تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو نادر]ــــــــ[19 - 08 - 03, 05:09 م]ـ

الحديث معروف بارك الله فيك ولكن ما زلت أقول: (فإن ما ورد في الحديث خاص بالدعاء وعلى رجل مسلم. وأما ما ورد في قصة شيخ الإسلام فهي في معرفة حال الشخص, وهل هو مسلم أم لا. فما ذكرته يعتبر قياسا مع الفارق).

واما الأدب مع العلماء فإنه من فروض الأعيان خصوصاً مع أمثال شيخ الإسلام رحمه الله.

ولكني أسأل عن هذا الفعل وهل ورد ما يدل عليه؟ لأن الحديث الذي استدللت به ليس له علاقة بالمسألة كما تقدم.

وكذلك هل سبقه أحد عليه؟

فكوني أسأل عن الدليل أو عن كلام أهل العلم السابقين أوعن عمل المسلمين نحو مثل هذه القضية التي تعرض لهم وبصفة مستمرة, ليس عيبا بل هو واجبنا تجاه المسائل العلمية.

ـ[الموحد99]ــــــــ[20 - 08 - 03, 12:06 ص]ـ

ـ سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: إذا قُدِّم للإمام في صلاة الجنازة من يشكّ في إسلامه ماذا يصنع؟

فأجاب فضيلته بقوله: يجب أن يصلي عليه؛ لأن الأصل أن المسلم باقي على إسلامه، ولكنه عند الدعاء له يشترط فيقول: «اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وارحمه»، والله تعالى يعلم حاله هل هو مؤمن أم لا، وبهذا يسلم من التبعة، يسلم من أن يدعو لشخص كافر بالمغفرة والرحمة.

والاستثناء في الدعاء، أو الشرط فيه أمر وارد في القرآن، ففي آيات اللعان قال الله تعالى: {وَ?لَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَ?جَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَـ?دَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَـ?دَاتٍ بِ?للَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ?لصَّـ?دِقِينَ * وَ?لْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ ?للَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ?لْكَـ?ذِبِينَ}. وقال في المرأة: {وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ?لْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِ?للَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ?لْكَـ?ذِبِينَ * وَ?لْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ?للَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ?لصَّـ?دِقِينَ}. فالاسثتناء في الدعاء وارد كالاستثناء في العبادات أيضاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير ـ رضي الله عنها ـ حين أرادت الحج وهي شاكية (أي مريضة) فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: «حُجِّي واشترطي أن محلي حيث حبستني».

فالمهم أن الإنسان يستثني في مثل هذه الحال «اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له»، وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ في أعلام الموقعين عن شيخه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أنه أشكل عليه مسائل من مسائل العلم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكان من جملة ما أشكل عليه أنه تقدم له جنائز لا يدري هل هم مسلمون أو لا. فقال له: عليك بالشرط يا أحمد، يقوله النبي عليه الصلاة والسلام في المنام، وهذا السند ابن القيم عن شيخه ابن تيمية سند صحيح، لأن الرجلين كليهما ثقة.

ولا يقول قائل: إننا اعتمدنا هنا على إثبات حكم شرعي برؤيا، لأن هذه الرؤيا يؤيدها القرآن كما سبق في قصة اللعان، فهذه الرؤيا موافقة لقواعد الشريعة فيعمل بها، والله أعلم.


سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن الجنازة التي يشك في كون الميت يصلي؟

فأجاب فضيلته بقوله: الجنائز التي تقدم ويشك في كون الميت يصلي، ففي هذه الحال يُصلَّى عليه ويُستثنى فيقال: «اللهم إن كان مؤمناً، أو مسلماً فاغفر له وارحمه» إلخ، والاستثناء في الدعاء جائز كما في قوله تعالى في آيات اللعان في سورة النور يقول الزوج: {أَنَّ لَعْنَةَ ?للَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ?لْكَـ?ذِبِينَ} وتقول الزوجة {أَنَّ غَضَبَ ?للَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ?لصَّـ?دِقِينَ}. وفي دعاء الاستخارة يقول: «اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرا لي ... » إلخ وفي قصة بني إسرائيل الثلاثة: الأبرص، والأقرع، والأعمى، قال الملك لكل من الأبرص، والأقرع: «إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت».

ابن عثيمين رحمه الله تعالى ج17 الفتاوى

ـ[أبو نادر]ــــــــ[20 - 08 - 03, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء إستفدنا منكم فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات واعذرونا على أن أشغلناك. وأسأل الله أن بجمعنا وإياكم وشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[21 - 08 - 03, 01:45 ص]ـ
أخي أبو نادر وفقك الله ...

لا يزال أهل العلم من السلف إلى يومنا هذا يستأنسوا بذكر الرؤى والقصص وغيرها مما لا يعتمد عليها ولكن يعتضد بها كالإسرائيليات في كتب التفسير وغيرها ...

وكأنها مما يستبشر به المرء على توفيق الله له وخصوصاً إذا علم الله الصدق منه ...
وهكذا الرؤى مبشرات أو منذرات ولا يبنى عليها أي حكم ...

هذا والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير