تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و " الحسن " هنا بمعنى الغريب؛ لأن " الحسن " الاصطلاحي لا يجامع " المنكر " ولا " الغلط ".

ولا يقال: لعل الإمام النسائي إنما يصف الإسناد بالحسن، والمتن بالنكارة وأن الضمير في قوله: " هو " عائد إلى المتن، وكما هو معلوم لا تلازم بين الحكم على الإسناد والحكم على المتن.

لا يقال ذلك؛ لأن هذه الأوصاف الثلاث " الحسن " و " المنكر " و" الغلط "، إنما أطلقها النسائي على إسناد هذا الحديث دون متنه؛ فإن هذا المتن صحيح ثابت، وقد أخرجه البخاري ومسلم (12) من غير هذا الوجه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكذلك؛ أخرجه النسائي في أول الباب من هذا الوجه الصحيح؛ ويُستبعد على مثل الإمام النسائي أن يخفى عليه صحة هذا المتن؛ لاسيما مع قوله: " أخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل "؛ فإن ابن فضيل لم يتفرد بالمتن، وإنما تفرد بهذا الإسناد فقط؛ فالإمام النسائي إنما ينكر رواية هذا المتن بهذا الإسناد، ويرى أن ابن فضيل أخطأ في إسناده، دخل عليه إسناد حديث في إسناد حديث آخر.

والله أعلم.

ومن ذلك:

ذكر ابن عدي " سلام بن سليمان المدائني " في " الكامل " (13)، وقال " هو عندي منكر الحديث "

ثم ذكر له أحاديث كثيرة، وختم الترجمة بقوله:

" ولسلام غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه حِسان، إلا أنه لا يتابع عليه ".

وأدخل أيضاً في " الكامل ": " الضحاك بن حمرة "، ونقل عن غير واحد من أهل العلم تضعيفه، ثم ساق له عدة أحاديث مما أنكر عليه، ثم قال في آخر الترجمة (14):

" وله غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وأحاديثه حسان غرائب ".

ومن ذلك:

قال البرذعي (15):

" قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان؛ وربما في قلبي من حسن حديثهما".

يعني: لكونها غرائب؛ لأن الغرائب هي التي يُخشى من الخطأ فيها، بخلاف الأحاديث المشاهير المتابع عليها.

وحكى البرذعي (16) أيضاً عن أبي زرعة، أنه قال:

" زياد البكائي، يهم كثيراً، وهو حسن الحديث ".

ومن يهم كثيراً، فهو ضعيف.

وقال أبو حاتم الرازي (17):

" أبو إسرائيل المُلائي، حسن الحديث، جيد اللقاء، له أغاليط، لا يحتج بحديثه، ويُكتب حديثه، وهو سيء الحفظ ".

ومن ذلك:

روى الخليلي في الإرشاد (18):

عن محمد بن موسى الباشاني، عن الفضل بن خالد أبي معاذ، عن نوح بن أبي مريم، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن يعقوب بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو ـ مرفوعاً ـ: "يخرج الدجال في آخر الزمان، فيلبث أربعين ... " ـ الحديث.

ثم قال الخليلي:

"لم يروه عن داود إلا نوح ـ وإن كان ضعيفاً (19) ـ، والحديث غريب جداً، حسن، لم يروه غير الباشاني".

الحواشي:

(1) " الجامع " (2/ 101).

(2) (ص 29).

(3) (ص 561 - 562).

(4) " التقييد " (ص 60).

(5) (6/ 54 - 55).

(6) (12/ 523).

وانظر أيضاً: (9/ 569) منه.

(7) " السير " (2/ 94).

(8) (ص 94).

(9) (ص 82 - 83).

(10) " الضعفاء " للعقيلي (4/ 84) و " تهذيب الكمال " (25/ 361).

(11) " السنن " (4/ 142).

(12) البخاري (4/ 139)، ومسلم (3/ 130) من حديث أنس.

(13) " الكامل " (3/ 1156). وانظر أيضاً (3/ 1155) و (5/ 1696) منه

(14) " الكامل " (4/ 1418).

(15) (2/ 361).

(16) (2/ 368).

(17) " الجرح والتعديل " (1/ 1/166).

(18) (3/ 912 - 913).

(19) بل؛ هو كذاب معروف.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 10 - 03, 10:56 ص]ـ

يبدو أني لم أوضح عن مرادي، فالمتبادر للذهن من قوله إسناده حسن أن الأصل فيه الدلالة على القبول لا الرفض للإسناد، نعم هو لم يعدل عن قوله صحيح إلا لحكمة أما أن يجزم بأنه إنما يريد الضعيف، فهذا مستبعد مبدئيا، نعم قد يقع ذلك في بعض الأسانيد، لكن هذا قد يحمل على تغير اجتهاده أو سهو منه أو نحو ذلك، وقد كنت أود في رؤية دراسة تفصيلية قبل الخروج بنتيجة نهائية عن الموضوع، وقد قمت بفحص سريع لبعض تلك الأحاديث فوجدت أن من الأحاديث التي قال عنها إسنادها حسن

ما أتبعه بالتصريح بالاحتجاج به،

ومنها ما نص غيره على صحته،

ومنها ما هو في أحد الصحيحين،

ومنها ما أتبعه بما يؤكد صحته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير