هذا في نظري السبب الرئيسي في استبطان المعاني عند البعض هذا .... وهذا ... فقط .. على فرض ان لديه التصور لذلك وليس مثل كثير من العابثين الذين يتخفون وراء الغموض للتغطيه على مستوياتهم الثقافيه العاديه حتى يقع المتلقي في حيرة من الفهم ... فكلنا يذكر كيف دخل الى عالم الشعر الجمالي .. من لايملك ادنى حس عن طريق بوابة القصائد الحداثيه .....
وهذا عين النقد الموجه لهم من اصحاب المنهج ما بعد الحداثة والذي سيكون هو الباقي لانه يملك مقومات البقاء والبروز ....
وبعد بعض ردود قلت:
اما عن التعريف الاصطلاحي فقد اشرت الىهذا في ثنايا الطرح فقلت ما نصه عن التعريف الاصطلاحي فقد اشرت الىهذا في ثنايا الطرح فقلت ما نصه:
((حتى من الناحيه النظريه وقع الاختلاف في تحديد من هو المثقف ... فقيل هو .. صاحب الكم المعرفي ..... وقيل بل هو صاحب الكيف المعرفي .....
وقيل هو صاحب التجارب المتعددة والقادر على الحديث عنها .... طبعا التجارب العلميه والثقافيه ..... )).
فقولهم صاحب الكم المعرفي اي صاحب كم كبير من المعرفة لكن لم يتحدثوا عن اليات استخدام هذا الكم وقيل هو صاحب الكيف بمعنى ان الطبيب مثلا يعتبر مثقف وان كان لايملك سوى المعرفه الطبيه ...
وسبب الاختلاف تباعد التصورات فالبعض ينظر الى الثقافة نظرا سطحي وأنت لوتأملت في اصل كلمة ((ثقف)) وهي مصدر الثقافة ستجد ان معناها كما ذكر الفيروزبادى ((صارَ حاذِقاً خَفِيفاً فَطِناً)) ....
ولا اظن هذا ينطبق على اكثر مثقفينا للاسف ... والثقافة مصطلح حادث يحتاج الى ضبط مثله مثل الكثير من الاصطلاحات الحادثة التى لم تضبط حتى الان فأنك لوتأملت حال العرب حال البعثه وقبلها لم تجد الا قسمين:
القراء وهم من يستطيع القراءة والكتابة.
القسم الثاني: الاميين ....
ثم ظهر القسم الثالث بعد بعثة رسول الله وهم العلماء ... فصار الناس ثلاثة اقسام:
علماء.
قراء.
أميين.
والقراء كما يعتبرون ظاهرة حضارية فأنهم يعتبرون ايضا مصيبة
((عالمية)) اذا تجاوزو حدودهم الطبيعيه ... لذلك قال ابن مسعود رضى الله عنه كما في الاثر الذي اورده الدارمي باسناد صحيح::: ..... ويكثر فيها قراءكم .... يشير بذلك الى كثرة خوضهم فيما لايحسنون.
فمجرد القراءة غير كافيه لكي يملك صاحبها اهلية النظر والفتوى.
وتستطيع ان تقول ان طبقة ((القراء)) هم طبقة المثقفين الحالية لكن اصبح الامر اكثر من مجرد قراءة عابرة ....... الى مسألة التنظير ...
فالمثقف لايملك الاهلية لعملية التنظير فأنه يظل مثقف ...
لكن هناك سؤال اخر ما هو الفرق بين المفكر والمثقف؟؟
ومن هو المفكر الاسلامي .. وهذا ما سنتعرض له ان شاء الله قريبا
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 08 - 03, 11:56 م]ـ
الشيخ (#حرّر#)
زياد بن منيف العضيلة
فتح الله عليك ونفعنا بغزير فوائدك
ولقد أعطيت الموضوع بجوابك هذا عمقاً (#حرّر#).
ولقد فزت منه بأشياء بها خير كثير.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 09 - 03, 10:06 م]ـ
المفكر الاسلامي:
لاشك ان بروز هذه الفئة كان له اسباب ظاهرة وكذلك آثار خطيرة سلبا وايجابا.
وكان من أعظم اسباب بروز هذه الفئة ضعف العلم الشرعي اجمالا , ضعف التواصل بين الامة وعلمائها.
بروز العلم الاسلامي كمطلب اساسي من جميع الفئات النخبوية وغيرها. وقد اثمرت الصحوة الاسلامية (دون التحفظ على هذا التعبير)
هو وجود فئتين لهما ثقل و شي من الخطر وهما:
1 - فئة المفكرين اصحاب منطلق اسلامي وتصور كلي شرعي للكون والحياة والاحداث. لكن ليسوا بطلبة علم ... ومن امثالهم فهمي ... ومنهم من حرفته وتخصصه طبيعي بحت وقد ابدع فيه لكن لما اصبح له جمهور وقبول ونظر صحيح في بعض المسائل بحكم التوسع في الاطلاع ... ترقى المرتقى الصعب وتسنم المركز الخطر .. وهو مركز الفتوى .. ومنهم ... خالص جلبي وغيره ..
2 - الثانية بعض طلبة العلم .. ممن لهم نوع توسع في النظر للقضايا السياسية والاجتماعية لكنهم لم ترسخ اقدامهم في العلم الشرعي ولم يتعمق نظرهم في الشرع فأصبح عندهم نوع نظر شرعي في الاحداث مع تغليب الجانب النظري الاخر ...
مع ان المناط هنا هو النظر في مقاصد الشريعة وليس النظر هنا لاي احد بل هو لاهل العلم الراسخين فيه ....
وأنما دخل الخلل في المسلمين من هاتين الفئتين وهذا امر من قديم فالحكماء والمتكلمة من اهل الاسلام لما عظموا نصوص الفلاسفة واقاويل ارسطوا .. أرادوا الجمع بين هذه النصوص ونصوص الكتاب فمثلا لما وجدوا العلة الفاعلة عند الفلاسفة .. جعلوها وصف لله بزعمهم ... وظنوا بهذا انهم جمعوا بين الحكمة والكتاب ... والله قد ابعدوا النجعة ونزعت بهم الفلسفة ....
وليس هذا من باب الاخبار ... مع انه اوسع من باب الافعال وباب الافعال اوسع من باب الصفات وباب الصفات او سع من باب الاسماء ... لان باب الاخبار انما يكون بما يثبت كماله والعلة الفاعلة قد تكون من غير حكمة .. كما عند الفلاسفة فسقط قولهم .. على مقتضى قول اهل السنة والجماعة ... ممن يقولون بوجود الحكمة في افعال الرب جل وعلا .......
الا ان منحى ألمفكرين الاسلاميين اقل انحرفا من جهة التأصيل الا انه اكثر من جهة الحكم وسبب ذلك ان الحكماء وان ضعفت عندهم العلوم الشعرية يبقون اصحاب نظرة علمية اقوى بكثير من اصحاب الفكر الاسلامي.
ولفئة المفكرين اثر ايجابي قد نذكره فيما بعد ان شاء الله.
¥