تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما هي أسباب وعوامل اندثار الكثير من المذاهب الفقهية مع الحديث عن هذه المذاهب]

ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 08:55 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر ابتداء عن كثرة أسئلتي، لكني أحببت أن أستفيد من آراء ومشاركات الأخوة في المنتدى قدر المستطاع.

فهذه أسئلة تجول في خاطري، والقراءة الفردية لها سيكون نصيبها القصور بلا شك، لكن تعدد الآراء ومعرفة ما لدى الأخوة من فوائد جمة سيثري الموضوع وسيتمم الفائدة لي ولغيري من أبناء المنتدى.

ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[01 - 08 - 03, 10:18 ص]ـ

عفوًا ما عرفت مقصودك من (المذاهب الفقهية)، فإن كنت تعني السنيَّة الأربعة، فهي موجودة، ولا زالت إلا أنَّ المذهب الحنبلي تضاءل جدًا قبل قرنين من الزمان أو ثلاثة، وما انتشر هذا الانتشار الكبير إلا بفضل الله ثم بهمة علماء نجد وبدعم من الدولة السعودية في عهودها الثلاثة، لأنَّ من أقوى أسباب انتشار المذهب ـ أي مذهب ـ هو قيام علماء كبار يحتسبون في نشره، ودعم دولة قوية لهؤلاء العلماء.

وكذلك المذهب الظاهري موجودٌ إلى اليوم، ولكنَّ اتباعه يستحيون من الانتساب إليه، ويدارون ولاءهم له، وعليه فقد أخطأ من كتب في تاريخ المذاهب الإسلامية، وقال بانقراض المذهب الظاهري، بل المذهب موجود اليوم والكثير من أتباعه هم أقزام صعدوا على الأكتاف، وقالوا بآراء ابن حزم الشاذة، ونشروها بين الناس، ودافعوا عنها، وشوَّشوا على طلاب العلم، ولما أخذوا هذه الأقوال، وتبنوها، أخذوا معها أخلاق ابن حزم، ونَفَسَه في الردِّ على مخاليفه، والقسوة عليهم، ولو كانوا إخوانًا لهم.

ولكن أخشى أن يكون سؤالك عن المذاهب القديمة والسَّابقة للأئمة الأربعة المتبوعين كـ: الحسن البصري، وعبدالرحمن الأوزاعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور الكلبي، وداود الظاهري، ومحمد بن جرير الطبري. فأقول كان لهؤلاء أتباع، ومذاهب تنسب لهم، بل كان يُقال: (الرهاوية) لأصحاب إسحاق بن إبراهيم بن راهوية. و (الخزمية) لأصحاب محمد بن إسحاق بن خزيمة، و (الظاهرية) لأصحاب داود بن علي ...

ولكن هؤلاء انقرضت مذاهبهم؛ لقلة الأتباع، ولعدم وجود دولة يتبنَّى حاكمها أحد هؤلاء، ويفرض على الناس مذهبه.

ويُذكر عند الكلام على تاريخ المذاهب والمدارس الفقهية: ما يسمى بالمدارس الثلاث؛ وهي:

(1) مدرسة أهل الحديث بالحجاز، ويراد بها مالك، وشيوخه، وأصحابه، وتسمى مدرسة المدينة. وقد انتشرت في بغداد والشام، وكان من اتباعها الأئمة: أبو عبيد، والإمام أحمد، وأصحابه، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وأصحابه، وعبدالله بن المبارك وأصحابه، وسفيان الثوري، والإمام الشافعي، وأصحابه ...

(2) مدرسة أهل الرأي بالعراق وتحديدًا في الكوفة، ويراد بها الحنفية؛ وكبارها: (الإمام أبو حنيفة، ومحمد بن الحسن الشيباني، والقاضي أبو يوسف، وزفر بن الهذيل، والحسن بن زياد، وأبو مطيع البلخي).

(3) مدرسة أهل الظاهر ويُراد بها: داود بن علي الأصبهاني (الظاهري) وأتباعه.

ومما يذكر ـ قبل هؤلاء ـ أيضًا مدارس الفتاوى، والتي كانت لكبار فقهاء الأمة المتقدمين:

ففي مكة: ابن عباس، ومن بعده تلميذه عطاء بن أبي رباح.

وفي المدينة، سعيد بن المسيب.

وفي اليمامة: يحيى بن أبي كثير.

وفي الكوفة: إبراهيم النخعي.

وفي البصرة: الحسن البصري.

وفي الشام: مكحول الهذلي، وأبو إدريس الخولاني.

وفي خرسان: عطاء الخرساني.

وفي مصر: يزيد بن أبي حبيب، وبكير بن عبدلله الأشج، و الليث بن سعد.

وفي القيروان: سحنون بن سعيد.

وفي اليمن: طاووس بن كيسان، وهو من تلاميذ ابن عباس.

وقد حصر ابن القيم علم الفقه في: أصحاب عبدالله بن مسعود، وأصحاب زيد بن ثابت، وأصحاب عبدالله بن عمر، وأصحاب عبدالله بن عباس.

ولكن كل هذه المدارس، والمذاهب، وهؤءلاء الأئمة الكبار ـ رحمهم الله ـ انقرض اتباعهم، وأصبح علمهم منثورًا في كتب أهل العلم عامة، ولم يختص بكل واحد منهم كتاب أو كتب، واستقرَّ الأمر على الأئمة الأربعة المتبوعين (أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد)؛ لما كان لهم طلاب نجباء أصَّلوا قواعدهم، وسجَّلوا سؤلاتهم، ورووا مروياتهم، ثم نشروها للناس، وتبع هؤلاء التلاميذ تلاميذ أكثر منهم، ثم تتابع التلاميذ،، حتى دُونت الكتب في فقه هؤلاء الأئمة الأربعة، وانتشر علمهم، وبان فضلهم، وصلاحهم، وعليهم يعول المسلمون اليوم شرقًا وغربًا ...

هذا الكلام على عجالة وأسأل الله أن يكون كافيًا.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 08 - 03, 05:06 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي عبدالله الشمراني.

صنيع الترمذي (رحمه الله) في جامعه يدلّ على أنّ سفيان الثوري كان من مدرسة الكوفيين وأبي حنيفة.

لذلك نجد الترمذي ينقل أقوال أهل الحديث أو (أصحابنا) مالك وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق ... في مقابل قول سفيان الثوري والكوفيين.

وقول سفيان الثوري يوافق قول أبي حنيفة (رحمهما الله) في كثير من الأحيان.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير