وأحسب أن تلك الأحاديث التي زادها كانت وقعت له بأسانيد ه، فإنها أحاديث معروفة في الجملة، ومنها حديث صلاة الرغائب ن فإنه خبر مختصر الخبر المتقدم، والخبر المتقدم حدث به علي بن عبدالله بن جهضم المتوفى سنة 414 وكان ابن جهضم شيخا لحرم مكة، وإماما بهه، وجاء بعده رزين فإن وفاته سنة 535 وكان بمكة، فالظاهر أنه وقع له الحديث بسنده إلى ابن جهضم، ولم يكن رزين من أهل النقد فلم يعرف حال الحديث، ورزين لم يذكر في الميزان ولافيما استدركه عليه، وذكره الذهبي عندما ذكر المتوفين سنة 535 في تذكرة الحفاظ، وذلك في ترجمة إسماعيل التيمي قال ((والمحدث أبو الحسن رزين …… مؤلف جامع الصحاح، جاور بمكة وسمع عن الطبري وابن أبي ذر)) وذكره الفاسي في العقد الثمين فقال ((إمام المالكية بالحرم)) ونقل عن السلفي أنه ذكر رزينا فقال ((شيخ عالم لكنه نازل الإسناد)) وذكر أنه توفي سنة 525 وله ترجمة في الديباج المذهب ص 118 وذكر الفاسي وصاحب الديباج أن كتابه ((جمع فيه بين الصحاح الخمسة والموطأ)) وفي الديباج توفي بمكة سنة خمس وعشرين، وقيل خمس وثلاثين وخمسمائة.
وقال صديق حسن خان في أبجد العلوم ج: 2 ص: 225
فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الاولين بنوع من التصرف والاختصار كمن جمع بين كتابي البخاري ومسلم مثل ابي بكر احمد بن محمد الرماني وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي وابي عبدالله محمد الحميدي فانهم رتبوا على المسانيد دون الابواب
وتلاهم ابو الحسن رزين بن معاوية العبدري فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطأ لمالك وجامع الترمذي وسنن ابي داود والنسائي ورتب على الابواب الا ان هؤلاء اودعوا متون الحديث عارية من الشرح
وكان كتاب رزين اكبرها وأعمها حيث حوى هذه الكتب الستة التي هي ام كتب الحديث وأشهرها وبأحاديثها اخذ العلماء واستدل الفقهاء واثبتوا الاحكام ومصنفوها اشهر علماء الحديث وأكثرهم حفظا واليهم المنتهى
وتلاه الامام ابو السعادات مبارك بن محمد بن الاثير الجزري فجمع بين كتاب رزين وبين الاصول الستة بتهذيبه ترتيب ابوابه وتسهيل مطالبه وشرح غريبه في جامع الاصول فكان اجمع ما جمع فيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:02 م]ـ
وقال الصنعاني في توضيح الأفكار ج: 1 ص: 82
ولعل من هذا قول ابن الأثير في خطبة جامع الأصول ما لفظه
وأما الأحاديث التي وجدناها في كتاب رزين رحمه الله تعالى ولم أجدها في الأصول في الأمهات الست فإنني كتبتها نقلا عن كتابه على حالها في موضعها المختصة بها
وتركتها بغير علامة وأخليت لاسم من أخرجها موضعا لعلى أتتبع نسخا أخرى لهذه الأصول وأعثر عليها فأثبت اسم من أخرجها انتهى
وكأنه وقع له ما وقع لمشايخ الحافظ في عدم مطالعتهم لخطبة الحميدي
فإنه وجد نقل بخط بعض العلماء أن في لفظ خطبة رزين في كتابه ما لفظه
واعلم أني أدخلت من اختلاف نسخ الموطأ لابن شاهين والدار قطني ومن رواية معن للموطأ أحاديث تفردت بها بعض النسخ عن بعض وكلها صحيحة
وقال أيضا في موضع آخر إنه ظاهر ما اتفق عليه النسائي والترمذي واتفق عليه أحدهما مع بعض نسخ الموطأ بأحاديث يسيرة ثبتت له سماعها وهي مروية من طريق أهل البيت عليهم السلام عن علي وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما انتهى
هذا صريح في أنه أخرج أحاديث من غير الستة الأصول وعزاها إلى من ذكره وإن ما زاده خاص برواية الموطأ لا غير
وإنما قلت لعله وكأنه لأني لم أجد نسخة من رزين فأخبر عما نقل عنه على اليقين إلا أني أظن قوة ما نقل عنه في الخطبة لاستبعاد أن يريد جمع الأصول الستة ثم يأتي بأحاديث لا توجد في كتاب حديثي منها
والعجب من الشيخ محمد بن سلمان أنه ينسب التخريج لرزين في كتابه الذي سماه جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد
فإنه قال في خطبته إنه نقل ما بيض له ابن الأثير من روايات رزين التي لم ينسبها على كتاب فنسبها الشيخ لرزين كما ينسب روايات البخاري وغيره فيقول مثلا بعد سياق المتن للبخاري ويقول بعد سياق المتن لرزين فيوهم في نسبته إليه على حد نسبته إليه على حد نسبته إلى البخاري مثلا أنه أخرجه رزين وابن الأثير بيض له ولم ينسبه لرزين لأنه لم يخرجه
والحال أن رزينا ليس من المخرجين للأحاديث على ما ذكره في خطبته وأن أحاديث رزين بيض لها ابن الأثير فكان عليه أن يبيض لها كابن الأثير ا يتتبع مواضع ما يخرج منه فيخرجها فيأتي بفائدة يعتد بها
وذكرت هذا لأنه يستبعد أ لا يطلع على رزين وقد كان في مكة وجمع من الكتب ما اشتهر عند أهل عصره أنه لم يجتمع عند أحد من أهل عصره مثله ثم إن ابن الديبع اختصر من جامع الأصول كتابه المسمى تيسير الوصول فصنع صنع الشيخ محمد بن سليمان في نسبة ما بيض له ابن الأثير إلى تخريج رزين
فيقول أخرجه رزين وهو خلل كبير
وكان الأولى أن يبيض له كما بيض له ابن الأثير وقد نبهت على هذا في التحبير شرح التيسير في محلات كثيرة والحمد لله.
¥