تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح الشيخ عبد الكريم الخضيرعلى كتاب الفتن من البخاري هنا]

ـ[أبو العلاء]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:20 ص]ـ

أيها الأحبة لقد سمعت شرح الشيخ عبدالكريم الخضير الخضير على كتاب الفتن من صحيح البخاري في ثمان أشرطة وقد أعجبني شرح الشيخ وأحببت أن أنقل لكم شرحه وجعل ذلك في عدة حلقات والآن مع شرح الشيخ:

الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد تحدثنا في مناسبات كثيرة عن الإمام البخاري رحمه الله تعالى وعن صحيحه وعن منهجه وطريقته وإبداعه في كتابه وعن غفلة الناس عن كثير من أبوابه، وكثيرٌ من طلاب العلم يغفُل عن أبواب هم بأمسِّ الحاجة إليها، والإمام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الأبواب التي هب من بدأ الخلق – المغازي – السير – الدعوات – الفتن – الرقاق – الاعتصام بالكتاب والسنة؛ الإمام البخاري رحمة الله عليه أبدع في هذه الأبواب والناسُ في غفلةٍ عنها.

ويعتني الناس بالأحاديث والأحكام العملية ويرتِّبون لها الدورات في المناسبات، وفي مثل هذه الظروف من أنسب ما يُقرأ مثل هذا الباب من هذا الكتاب أو هذا الكتاب من هذا الكتاب وهو " كتاب الفتن " من كتاب صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

والفتن كما لا يخفى عليكم بدأت الآن تُطِلُّ علينا وإن كانت من قبل لكنها ظهرت ظهوراًَ واضحاًَ في وقت تداعت فيه الأمم على هذه الأمة المحمدية.

والفتن في الأصل: جمع فتنة؛ وهي الابتلاء والاختبار، يقولون: فَتَنَ الحدَّاد أو الصائغ الذهب إذا أدخله في النار ليختبر جودته، والأمة الآن تُفتتن وتُمتحن وتُختبر ليُنظر مدى تمسُّكِها بدينها.

الله سبحانه وتعالى يفتن ليختبر (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) ويفتن ويختبر ويبتلي الخلق بعضهم ببعض، فالفاتن من الخلق بإذن الله عزَّ وجل وإرادته ولا يخرج شيءٌ عن إرادته آثم إن لم يتب (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ) والمفتون: الطرف الآخر وهو الأمة الإسلامية في مثل هذه الظروف، الفتنة لها سبب وهو إدبارها عن دينها، هذا هو السبب؛ فُتِنَّا وابتُلينا بأعدائنا، والنتيجة؟ إن استفدنا من هذه الفتن ورجعنا إلى ديننا صارت الفتنة خيراًَ لنا، وإن استمرَّ بنا الغي والضلال صارت سوءًَ على سوء.

(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ) ابتُلينا سنين؛ بل عقود في هذه البلاد وغيرها بالجوع والخوف والقتل والنهب وثَبَتَ أكثر المسلمين على دينهم فلم يتنازلوا لا عن دين ولا عرض ثم ابتُلوا بعد ذلك بالسراء ففُتحت عليهم الدنيا التي خشيها النبي عليه الصلاة والسلام على أمته (والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تُفتح عليكم الدنيا كما فُتحت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتُهلككم كما أهلكتهم) ثم هذا هو الحاصل، فُتحت علينا الدنيا فحصل الخلل الكبير، الابتلاء بالشر؛ الابتلاء بضيق ذات اليد (بالفقر) يتجاوزه كثير من الناس، لكن الابتلاء بالسعة وانفتاح الدنيا والغنى؛ هذا قلَّ من يتجاوزه، ولذا حصل ما حصل من الخلل الكبير بعد أن فُتحت علينا الدنيا، وهذا أمر تشاهدونه؛ النِعم كُفِرَت على كافة المستويات إلا من رحم الله، لو نظرنا إلى واقع عموم المسلمين (عامة المسلمين) وجدناهم لمَّا فُتحت عليهم الدنيا فرَّطوا في أمر الله عزَّ وجل وتنكَّبوا عن الجادة، وقُل مثل هذا في بعض من ينتسب إلى العلم وبعض من ينتسب إلى طلب العلم فضلاًَ عن عِلية القوم، ابتُلينا في شُكرنا؛ ابتُلينا بالضراء فصبنا والحمد لله، وتجاوز أهل هذه البلاد وغيرهم من بلاد الإسلام؛ تجاوزوا فتنة الضراء في عقود مضت، ثم توالت عليهم النِعم فلم يتجاوزوها وتنكَّبوا عن الجادة وبدَّلوا نعمة الله كُفراًَ، هذا الواقع في كثيرٍِِ من بلدان المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير