ورواه أبو الحسن الروياني في فوائده، عن عبد الله بن جعفر الجبائري، عن محمد بن يوسف الرقي به، لكن قال: عن معمر عن قتادة عن أنس.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، من طريق الخطيب، وقال: الحمل فيه على الرقي، وقال الذهبي: وضع على الطبراني هذا الحديث.
ورواه الديلمي في مسند الفردوس، والنميري في الأعلام من طريق آخر، فيه محمد بن أحمد بن مالك الإسكندراني، وهو مجهول.
واقتصر الحافظ السخاوي في القول البديع، على تضعيفه من الطريقين، وهو تساهل منه، رحمه الله، فالحديث موضوع كما قال الخطيب وابن الجوزي والذهبي.
ومما يؤكد وضعه نكارة معناه، وروايته من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس.
وممن لقب بالمفيد: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، صاحب معالم السنن وغيره من المصنفات، وهو أحد شيوخ الحاكم صاحب المستدرك، توفي سنة 383 هـ ببلده بست، في أفغانستان.
وأبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري، الخشاب المتوفى سنة 456 هـ.
وأبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي السفار، المتوفى سنة 489 هـ.
وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليوسفي البغدادي، المتوفى سنة 548 هـ.
وأبو علي صدر الدين الحسن بن محمد بن محمد بن محمد التيمي البكري الصوفي، المتوفى سنة 656 هـ.
وشمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي الدمشقي المتوفى سنة 656 هـ.
ثم المفيد من جمع شروط المحدث، وتأهل لأن يفيد الطلبة الذين يحضرون مجالس إملاء الحافظ، فيبلغهم ما لم يسمعوه، ويفهمهم ما لم يفهموه، وذلك بأن يعرف العالي والنازل، والبدل والمصافحة والموافقة، مع مشاركة في معرفة العلل.
والأصل فيه ما رواه أبو داود والنسائي، عن رافع بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب النسا بمنى حين ارتفع الضحى، على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه.
وفي الصحيح عن أبي جمرة قال: كنتُ أترجم بين ابن عباس وبين الناس." اهـ.
والحافظ اختلف في تعريفه، بين مشدد ومخفف.
و أعدل التعريفات فيه أنه من جمع ثلاثة شروط:
حفظ المتون، ولا يقل محفوظه عن عشرين ألف حديث.
حفظ أسانيدها، وتميز صحيحها من سقيمها.
معرفة طبقات الرواة وأحوالهم، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون من لا يعرفه أقل ممن يعرفه، حتى إذا قال في راوٍ: لا أعرفه، اعتبر ذلك الراوي من المجهولين.
ويتفاوت الحفاظ بتفاوت كثرة محفوظاتهم وقلتها.
وهذه أمثلة عن ذلك:
قال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث.
وقال يحيى بن معين: كانت كتب ابن المبارك التي حدث بها نحو عشرين ألف حديث.
وقال يزيد بن هارون: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد، ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألفاً، لا أسأل عنها.
وقال أيضاً: سمعت حديث الفتون مرة واحدة فحفظته، وأحفظ عشرين ألفاً، فمن شاء فليدخل فيها حرفاً.
وحديث الفتون طويل، يقع في نحو كراسة.
رواه النسائي في السنن الكبرى، وابن أبي حاتم، والطبري في تفسيريهما، وأبو يعلى في معجمه، كلهم من طريق يزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
قال ابن كثير: وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس مما أبيح له نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره.
وسمعتُ شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك اهـ.
وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن عزاه لأبي يعلى: رجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن زيد والقاسم بن أبي أيوب، وهما ثقتان اهـ.
قلتُ: وقع في ترجمة أصبغ من الميزان: راوي حديث القنوت، وكذلك وقع في ترجمة القاسم من تهذيب التهذيب، وهو تصحيف.
وقال داود بن عمرو الضبي: كان إسماعيل بن عياش يحدثنا من حفظه، ما رأيتُ معه كتاباً قط، فقال له عبد الله بن أحمد بن حنبل: أكان يحفظ عشرة آلاف حديث؟ قال: وعشرة آلاف وعشرة آلاف، فقال له أبي أحمد: هذا مثل وكيع.
وقال حرب الكرماني: أملى علينا سعيد بن منصور نحواً من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وقال الحافظ أبو بكر بن أبي داود صاحب السنن: حدثتُ من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفاً، ألزموني الوهم في سبعة أحاديث منها، فلما انصرفتُ وجدتُ في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
¥