تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قال ابن قتيبة: كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه ـ يعنى فضعف بسبب ذلك ـ.

و حكى الساجى، عن أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة من الثقات إلا أنه إذا لُقِّنَ شيئاً حَدَّثَ به.

قلت: أما التلقين فنعم، لكن توثيق أحمد بن صالح لا يعتد به كثيراً لأنه متساهل مع سعة علمه في العلل.

و قال ابن معين: كان ضعيفا لا يحتج بحديثه، كان من شاء يقول له: "حدثنا".

و قال ابن خراش: كان يكتب حديثه، احترقت كتبه، فكان من جاء بشىء قرأه عليه، حتى لو وَضَعَ أحد حديثا و جاء به إليه، قرأه عليه.

قال الخطيب: فمن ثم كثرت المناكير فى روايته لتساهله.

أقول: ومن هنا كثرت الموضوعات في حديث ابن لهيعة.

================

حديث العبادلة عنه:

وقبل العلماء حديث العبادلة الثلاثة عنه، وحديث قتيبة عنه. ذلك لأنهم ما لقنوه وإنما أخذوا عن أصوله المكتوبة.

قال جعفر بن محمد الفريابى: سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لى أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح. قال: قلت: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة.

قال الآجري: سمعت أبا داود يقول: سمعت قتيبة يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج.

و قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك، و ابن وهب، و المقرىء.

ومعنى قولهم أن حديث هؤلاء عن ابن لهيعة صحيح، أي أن هؤلاء لا يلقنون ابن لهيعة ويأخذون عنه ما سمعه فعلاً وكتبه في أصوله القديمة، وليس المقصود أن كل ما يروونه عنه فإنه صحيح الإسناد! ولذلك يُعتبر بحديث هؤلاء عنه، لكن لا يجوز الاحتجاج به لأن ابن لهيعة نفسه ضعيف الحفظ.

قال عبد الرحمن: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك، فابن لهيعة يحتج به؟ قال: لا.

وإنما اهتموا بحديثه لأنه كثير الحديث جداً، وغالب حديث مصر يدور عليه، بل لا تكاد تجد إسناداً مصرياً إلا وتجده عنده. حتى قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة.

فميزة رواية العبادلة وقتيبة عن ابن لهيعة أنه يعتبر بحديثه إن جاء عن هؤلاء وصرّح بالتحديث، وإلا لا يكون مقبولا ولا يكتب أصلاً بسبب التلقين.

و قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله، يقول: ما حديث ابن لهيعة بحجة و إني لأكتب كثيرا مما أكتب أعتبر به و هو يقوّي بعضه ببعض.

===============

تدليسه عن الضعفاء

قال ابن حبان: سَبَرتُ أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء، على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالى، ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، و وجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه.

============

ضعف عقله

قال أبو جعفر الطبرى فى " تهذيب الآثار ": اختلط عقله فى آخر عمره

هذا بالإضافة لما سبق من الأقوال.

=============

من أشنع ما رواه هذا الشيعي البليد

قال ابن حجر: و من أشنع ما رواه ابن لهيعة ما أخرجه الحاكم فى " المستدرك " من طريقه عن أبى الأسود، عن عروة، عن عائشة، قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب. انتهى.

قال ابن حجر: و هذا مما يقطع بطلانه لما ثبت فى " الصحيح " أنه قال لما لدوه: لما فعلتم هذا؟ قالوا: خشينا أن يكون بك ذات الجنب، فقال: ما كان الله ليسلطها علي. و إسناد الحاكم إلى ابن لهيعة صحيح، و الآفة فيه من ابن لهيعة، فكأنه دخل عليه حديث فى حديث. اهـ.

قلت: لو كان عنده عقل لما حدث بهذا، والله المستعان على المتأخرين الذين يوثقون أمثال هذا.

ـ[أبو نايف]ــــــــ[04 - 12 - 03, 12:58 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في (مجموع الفتاوي 18: 25 - 26): عبد الله بن لهيعة فإنه من أكابر علماء المسلمين وكان قاضيا بمصر كثير الحديث لكن إحترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فوقع في حديثه غلط كثير من أن الغالب علي حديثه الصحة.

وقال أبو الطاهر بن السرح: سمعت ابن وهب يقول: وسأله رجل عن حديث فحدثه به فقال الرجل: من حدثك بهذا يا أبا محمد؟ قال:

حدثني به - والله - الصادق البار عبد الله بن لهيعة. (تهذيب الكمال)

وقال النسائي عن سليمان بن الأشعث - وهو أبو داود: سمعت أحمد يقول: من كان بمصر يشبه ابن لهيعة في ضبط الحديث وكثرته وإتقانه (تهذيب الكمال)

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي في (التمهيد 12: 254): وابن لهيعة أكثر أهل العلم لا يقبلون شيئاً من حديثه، ومنهم من يقبل منه ما حدث به قبل احتراق كتبه، ولم يسمع منه - فيما ذكروا قبل احتراق كتبه - إلا ابن المبارك، وابن وهب لبعض سماعه.

وقال الحافظ الذهبي في (السير 7: 360): عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة ابن ثوبان القاضي الإمام محدث ديار مصر مع الليث.

وقال: لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية هو والليث معا كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالم المدينة والأوزاعي عالم الشام ومعمر عالم اليمن وشعبة والثوري عالما العراق وإبراهيم بن طهمان عالم خرسان

ولكن ابن لهيعة تهاون بالإتقان وروي مناكير فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم

وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبار والزهد والملاحم لا في الأصول

وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره

وتتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه وقد ولي قضاء الإقليم في دولة المنصور دون السنة، وصُرف.

أعرض أصحاب الصحاح عن رواياته وأخرج له أبو داود والترمذي والقزويني.

وما رواه عنه ابن وهب والمقريء والقدماء فهو أجود.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير