تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حوار مع فضيلة الشيخ ابن قعود (شفاه الله)]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:27 ص]ـ

س: ظهر في هذا الزمان كثرة المفتين على القنوات الفضائية والمجلات والجرائد، ما نصيحتكم لمن تصدى للفتوى وخاصة للمتسابقين إلى أعتاب السلاطين والمترفين؟

ج: أوجه نصحي إلى إخوتي وأحبتي في الله: إن المفترض في طالب العلم أن يكون على حال تؤهله للشهادة بالحق، وعلى الناس يوم يقوم الاشهاد، لا لشهادة الناس عليه بالتقصير في البلاغ والبيان إلى من أخذ عليهم العهد بالبيان، وألا يشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً. إلى من هم أعلم الناس بالله وشرعه قال تعالى: {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى} [الرعد:19] إلى من هم أعلم الناس وأدرك الناس لمدلول ومقتضى نصوص إرادة الدنيا بعمل الآخرة كقوله سبحانه {واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه} [البقرة: 235]. وكقوله سبحانه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار} [هود:15] وكقوله سبحانه: {ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} [البقرة: 41 - 42] وأخص بتوجيه نصيحتي بعد تعميمها الذي هو الأصل لذوي الصلة القوية بالسلاطين والمترفين فإن الافتتان حسب السنن أسرع إليهم منه إلى غيرهم، بل إليهم أسرع من السيل إلى منحدره، وقانا الله وإياهم شر الافتتان.

س: ما هي كيفية طلب العلم للمبتدئ؟

ج: إن المهم في طلب العلم الاعتناء بالأصول الشرعية والعلوم الأساسية الرئيسية ابتداءً بالقرآن الكريم، ومن ثم السنة النبوية الصحيحة، ومنها تؤخذ العقيدة والفتوى، وأما العلوم الأخرى فهي مساعدة لطالب العلم يستفيد منها ولكن لا يعتمد عليها، ولا يستدل بها لأن الاستدلال إنما يكون بالنص كما قال الله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) [النساء: 59]

س: ما حكم تقليد العلماء؟

ج: إن التقليد حرام، كأن يقلد عالم من العلماء في كل شيء؛ الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه، وهذا يدخل في قوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} [التوبة:31]، والواجب على المسلم أن يتبع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} [آل عمران:31] وقال أيضاً: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا} [النساء: 80]. فلا يجوز تقليد عالم مهما علت منزلته إلا بدليل صحيح، فيجوز اتباعه والأخذ باجتهاده اتباعاً للدليل ولا يسمى تقليد وإن سماه البعض بذلك لأنه أخذ مما أخذ العالم وهوالدليل الشرعي الصحيح.

س: ما رأيكم ـ حفظكم الله ـ في العمل بالحديث الضعيف؟

ج: إن في الأحاديث الصحيحة غنية وكفايه عن الضعيف، وأنه لا ينبغي الاشتغال بمحاولة تقوية الحديث الضعيف إذا ظهر ضعفه بأحاديث أخرى هي ظاهرة الضعف أيضاً فيتوهم أن هذه الأحاديث تترقى بهذه الطرق الضعيفة، وذلك ليس على إطلاقه، وهذا التوهم هوالذي أوقع بعض الناس في العمل بالأحاديث الضعيفة.

س: كيف الحكم على كلام الناس وتقويم آرائهم واجتهاداتهم وخاصة إذا اختلف كلامهم من مكان إلى آخر؟

ج: إن الواجب على المسلم العدل والإنصاف كما قال الله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8] ولايجوز الحكم على بواطن الناس والكلام في نواياهم ومقاصدهم، وليس للناس إلا الظاهر، كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لم أومر أن أشق عن قلوب الناس) رواه البخاري. كما أن من الواجب التثبت من النقل والتأكد من صحة نسبة الكلام إلى قائله كما قال تعالى: {فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [الحجرات: 6] ثم إذا اختلف الكلام من موضع لآخر فيجب حمل المجمل على المبيّن والعام على الخاص ونسخ المتقدم بالمتأخر كما نص على ذلك ابن القيم رحمه الله، فهذا هو الأقرب إلى العدل الذي أمر الله به، وحثنا عليه. ولا يجوز الدخول في المقاصد ولا التحريف في النقل ولا الاتهام من غير دليل ولا التنابز بالألقاب فكل ذلك مما حذر الله منه.

س: ما حكم اقتناء الدش، وهل يجوز بيعه وشراؤه؟ ج: لا يجوز بيعه ولا شراؤه ولا اقتناؤه لما فيه من دعوى للإلحاد والفساد وإفساد العقيدة وتدمير للأخلاق. ومن أدخله بيته فهو على خطر عظيم، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته ـ وفي رواية لم يحطها بنصح ـ إلا حرم الله عليه الجنة) رواه البخاري.

س: فضيلة الشيخ ـ حفظكم الله ـ يظهر بين فترة وأخرى مسابقات تضعها بعض المؤسسات والأسواق التجارية، وتنشر في وسائل الإعلام المختلفة، فما حكم الدخول في تلك المسابقات؟

ج: إن الأحوط تركها، لأن أغلب هذه المسابقات تقوم على القمار والميسر الذي حرمه الله بقوله: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90] فإذا علم تفصيل مسابقة بعينها وكانت على وفق أحكام الشريعة فيجوز دخول المتسابق فيها.

((مجلة الشقائق))

http://www.alshaqaeq.com/7ewar.htm

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير