال يقتضى ذلك وقد يكون مندوبا ان كان وسيلة لمندوب او مندوبات وقد يكون مكروها ان كان عن ضعف لاضرورة تتقاضاه بل خور فى الطبع او يكون وسيلة للوقوع فى مكروه فانقسمت المداهنه على هذه الاحكام الخمسه الشرعية وظهر حينئذ الفرق بين المداهنة المحرمة وغير المحرمة وقد شاع بين الناس ان المداهنة كلها محرمة وليس كذلك بل الامر كما تقدم تقريره.
الفروق للا مام القرافى.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 09:07 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم
والمشهور عند أهل العلم التفريق بين المداهنة و (المداراة)
فالأُولى الأصلُ فيها الذمُّ، بخلاف الثانية، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يداري، لكنه لا يداهن.
قال الحافظ في الفتح: (وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط ; لأن المدارة مندوب إليها والمداهنة محرمة , والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه , وفسرها العلماء بأنه معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه , والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله , وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه , والإنكار عليه بلطف القول والفعل , ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك.) اهـ (10/ 545)
ومن المداراة ما جاء في حديث " ائذنوا له بئس أخو العشيرة " الحديث.
وقد بوب البخاري عليه " باب المداراة مع الناس "، ثم أورد عن أبي الدرداء معلقاً: " إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم "، وساق بعده الحديث أعلاه، فقال:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن ابن المنكدر حدثه عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له الكلام فقلت له يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول فقال أي عائشة " إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه ".
وقول البخاري: " باب المداراة مع الناس "، يشير إلى ما ورد في بعض طرق الحديث، وهو عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عسال نحو حديث عائشة وفيه: " فقال: إنه منافق أداريه عن نفاقه , وأخشى أن يفسد علي غيره "، ذكره الحافظ في الفتح.
وعليه فإن كلام القرافي هنا غير دقيق، إلا إذا قلنا بأنه يقصد بالمداهنة المباحة: المداراة.
كما أن نسبة الأثر المذكور إلى أبي موسى يحتاج إلى إثبات، والذي في الصحيح تعليقاً، ووصله الحافظ إنما هو عن أبي الدرداء …
""""""""""""""""""""
ثم ضابط التفريق بينهما كما يلي:
المداراة: بذل شيء من الدنيا لتحصيل مصلحة دينية.
المداهنة: بذل شيء من الدين لتحصيل مصلحة دنيوية.
والله تعالى أعلم.
ـ[مداد]ــــــــ[06 - 05 - 03, 01:04 ص]ـ
لا يوجد مداهنة محرمة، وأخرى جائزة!
بل يوجد (مداهنة) ويوجد (مداراة) ولكل واحدة منهما حكمها.
وفي اللغة: مداراة الناس: مداجاتهم و ملاينتهم؛ لاتقاء شرهم، وحسن الصحبة لهم، واحتمالهم؛ لئلا ينفروا عنك.
والمداهنة: المصانعة واللين، و إظهار المرء خلاف ما يُبطن، وفيها معنى: الغش والدس.
ـ[المقصد]ــــــــ[06 - 05 - 03, 01:55 ص]ـ
جزاكما الله خيرا على هذه الفائدة. وقد ذكر الراغب الاصفهانى فى مفردات الفاظ القران الادهان في الاصل مثل التدهين لكن جعل عباره عن المداراة والملاينة